اكد الدكتور خالد حنفي، امين عام اتحاد الغرف العربية، أن التكلفة التى يتحمّلها المستهلك والاقتصاد العربى من عدم كفاءة الإمداد تصل إلى نسبة 30٪، وهذا رقم كبير جدا، يستدعى ايجاد الحلول التى تخفف من كلفة سلسلة الإمداد عن طريق الاستيراد البحرى أو البرى وحتى الجوي. وأضاف حنفي، خلال ترؤسه جلسة بعنوان: الأمن الغذائى العربى والاستدامة ضمن فعاليات COP 28 المقامة فى معرض اكسبو دبي- الامارات العربية المتحدة، أن عملية سلاسل الامداد تمر بمحطات عديدة، اولا من خلال طلب الحصول على المنتج الزراعى عبر إرسال رسائل الإشارة الإلكترونية من المنطقة العربية الى المورّد الموجود فى أمريكا الجنوبية او الولاياتالمتحدة الاميركية أو أوروبا وغيرها. وتابع حنفي، لكى تصل هذه الرسائل تحتاج الى دراسة قدرة التقاطر الخاصة بالناقل ولا سيما عن طريق النقل البحرى وكيف يمكن ان يكون هناك تعظيم لكفاءة النقل البحرى حيث إن هذا الجزء من سلسلة الامداد هو مكلف جدا. وقال: بعد المرحلة الاولى تأتى عملية الشحن والتفريغ حيث إن المركب عندما ترسو عند ميناء الوصول فى المنطقة العربية، فإنها تحتاج الى عدة ايام للتفريغ قد تصل الى 10 أيام وربما اقل بقليل، وبالتالى فان كل يوم تاخير للتفريغ يكلّف رقما كبيرا على المستهلك العربى الذى يعانى فى الأساس من التضخم وتكلفة المعيشة المرتفعة، ثم بعد ذلك تاتى مرحلة التخزين حيث تحتاج السلع عند وصولها الى تخزين جيد ليتم بعدها توزيعها على المستهلك المحلى أو إعادة تصديرها. وأكد أنه فى إطار الحديث عن موضوع الامن الغذائى لا بد من التطرق إلى واقع الانتاج الزراعى المحلى أو ما يطلق عليه «لوجستيات الزراعة»، التى تضمن التوريد الدقيق فى الوقت المناسب للمياه والمخصبات والمبيدات، وهذا لا يمكن أن يحدث دون استخدام ادوات الثورة الرابعة، حيث إن الحصول على القدر الكافى والمناسب فى الوقت الكافى والمناسب من الاسمدة مثلا لا بد ان يكون من اشارات رقمية تخرج من المزرعة الى المورّد وهنا فان ادخال النماذج ذات الصلة بلوجستيات الزراعة حيث إن المزارع لا يتطلب أن يكون فقيها بعالم تكنولوجيا الزراعة، حيث إن الأمر يتطلب فقط قراءات يمكن أن يتم تجميعها عبر البيانات الكبرى BIG DATA من أجل أن يتم إرسالها فى ما بعد بتوقيت مناسب كى يتم نقل المنتج الزراعى بكلفة مناسبة. وأوضح أمين عام الاتحاد أن تكلفة نقل الأسمدة الزراعية وتخزينها هو جزءً هام جدا فى موضوع تكلفة الانتاج، حيث إن استخدام القدر الكافى من الأسمدة للنباتات ولكل منطقة زراعية ولمساحات زراعية محدودة لا يمكن أن يحصل إلا من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة.. واعتبر أن مصطلح «لوجستيات الزراعة» هو كيف يمكن التعامل مع النقل والتوريد والتوصيل واستقبال المعلومة من المنتج الزراعى لكى تصل بالطريقة المناسبة الى الوجهة المناسبة. مشددا أنه عند الحديث عن موضوع الامن الغذائى لا بد أن نتطرق إلى النموذج التقليدى والحديث، حيث يعد ّ الجانب التقليدى لجهة الانتاج نفسه وطرائق الانتاج والمياه امر جوهرى لا يمكن تغافله فى موضوع الامن الغدائي، الى جانب أن الجزء الخاص بسلاسل الامداد واللوجستيات والتداول هو جزء له اعتبار شديد، وبالتالى ومن اجل تحقيق الامن الغذائى العربى لا بد من العمل على هذين المسارين (التقليدى والحديث) باعتبارهما مكملان لبعضهما البعض.
