وسط حالة حادة من الغضب أعقبت قرار رفعت السعيد رئيس حزب التجمع بإصدار قرار بإلغاء جميع قرارات الأمانة العامة لاتحاد الشباب التي جرت في 15 أغسطس الماضي وانتهت بالاطاحة بأميني التنظيم والعمل الجماهيري "زياد فرج وسمير نبيل" انهالت العديد من الاستقالات احتجاجًا علي هذا القرار الفردي الذي تجاهل جميع القيادات! قال عبدالله أبوالفتوح أمين المتابعة والاتصال إنه قام بالفعل بتقديم استقالته بعدما رفض الدكتور رفعت السعيد مطالبته بإلغاء هذا القرار وعرض الأمر علي الأمانة العامة لما سيعقبه من ردود أفعال غير عادية في حالة الإصرار علي الاستمرار في هذا الشأن إلا أنه لم يتراجع، مؤكدًا أن اجتماع الأمانة العامة لاتحاد الشباب صحيح 100 ٪ ولا مجال لما يدعيه البعض، كما أنه تم عرض سحب الثقة من المكتب التنفيذي ولم يوافق عليه سوي عضوين فقط وتم تجديد الثقة فيه بأغلبية ساحقة. وأشار أبوالفتوح إلي أن قيادات الاتحاد قامت بتبليغ سيد شعبان أمين التنظيم المركزي أنه سيتم عرض القضايا التنظيمية في الاجتماع والذي أبدي موافقة وأكد عليه لرئيس الحزب وهذا ما يجعل أي قرارات لسحب الثقة أو غيره صحيحة. ويري أبوالفتوح أن إلغاء القرار يعني إلغاء دور كل الهيئات الحزبية في سبيل اتخاذ المزيد من القرارات الفردية التي قد تدمر الحزب وهو ما فعله السعيد - مؤخرًا - ثلاث مرات ارضاء لجبهة بعينها إذ تكتم علي مرتكب جريمة تدمير مقر مصر القديمة وقضية حلوان التي أنهاها بقرار مخالف للائحة وآخرهم الشباب، لافتًا إلي أنه لايزال يأمل في تراجع رئيس الحزب عن هذه القرارات وتجاهل الأمانات المركزية والهيئات الحزبية وعلي رأسهم أمانة التنظيم المركزية مما دفع أمينها لتقديم استقالته ضمانًا لاستقرار الحزب. ومن جانبه نفي سيد شعبان أمين التنظيم المركزي ما يتردد حول تقديمه لاستقالته ضمن القيادات الحزبية المحتجة علي القرار الصادر من رئيس الحزب، وأن الأمر سيتم مناقشته في اجتماع الأمانة المركزية السبت المقبل. فيما أكدت مصادر بالحزب قيام مجدي شرابية الأمين العام المساعد لشئون التنظيم بتقديم استقالة شديدة اللهجة لرئيس الحزب ثم أغلق هاتفه، رغبة منه في عدم التحدث في الأمر! وأشارت المصادر إلي توالي الاستقالات من قبل القيادات التاريخية التي لم تعد تستطيع الاستمرار في الصمت أمام قرارات السعيد التي وصفوها بالتعسفية، وأن الأمر بات مثار انتقاد واضح من قيادات الحزب مثل أمينة النقاش نائب رئيس الحزب! وأوضح أمين سيد رئيس اتحاد الشباب أن هناك حالة غضب تسيطر علي الاتحاد ناتجة عن قرارات السعيد وسيطرته المطلقة وانفراده بالقرارات وأن الجميع يستنكر تجاهله تطبيق مبادئ الحزب علي قراراته الداخلية التي أصبحت تفتقد آليات الديمقراطية مشيرًا إلي أن من أهم مظاهر الغضب الشبابي الاستقالات التي قدمها أغلب أعضاء الاتحاد بالمحافظات والتي تتزايد اعدادها خلال الأيام المقبلة في القاهرةوالجيزة وحلوان ويليها القليوبية وسوهاج وإسكندرية وبورسعيد والبحيرة، فضلاً عن الدعوة لاعتصام داخل الحزب لكل من يعارض قرار السعيد، لافتًا إلي أن هذه الدعوة من الامانة العامة للاتحاد وليست من فرد بعينه في مواجهة رئيس الحزب وأمينه العام الذي يعد طرفا غير حيادي في الصراع! ولفت خالد تليمة، أمين تنظيم اتحاد الشباب، إلي أن الأمانة العامة لاتحاد الشباب هي التي أقرته لهذا الموقع وهي الوحيدة القادرة علي إقصائه خاصة أن الاتحاد كيان وهيئة مستقلة بقراراتها لا يتدخل فيها أحد، مشيرًا إلي أن عددا من قيادات اتحاد الشباب والمكتب التنفيذي وأعضاء القيادة العامة قرروا الاعتصام داخل الحزب السبت المقبل ابتداء من الساعة 11 صباحا احتجاجا علي تعنت رئيس الحزب والأمين العام ضدهم. وقال رامي الحديني، أمين تثقيف الاتحاد، إن هناك رغبة قوية لدي سيد عبدالعال أمين عام الحزب لحل اتحاد الشباب لأنه ليس علي وفاق معه وهذا شأنه لكن يجب أن يكون الأمين العام حياديا وأمينًا عامًا لكل الحزب وليس لجهة معينة كما كان عليه ألا يخرج غاضبًا