أفردت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها حول دلتا النيل وغرق الأراضي، وأن دلتا النيل تعاني تحت تهديد ارتفاع مستوي البحر والأكثر من هذا أنه بدون الطعام الذي تنتجه دلتا النيل مصر ستواجه كارثة بمعني الكلمة. وأردف تقرير صحيفة الجارديان أن هناك سلسلة من الأزمات البيئية بدأت تقرع طبولها علي ضفاف النيل بعضها خفية مثل التلاشي الهادئ لحقول الدلتا الشمالية وبعضها الآخر لافت للنظر مثل انهيار الأراضي الساحلية في المحيط ولكن التلوث الصناعي وملوحة التربة كلها عوامل لفتت انتباه الخطاب العام المصري لأول مرة. استنكر الدكتور محمد الراعي خبير البيئة العالمي في التغيرات المناخية ما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية بشأن إعدام منطقة الدلتا وغرقها نتيجة زيادة منسوب البحر، وقال الراعي إن النسبة المهددة بالغرق في الدلتا لا تتعدي 10 ٪ إذا تركنا الأمر ولم نتحرك في مواجهته أما إذا تحركنا فستكون الخسائر قليلة. مشيرًا إلي إن الدراسات أكدت أن الخطر لا يتحقق قبل 100 عام منذ هذه اللحظة وأن ما ذكرته الجارديان غير صحيح من أن 20 ٪ من دلتا النيل ستكون تحت الماء وأن تقرير اللجنة العالمية لتغير المناخ غير صحيح في هذه النقطة لأن هناك أساليب حماية يتم اتخاذها من جهة الحكومة ولجنة يرأسها وزير البيئة المهندس ماجد جورج للتصدي لهذه الظاهرة بعضوية ممثلين من كل الوزارات والتي تقوم بتوفيق أوضاع المصانع مطالبًا بضرورة وجود نظام مؤسسي لمتابعة كيفية التخطيطات الواجب تنفيذها من أجل الحماية، وأن بدء اتخاذ إجراءات حماية من اليوم يدفع بعدم وجود خسائر غدًا. وأشار الراعي إلي أن مصر لا ينبعث منها إلا أقل من 1 ٪ من جملة انبعاثات العالم ولا نقول أنه لا يوجد تهديدات لكن الحذر واجب ولابد من العمل. وطالب الراعي بضرورة حماية بعض المناطق في الإسكندرية التي تقع تحت مستوي سطح البحر ومنها منطقة جنوب خليج أبوقير هناك بالفعل سور بناه محمد علي باشا لكن لابد من تأمينه وحمايته بالاضافة إلي مطار الإسكندرية الذي يقع تحت مستوي سطح البحر بحوالي مترين و هذه هي أهم المناطق التي تقع في نسبة 10 ٪ المعرضة للخطر بعد 100 عام. وطالب الراعي بعدم إنشاء أي مصانع في المنطقة التي تقع في نطاق 10 ٪ والتي تم تحديدها فيما بين جنوب شرق إسكندرية وحتي جنوب بورسعيد مع الأخذ في الاعتبار انشاء مشاريع استثمارية صغيرة لا تتأثر بزيادة منسوب المياه مثل المزارع السمكية. كما طالب الراعي بضرورة زيادة الأحزمة الخضراء بجميع المحافظات حتي يتم التصدي للعواصف الترابية بالاضافة إلي ضرورة استخدام اللون الأبيض في دهانات المباني لعكس أشعة الشمس واعطاء لون حضاري أكثر جمالاً وزراعة أسطح المنازل..ومن جهته أكد الدكتور سيد صبري المسئول عن التغيرات المناخية بوزاة البيئة أن الوقت الحالي لا يشهد أي مخاطر علي الدلتا مع الفرق لكننا نعمل علي التصدي لهذه الظاهرة بالتعاون مع العديد من الجهات موضحًا أنه يتم حاليا إعداد تقرير عن البلاغ الوطني المعني بالتغيرات المناخية وكيفية التصدي لها بالتعاون مع العديد من الخبراء المعنيين بالبيئة للوصول لأساليب سليمة لمواجهة هذه الظاهرة.