رمضان كلمة مشتقة من الرمضاء وهي شدة الحر وكان العرب يقولون رمضان علي الرمال التي يشتد الحر عليها فتصير ملتهبة وعندما نقلت أسماء الشهور القديمة لقبوها تبعا للأزمنة ووافق رمضان أيام رمضاء كأيامنا هذه فرمضان هذا العام له النصيب الأعظم من اسمه حيث نشهد أيام الشهر الكريم في أشد شهور الصيف حرارة ولكن قد يتردد التساؤل من الصائمين هل عندما نصوم في الصيف سيكون هناك أجر أكبر من صيامنا في رمضان؟ وهل من الممكن أن نستخدم وسائل متعددة لتقليل إحساسنا بالعطش؟ بداية يري د.سعد الدين هلال أستاذ الفقة بكلية الشريعة أن أصل تشريع الصوم في الإسلام أن يكون رمضان في شدة الحر ومجيء رمضان في الشتاء هو استثناء وليس أصلا فهو رحمة من الله حيث يأتي شهر رمضان كل عام تبعا للسنة القمرية يتناقص أسبوعين عن السنة الشمسية فيعود في كل دورة أي كل 33 سنة تقريباً إلي شدة الحر. ويضيف أن الاحتماء من الشمس بالمسجد ليس عيباً فالمسلم لا يتقرب إلي الله بتعرضه للشمس فهناك رجل من بني إسرائيل قد نذر أن يصوم ولا يفطر ولا يستظل أي لا يحتمي بظل البيوت أو الشجر حتي وصل إلي حالة الإعياء الشديد فذهب قومه إلي الرسول صلي الله عليه وسلم فقال مروه ليفطر وليقعد وليستظل إن الله لغني عن تعذيب هذا لنفسه فعلي الصائم في شدة الحر أن يستظل وأن يحتمي بالبيوت وبالمسجد وأن يستعين بأجهزة التكييف ولا حرج في ذلك فقد شرع الإسلام الاعتكاف في المسجد إذا ما رأي الرجل أن فيه إبعاداً له عن شرور الدنيا وأن يوفر كل وقته في هذه الأيام لعبادة الله. يقول د.حامد أبوطالب عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الصيام في هذه الفترة وعلي هذا النحو صعب علي كثير من الناس ولكن مما لا شك فيه أن له عظيم الأجر والثواب عند الله سبحانه لاستجابتهم لأمره بالصيام مهما كان ذلك يمثل نوعاً من الصعوبة فالصيام في هذه الأيام مطاق وإن كان غير ذلك ما كلفنا الله به فكما أن هناك زكاة للمال فهناك زكاة للبدن وهي الصيام لما علق به طوال العام من السمنة والأمراض. ويؤكد د.حامد أن هذا لا يعني لدي البعض الامتناع عن أعمالهم بحجة الصيام فلا يجب عليهم تعطيل مصالح الناس فإذا كان صيام الموظف يقعده عن أداء واجبه وخدمة المواطنين فإن صيامه لن يؤجر عليه كما أنه لا يجوز أن يلوذ المرء للمسجد طلبا للراحة والنوم بدلاً من العبادة. ويشير إلي أن الصيام في هذا التوقيت يسقط عن كثير من الناس المعرضين لمشاكل صحية بسبب الامتناع عن شرب الماء مثل مرضي الجلطات الدماغية أو القلبية أو مرضي السكر والمصابين بقصور في الكلي فقد يتسبب لهم الصيام في مضاعفات ومن ثم وجب عليهم الإفطار لأن صيامهم قد يعرضهم للهلاك وقد نهانا الله عن ذلك بقوله “ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة” لذا وجب عليهم مراجعة الأطباء من ذوي الدين للإشارة عليهم في ذلك الأمر. ويقول د.رشاد حسن خليل عميد كلية الشريعة والقانون السابق أنه بالمقارنة بإباحة العلماء استخدام المرأة أقراصاً لتأجير العادة الشهرية في الحج حتي لا تفوتها المناسك يجوز أيضا لأصحاب المهن الشاقة ممن يتعرضون مباشرة لأشعة الشمس طوال ساعات النهار استخدام الأدوية المانعة للعطش ليكون من السهل عليهم تحمل صيام نهار أغسطس ماداموا لا يتناولونه أثناء فترة الصيام كذلك يجوز للمسلم استخدام جميع الوسائل التي تلطف من حرارة الجو كترطيب الجسد بالماء بقدر الإمكان واستخدام الظل. أما د.سلوي مصطفي أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية فتنصح الصائمين بالبعد عن المخللات بأنواعها والاستعاضة عنها بالسلاطات والخضراوات الورقية لأن نسبة الماء بها عالية فتعوض الصائم عما يفقده من ماء طوال النهار وعلي قائمة مثيرات العطش الأطعمة الدسمة والمقليات والمتبلات والمقبلات بأنواعها واستبدالها باللحوم والخضراوات المسلوقة والمشوية والأرز والمكرونة والخبز الأسمر وتجنب الحلويات الرمضانية الشرقية .