ضمن فعاليات معرض صالون أتيليه القاهرة 57 الذي افتتح يوم الأحد الماضي أقيمت ندوة فنية تحت عنوان " القيم التشكيلية المصرية بين القديم والمعاصر وكيفية الاستفادة منها "، تحدث فيها كل من الدكتور سمير غريب رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، والفنان صبري منصور قوميسير الصالون، والفنان عبد الرحيم شاهين والدكتور أشرف عبد القادر ، وأدار الندوة الفنان مجاهد العزب عضو لجنة الندوات والمؤتمرات بالأتيليه. في البداية قدم الفنان مجاهد العزب للندوة قائلا: الساحة تعاني من تدهور في حال الفن، واختلال المفاهيم، مما يدفعنا بالتالي إلي الوقوف سريعا علي أبعاد المشكلة والأسباب إلي أدت إلي اغتراب الفنان ذاته وابتعاد الفن عن القاعدة الشعبية العريضة، خاصة ان الثقافة التشكيلية هي عملية توارث معرفي اجتماعي في المقام الأول، وان الحديث عن عالمية الفن أو أنه لا وطن له، حديث ناقص غير مكتمل، فالفن يتكون من عدة عناصر لا تنفصل ولا يصح بدونها . ثم تحدث الدكتور سمير غريب قائلا: جئت مترقبا لما حدث للأتيليه ووجدت أحداثا إيجابية شكلت نموذجا مثاليا يمثل أملا للحفاظ علي مقدراتنا وثرواتنا الثقافية والمعنوية والحضارية والفنية، وهذا النموذج الايجابي من الإصلاح يمكن أن يصلح ما يفسده الآخرون، أما وجود مقتنيات للأتيليه ملقاة علي الأرض فهذا شيء بشع، ويدل علي مدي تفشي الإهمال في الثروات، خاصة أن الأعمال المقتناة لدي الأتيليه أعمال لها قيمتها المادية بجانب قيمتها الفنية ، مثل أعمال "بي بي مارتن "،"وجاذبية سري" وهي بالفعل ثروة قومية. وأضاف قوميسبر الصالون الفنان صبري منصور:لي ذكريات في أتيليه القاهرة، فقد حضرت ندوة في الستينات عن علاقة الفن المصري بالفن الأوربي حضرها الفنان حامد ندا، تحدث عن قضية الأصالة والمعاصرة أو الاغتراب الفني والفكري وعلاقته المعاصرة بتطور الفنون، وكلها قضايا مطروحة علي الساحة الفنية ولم تحسم ولن تحسم لان لها عدة جوانب، أهمها تواجد جذور عميقة للفن المصري وجذور للفنان نابعة من عالم مخزونه البصري وثقافته المعاصرة، لكنه لا مانع من متابعة العولمة و الإطلاع علي مفرداتها، ويبدو أننا قد أصبحنا مرضي ثقافيا بسبب العولمة ونحتاج للعلاج والتحصين من خلال تعميقنا لجذورنا لتقديم كل ما هو قيم ومبدع . وبدأ الدكتور عبد الرحيم شاهين حديثه قائلا: الحالة الراهنة للفن التشكيلي المعاصر في العالم كله تمر عبر نفق ضيق ومظلم لأسباب تعلقت بمشاكل عديدة بسبب الحداثة، فنحن نعيش في عصر المعلومات المتدفقة يومياً، وأنه يجب أن نتخلص من ذلك الاهتراء التشكيلي الذي يحدث الفوضي والتزاحم وغياب المنهج والوعي الثقافي، وقد حان وقت تحليل هذا التراث وتصفيته من الشوائب ومن ثم إعادة صياغته ليصبح نبعا ثقافياً جديداً ومعاصراً . وطرح الدكتور أشرف عبد القادر مجموعة من التساؤلات حول القديم والجديد في الفنون حيث قال: الفنانون شبابنا ابتعدوا عن تراثنا ويذهبون لاتجاهات زائلة وغير عميقة أو ما نسميه "موضة "، الفن العميق منبعه الجذور والإبداع لذلك بقيت أعمال الفنانين الرواد بصدقها وقيمتها، والشباب يلهث وراء الغرب متأثرًا بالتكنيك المعاصر، وكأن التقنية هي الموضوع الفني فأين الفكر والأعمال الفنية أصبحت تشبه "الوجبات السريعة " لذلك بعدنا عن التواصل مع تراثنا .