قالت القوات المسلحة السودانية أمس الاثنين، إن الموقف العملياتى مستقر بشكل ملحوظ، مؤكدة أنها تستمر فى توسيع تأمين منطقة الخرطوم، لتجنب إلحاق أضرار بالمناطق السكنية. وقال مكتب المتحدث باسم القوات المسلحة، فى منشور عبر فيس بوك أمس:» تبعثرت مجموعات الميليشيا المتمردة على نطاق واسع بالخرطوم و أجزاء محدودة من الخرطوم بحرى وسط الأحياء للاحتماء بهذه التجمعات السكنية واتخاذ المواطنين دروعاً بشرية». وأشار إلى أن «الأبواق الإعلامية للمتمردين مستمرة فى بث نفس الأكاذيب المتكررة منذ اليوم الأول والتى أصبحت غير مقنعة للمواطن بالاستيلاء على مراكز القيادة العسكرية والقصر الجمهورى ومدينة جياد الصناعية ومراكز استراتيجية أخرى». وجددت الدعوة «لميليشيا الدعم السريع بأن مؤسستهم السابقة لم يعد لها مكان ضمن المنظومة الأمنية بالبلاد بعد تمردها، وبالتالى ندعوهم للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة السودانية والخروج من دائرة التمرد على الدولة، وذلك عن طريق التبليغ لأقرب وحدة عسكرية وسيتم استيعابهم بجيش البلاد من تاريخ التبليغ طبقا لقرارات القائد العام للقوات المسلحة». فى المقابل، أكد المستشار السياسى لقائد قوات الدعم السريع، فارس النور، أن هدنة جديدة ستبدأ خلال ساعات، لافتاً إلى أن قواته ستحقق أهدافها سواء بالعمل العسكرى أو التفاوض. وأضاف فى تصريحات ل «العربية/الحدث»، أمس، أن قوات الدعم السريع لم تطرح نفسها بديلاً للجيش بل تريد إصلاحه. كما أوضح أن قوات الدعم السريع ستقبل المحاسبة من حكومة مدنية، مشيراً إلى أن أى مفاوضات مع الجيش ستكون مرهونة بإنجاز التحول الديمقراطى. ويأتى الإعلان عن الهدنة، بينما تستمر عمليات الإجلاء للمواطنين الأجانب من البلاد، بعدما تداعت العديد من الدول العربية والغربية إلى سحب رعاياها بحراً وبراً وجواً. كما تستمر عمليات النزوح الداخلى من قبل آلاف السودانيين من الخرطوم، باتجاه ولايات أخرى أقل توتراً. ويأتى الإعلان مع دخول هدنة العيد التى بدأت قبل يومين فى السودان الدخول فى ساعاتها الأخيرة، حيث شهدت العاصمة السودانية هدوءاً حذراً، اليوم الاثنين، وتراجعاً لحدة الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع. وفى جنوب السودان، أكد مسئولون فى منطقة الرنك فى جنوب السودان، أمس، أن نحو 10 آلاف لاجئ دخلوا البلاد من السودان فى الأيام الماضية فارين من القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقال مفوض المنطقة كاك باديت، إن نحو 6500 عبروا الحدود، السبت، و3 آلاف آخرون، الأحد، ووصل المزيد أمس الاثنين. وقال داو أتورجونج قائد الجيش فى الرنك، إن 3 أرباع الوافدين من مواطنى جنوب السودان، والبقية من السودان، وإريتريا، وكينيا، وأوغندا، والصومال. وقال أتورجونج: «تقدم السلطات المحلية والسكان المساعدة للوافدين الجدد.. حتى الآن لم تتدخل المنظمات الإنسانية». وحولو عمليات الإجلاء، أجلت عدة دول عربية وأجنبية رعاياها من السودان إلى المناطق الآمنة تمهيداً لنقلهم براً أو بحراً أو جواً للخارج، بالتنسيق مع السلطات السودانية، بعد تواصل الاشتباكات الدامية بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع. وتدهور وضع الإمدادات فى العاصمة السودانية على نحو مأساوى، ويعانى السكان نقص المياه والغذاء، كما أدت الانقطاعات فى التيار الكهربائى إلى عرقلة الاتصالات على نحو متزايد. كما يمثل النهب أيضاً تهديداً كبيراً. وأعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن، أن القوات الأمريكية أجلت موظفى السفارة من الخرطوم، وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية، الأحد، إجلاء حوالى 100 شخص، بينهم جميع موظفى سفارتها. وأعلنت بريطانيا، نقل الدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم بنجاح إلى مكان آمن. وقال السفير الروسى لدى السودان أندرى تشيرنوفول، إن غالبية الروس الذين كانوا فى مناطق القتال بالخرطوم، لجأوا إلى السفارة الروسية. وقال تشيرنوفول لوكالة «سبوتنيك» الروسية، إن الدبلوماسيين الروس فى السودان يعملون على إيجاد جميع الطرق الممكنة لإجلاء الراغبين فى مغادرة البلاد، وإذا لم يتحسن الوضع ستعمل السفارة الروسية على إجلاء جزئى. وأعلنت وزراة الخارجية الفرنسية إجلاء 100 شخص، وفقاً للإذاعة الفرنسية. ولفتت الخارجية الفرنسية إلى أن العملية ستشمل أيضاً أوروبيين وآخرين من «دول شريكة حليفة»، دون أن تقدم تفاصيل إضافية. وقالت الخارجية السويسرية على تويتر إنها أغلقت سفارتها فى الخرطوم وأجلت موظفيها وعائلاتهم بسبب الوضع الأمنى. وأعلن وزير الخارجية الهولندى فوبكه هوكسترا نقل أول مجموعة من الهولنديين من السودان على متن طائرة فرنسية، وفقاً لوكالة أنباء «إيه إن بى» الهولندية. وقال وزير الخارجية الإسبانى خوسيه مانويل الباريس إن بلاده أجلت مواطنين ودبلوماسيين من السودان، بالإضافة إلى مواطنين من دول أوروبية، ومن أمريكا اللاتينية. وقال وزير الخارجية الإيطالى أنطونيو تاجاني، إن جميع الإيطاليين الذين طلبوا مغادرة السودان بخير وعلى متن طائرة متوجهة إلى جيبوتى. ويجلى الاتحاد الأوروبى وفده من العاصمة السودانية الخرطوم. لكن سفير الاتحاد أيدان أوهارا، الذى تعرض للهجوم فى وقت سابق من الأسبوع، سيواصل العمل من السودان. وأكدت وزارة الدفاع الألمانية أن الجيش نقل أكثر من 200 ألمانى من السودان على متن طائرتى نقل عسكريتين من طراز إيرباص، وهبطت طائرة عسكرية ألمانية ثالثة فى الخرطوم فى وقت متأخر من مساء الأحد. وأعلنت تركيا أنها ستعيد مواطنيها «براً عبر المرور بدولة أخرى».