"حلال.. حرام.. حلال" جدل دائر منذ سنوات طويلة بين الفنانين من ناحية وبعض رجال الدين من ناحية اخري رغم الاراء الفقهية المستنيرة التي حسمت الامر بان الفن في ذاته رسالة لا تندرج ضمن قائمة المحرمات.. الظاهرة قديمة متجددة تتمثل في عودة الفنانات المعتزلات بحجة ارتداء الحجاب للتمثيل مرة اخري بذريعة تقديم اعمال فنية تحمل رسالة هادفة، هذا العام تشهد الدراما الرمضانية ما يمكن أن نسميه فقرًا في فنانات الحجاب، باستثناء فنانتين هما صابرين التي تقدم مسلسل "العمدة هانم" وحنان ترك "هانم بنت باشا"، ويمكن أن نضيف إليهما الفنانة مني عبد الغني التي تقدم دور زوجة الفنان نور الشريف في مسلسل "متخافوش"، وهو الأمر الذي يجعلنا نقول إن مسلسلات "الحجاب" "موضة" تضرب الدراما كل بضعة أعوام ثم تخبو، فبالمقارنة بالعام الماضي كانت مسلسلات رمضان "محجبة" في أغلبها واستخدم الأمر من جانب الجهات المنتجة في تسويق هذه الأعمال خصوصا في دول الخليج، بالتدقيق في ظاهرة مسلسلات الحجاب سنكتشف أن فنانات الحجاب يمكن تقسيمهن إلي ثلاث فئات الأولي اختارت اعتزال الفن نهائيا، والثانية التي تري أنه يمكن تقديم الفن الهادف فقط، والثالثة التي اختارت الحجاب ثم عادت إليه بعد أن ضاقت بها الحالة المادية. البداية عندما اعلنت الفنانة شادية اعتزالها الفن وارتداء الحجاب، بل والبعد تماماً عن الأضواء، وهو ما سمح بظهور العديد من الشائعات حولها، ومنها أنها طلبت شراء جميع أعمالها السينمائية والتخلص منها حتي تكفر عما اقترفته من ذنوب بدخول هذا المجال، وقيل أيضاً إنها استعانت بعدد من علماء الدين للوساطة بينها وبين الجهات التي تمتلك حق عرض أعمالها لإيجاد طريقة للتخلص من هذه الأعمال وغيرها من الأقاويل دون رد واضح من الفنانة شادية التي آثرت الابتعاد تماماً. وفي نفس الوقت وتحديداً مع بداية حقبة الثمانينيات دخل جيل آخر من النجوم هذه الدوامة. واخذ يردد ندمه علي دخول هذا المجال، ومن بينهم الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي اللذان قدما العديد من الأعمال السينمائية الناجحة ولكن في ليلة وضحاها تحولت الفنانة شمس البارودي إلي داعية إسلامية يتردد عليها العديد من السيدات لطلب العلم الشرعي واطلق عليها لقب "الحاجة" كما راح حسن يوسف يهاجم زملاءه ويتهم أعمالهم بالتبرج، وعندما عاود الظهور مجدداً كان ذلك من خلال عدد من الأعمال التاريخية مثل مسلسل الشيخ الشعراوي وآخر عن الإمام عبد الحليم محمود ولكنه مازال عند رأيه بأن الكثير من الأعمال التي تقدم حرام ويحث صناعها علي التوبة. عائلة العربي أبناء الفنان الراحل عبد البديع العربي وهم محمد وزوجته الفنانة هناء ثروت ووجدي العربي وكاميليا العربي، هذه العائلة التي عرفت الفن منذ الصغر خطفتهم "نداهة" التدين فراحوا جميعاً يبغضون هذا المجال ويتهمونه بأبشع الألفاظ بينما قررت شقيقتهما "كامليا العربي" إنشاء دار للايتام، وتولت مهمة إدارتها بنفسها واختزلت حياتها في هذا المجال. فترة الثمانينيات أيضاً شهدت اعتزال الفنانات سهير رمزي وسهير البابلي وعفاف شعيب لنفس السبب وهو أن الفن حرام،ولكن يبدو أن الاحتياج المادي كان كفيلاً بأن تعيد تلك الفنانات النظر في قرارهن ولكن علي استحياء حيث اقتصرن علي أداء الأدوار الدينية ثم الاجتماعية. آخر اجيال "نداهة" الدين كان عدد من الفنانات الشابات وهي مني عبد الغني التي عادت أيضاً لتقديم الأعمال الدينية والاجتماعية حيث تشارك هذا العام في مسلسل "متخافوش" مع نور الشريف وقبلها كانت الفنانة صابرين التي تشارك أيضاً هذا العام بمسلسل "العمدة هانم" ثم ميار الببلاوي التي تخصصت في تقديم البرامج الدينية، أثار قرار الفنانة حنان ترك بارتداء الحجاب، وتصريحاتها حول بعض زميلاتها ردود فعل كبيرة ولكن يبدو أنها لم تطق الابتعاد فقررت اتباع نفس الذريعة للرد علي أسباب العدول عن قرار الاعتزال وهي تقديم الأعمال الاجتماعية التي تقدم بها رسالة للجمهور. ويبدو أن القائمة لاتزال تنتظر إضافة المزيد خاصة مع وجود عدد كبير من الشيوخ النجوم الذين تربطهم علاقات قوية مع الفنانين ويسعون للتأثير عليهم.