تستمر المفاوضات بشأن إبرام صفقة تبادل اسرى جديدة، ولكن الأطراف لا تزال بعيدة عن تحقيق انفراجة، وتتهم مصادر فى إسرائيل حركة حماس بالتشدد فى مواقفها، خاصة فى ظل اصرارها على وقف إطلاق النار بشكل كامل وانسحاب جيش الاحتلال وليست على استعداد للعودة إلى وقف إطلاق النار المؤقت، على الرغم من أن إسرائيل تعرب عن استعدادها للنظر فى وقف إطلاق نار أطول لمدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين– بما فى ذلك تغييرات فى الانتشار العسكرى فى غزة. حسب صحيفة «يديعوت احرنوت». وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن حماس رفضت اقتراحا إسرائيليا بهدنة لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح عشرات الأسرى من الأسر فى غزة، وحماس لن تكون مستعدة لمناقشة إطلاق سراح الاسرى الإسرائيليين إلا بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. التقدير فى إسرائيل هو أن المفاوضات بشأن صفقة أخرى ستستمر لعدة أيام أخرى، ولن تنضج قبل الأسبوع الأول من يناير، وتتناول المفاوضات خطوة إنسانية تشمل إطلاق سراح ما يصل إلى 40 إسرائيلياً– إطلاق سراح النساء اللاتى ما زلن فى الأسر وعشرات من كبار السن والمرضى والجرحى. أما حماس فتطالب فى المقابل بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الأمنيين، على رأسهم ثلاثة من كبار الأسرى مروان البرغوثي، احمد سعدات، عبدالله البرغوثى، ومن المتوقع عقد اجتماع آخر لفرق التفاوض فى الأيام المقبلة. وقال مصدر مطلع على المفاوضات إن المبعوثين يركزون فى مناقشاتهم على تحديد الأسرى الذين يمكن إطلاق سراحهم من قبل كل من الفصائل الفلسطينية وإسرائيل فى حال إبرام هدنة جديدة. وكانت هيئة البث الإسرائيلية «كان» قد كشفت أن زعيم حماس فى قطاع غزة يحيى السنوار أبلغ الوسطاء بأن الحركة مستعدة لصفقة تشمل الكل مقابل الكل، وذلك بعد وقف كامل لإطلاق النار. وأوضحت الفصائل الفلسطينية أن «هناك قرارا وطنيا بأنه لا حديث حول الأسرى ولا صفقات تبادل إلاّ بعد الوقف الشامل للعدوان». وترفض حماس أى وقف مؤقت آخر للحملة العسكرية الإسرائيلية وتقول إنها ستناقش فقط وقف إطلاق النار الدائم. ولم تعلق إسرائيل علنا على المحادثات فى مصر، لكنها استبعدت وقفا دائما لإطلاق النار وتقول إنها لن توافق إلا على هدنة إنسانية محدودة حتى هزيمة حماس. وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو موقفه بأن الحرب لن تنتهى إلا بالقضاء على حماس والإفراج عن جميع الرهائن وضمان ألا تشكل غزة أى تهديد آخر لإسرائيل. فيما كثفت الولاياتالمتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، دعواتها فى الأسبوع الماضى لتقليص نطاق الحرب الشاملة إلى حملة مركزة ضد قادة حماس وإنهاء ما أسماه بايدن «القصف العشوائي» الذى يتسبب فى خسائر فادحة بين المدنيين. وخلال ال24 ساعة الأخيرة، أعلن الجيش الإسرائيلى عن إصابة 40 جنديًا وضابطًا فى معارك قطاع غزة. من جهته، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن حماس تصر على أن تشمل صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين المقبلة الإفراج عن 3 قادة فلسطينيين بارزين من داخل السجون الإسرائيلية. وأوضحت صحيفة أن أولئك الثلاثة هم: عضو اللجنة المركزية بحركة التحرير الوطنى الفلسطينى (فتح) مروان البرغوثي، وأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، والقيادى فى حركة حماس عبدالله البرغوثى. وذكرت الأناضول أن استطلاعات الرأى العام الفلسطينية تشير إلى أن مروان البرغوثى (64 عاما) -المعتقل منذ 2002 ومحكوم بالسجن 5 مؤبدات و40 عاما- هو الأكثر شعبية بين قادة فتح لرئاسة السلطة الفلسطينية بعد الرئيس محمود عباس. كما عدَّت يديعوت أحرنوت أن الإفراج عن مروان البرغوثى «قادر على تغيير وجه السلطة الفلسطينية». وعلى الرغم من اعتقال البرغوثى والحكم عليه، فإنه كان له حضور بارز للمشهد الفلسطينى من خلف جدران السجن، إذ كان هو من أعدّ صيغة اتفاق الفصائل الفلسطينية