عندما أراد الشباب الاستقلال باجتماعهم وقياداته بل كان عليه أن يستوعب الجميع ويظل في الاجتماع. إلي ذلك كان عدد من شباب الاتحاد قد تقدموا باستقالاتهم معتبرين أن هناك مؤامرة قد حاكها الأمين العام للحزب ضد الاتحاد وقال الشباب إن هذه المؤامرة وضحت يوم اجتماع الأمانة العامة لاتحاد الشباب، حيث كان يجلس مع بعض أعضاء الأمانة وأقنعهم بعدم حضور الاجتماع وبالفعل دخل هو الاجتماع وتركهم بالخارج. وحاول الأمين العام أن يفض الاجتماع عن طريق افتعال مشكلة فطعن في حضور الزميل عماد رمسيس، أمين مساعد الاتحاد بسوهاج والحاضر نيابة عن محافظته وكذلك طعن في حضور الزميل إسلام عوض أمين مساعد الاتحاد ببورسعيد والحاضر عن محافظته مرددا جملة تكفي لإقالته من منصبه وذلك بعد مواجهته من قبل الشباب بأن هذا أمر طبيعي ويحدث في الأمانة العامة للحزب فقال جملته المشهورة: "إذا كان الحزب يخطئ فليس معني هذا أن يخطئ اتحاد الشباب وإذا كان الحزب لا يلتزم باللائحة فيجب علي الاتحاد أن يلتزم بها" معتبرًا أن الحزب يخطئ بالسماح بحضور أمناء مساعدين للمحافظات نيابة عن محافظاتهم في اجتماعات الأمانة العامة للحزب مما يعني ووفقًا لمنطقه أن اجتماعات الأمانة العامة للحزب علي مدار السنوات السابقة قد شابها البطلان وأن جميع قراراتها باطلة فما كان من الشباب الحاضرين للاجتماع إلا أنهم طالبوا بالتصويت علي حضور الزملاء فرفض وانسحب غاضبا ليكمل مؤامراته. وبعد انتهاء الأمانة العامة للاتحاد واتخاذها لبعض القرارات فوجئنا برئيس الحزب يصدر قرارا بإلغاء هذه القرارات ضاربا عرض الحائط باللائحة وبالديمقراطية التي تعلمناها داخل جدران الحزب وباستقلالية اتحاد الشباب مدفوعا بما قاله له الأمين العام ودون أن يستوضح ممن حضروا الاجتماع القانوني لأمانة اتحاد الشباب معتبرا نفسه فوق الجميع ناسيا أن في التجمع أعضاء لا تقبل بالظلم ولا تقبل أن تساق كالعبيد فشباب التجمع أحرار وسيظل التجمع منارة للحرية والتقدمية ولتسقط الديكتاتورية وليحيا التجمع. ووقع علي الاستقالة كل من: محمد جمال - ممدوح محمد- ميرفت رشدي- طه أمين- نورا محمد- محمد حسن البغدادي- هبة سيد- هادي عبدالمحسن- أحمد ممدوح- سميرة عبدالمحسن عن محافظة حلوان، ومن محافظة القاهرة: عماد صلاح- جيهان بدوي- رشا صلاح- سمر محمد- هند نصاري- شيرين عبدالوهاب- فاطمة عيسي- شيماء سمير- محمد عبدالعظيم- دعاء يحيي.. ومن محافظة الجيزة: كريم صبري- محمد محمد عبدالشافي- خالد محمد- عبدالوهاب فوزي- محمد كمال. إلا أن سيد عبدالعال الأمين العام للحزب أصر علي أن جدول أعمال الأمانة العامة لاتحاد الشباب غير لائحي وهناك العديد من الأخطاء التنظيمية التي يصرون عليها مع عدم الاعتداد بمحاولة التدخل لتصفية هذه الخلافات وهذا الأمر يؤول في النهاية لرئيس الحزب وقراره جاء بناء علي ما ورد في الاجتماع من تجاوزات وأن الأمر سيعرض علي الأمانة المركزية. وحول قيام بعض القيادات بتقديم استقالتها احتجاجا علي قرار رئيس الحزب قال عبدالعال إنه لا يعلم عنه شيئًا وأن كل شيء سيظهر في اجتماع الأمانة المقبل. كانت العديد من الأنباء قد تواردت في المقابل عن أن محمد فرج، أمين التدريب وإعداد القيادات، كان وراء قرار رفعت السعيد الأخير، حماية لابنه زياد، بالتعاون مع الأمين العام، إلا أن فرج نفي هذا الأمر، وقال لنا: إنه لم يلتق بالسعيد قبل إصداره هذا القرار وليس من طبعه الضغط علي أحد لاتخاذ قرار كما أنه ليس من طباع السعيد أن يصدر قرارات بناء علي ضغط من أحد، لافتًا إلي أنه قد سمع عن وجود من يهدد بالاستقالة، فإذا كانت هذه الضغوط صحيحة فهي ضغوط لمحاولة إصدار قرار بطريقة "لي الذراع" فكل قرار من رئيس الحزب لا يحب أن يكون تحت ضغط وإنما وفقًا للوائح التنظيمية المعمول بها. ويري فرج أن الكثير من الوقائع التنظيمية واللائحية تؤكد أن اجتماع الأمانة العامة للشباب غير لائحي، لأن من أعدوا له قد ارتكبوا الكثير من الأخطاء التنظيمية، وهو ما سيتم التحقيق فيه لاحقًا!