فى 2003 لوقف العمليات العسكرية لثلاثة شهور، مقابل وقف الاحتلال عمليات الاغتيال والاقتحامات التى ينفذها، وكانت هذه الخطوة بداية لحضوره المتواصل من داخل سجنه. أما أحمد سعدات فقد اعتقله الاحتلال فى ديسمبر 2008 وحكم عليه بالسجن 30 عاما بتهمة الضلوع فى عملية قتل الوزير الإسرائيلى الأسبق رحبعاب زئيفى فى 2001. ويقضى القيادى بحماس عبدالله البرغوثى حاليا حكما بالسجن 67 مرة مدى الحياة، وهو حكم غير مسبوق فى تاريخ المحاكم الإسرائيلية، ويتهمه الاحتلال بصناعة عبوات ناسفة «أدت إلى مقتل 66 إسرائيليا وإصابة 500 آخرين». وكانت إسرائيل رفضت أن يكون القادة الثلاثة ضمن صفقة التبادل «وفاء الأحرار» فى 2011 التى شملت تبادل الجندى جلعاد شاليط بأكثر من 1000 أسير فلسطيني. ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية على تقرير صحيفة يديعوت أحرونوت هذا، المتعلق بإصرار حماس للإفراج عن الأسماء الثلاثة. على الصعيد نفسه، نقلت القناة ال13 الإسرائيلية عن مصادر، لم تسمها، أنّ الحكومة الإسرائيلية عرضت صفقة تتضمن إطلاق سراح 30 إلى 40 رهينة لدى حماس، مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين بارزين والانسحاب بشكل جزئى من بعض مناطق غزة. العرض يشمل أيضا تهدئة لمدة أسبوعين إلى شهر، وفق القناة التى نقلت أيضا عن مسئولين، أن إسرائيل قد تغير بعض الترتيبات العسكرية فى غزة، إذا تمت الصفقة. بدورها، قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» إن تل أبيب أبلغت الدوحة بأنها مستعدة لهدنة لمدة أسبوع على الأقل، مقابل الإفراج عن 40 محتجزا لدى حركة حماس. ميدانيا، تجددت الاشتباكات بين حركة حماس والقوات الإسرائيلية فى محيط موقع الإدارة التابعة لكتائب القسام؛ الجناح العسكرى للحركة الفلسطينية، شرق مخيم جباليا شمالى قطاع غزة. جاء ذلك بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلى إصابة 5 جنود -بينهم ضابط من سلاح المدرعات- بجروح خطيرة فى معارك خان يونس بقطاع غزة. وشنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات على مواقع عدة وسط قطاع غزة، خاصة على جباليا. إلى ذلك، ارتفعت حصيلة العمليات الإسرائيلية فى غزة إلى 20 ألف قتيل منذ 7 أكتوبر، وفق ما أعلن المكتب الإعلامى الحكومى التابع لحماس. ورغم الدعوات المتعددة إلى حماية المدنيين، تستمر الغارات الإسرائيلية المميتة على قطاع غزة، وكذلك القتال البري، فى حين يعانى نصف السكان المدنيين الجوع، وفق الأممالمتحدة. ويعانى القطاع الخاضع لحصار إسرائيلى مطبق منذ التاسع من أكتوبر، أزمة إنسانية خطيرة إذ باتت معظم مستشفياته خارج الخدمة فيما نزح نحو 1,9 مليون نسمة، أى 85% من سكانه، من شمال القطاع إلى جنوبه هربا من الدمار والقصف، وفق الأممالمتحدة. وأفاد تقرير لمكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بأنّ نصف سكان القطاع يعانون الجوع الشديد أو الحاد وأن 90% منهم يحرمون بانتظام من الطعام ليوم كامل. ورغم دخول 127 شاحنة مساعدات وبضائع إلى القطاع من خلال معبرى رفح مع مصر وكرم أبو سالم فى شمال إسرائيل، فإن هذه الإمدادات لا تكفى لتلبية أبسط حاجات السكان. وذكر التقرير أن 10% فقط من المواد الغذائية الضرورية حاليا دخلت إلى قطاع غزة خلال الأيام ال70 الأخيرة.
مروان البرغوثي
عضو اللجنة المركزية بحركة التحرير الوطنى الفلسطينى (فتح) 64. المعتقل منذ 2002 ومحكوم بالسجن 5 مؤبدات و40 عاما- هو الأكثر شعبية بين قادة فتح لرئاسة السلطة الفلسطينية بعد محمود عباس.
عبدالله البرغوثي
القيادى فى حركة حماس يقضى حاليا حكما بالسجن 67 مرة مدى الحياة، وهو حكم غير مسبوق فى تاريخ المحاكم الإسرائيلية، متهم بصناعة عبوات ناسفة «أدت إلى مقتل 66 إسرائيليا وإصابة 500 آخرين.
أحمد سعدات
أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . اعتقله الاحتلال فى ديسمبر 2008 وحكم عليه بالسجن 30 عاما بتهمة الضلوع فى عملية قتل الوزير الإسرائيلى الأسبق رحبعاب زئيفى فى 2001. سعدات عبدالله مروان