يستعد الصائمون لاستقبال العشر الأواخر من رمضان بإحياء سنُة الاعتكاف وأداء صلاة التهجد، والإكثار من ذكر الله-عز وجل- وختم القرآن الكريم، اقتداءً بسيدنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- الذى قالت عنه السيدة عائشة –رضى الله عنها: «كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله». وورد عن السيدة عَائِشَة رضى الله عنها أيضا أنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِى الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِى غَيْرِهِ»، ففى تلك الأيام التى تعد من أعظم مواسم الخيرات، تهب نفحات الرحمن بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران، ففيها ليلة القدر التى هى ليلة مباركة أنزل فيها القرآن وهى ليلة خير من ألف شهر كما قال الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم. الاعتكاف.. سُنة مؤكدة أعدت وزارة الأوقاف 6200 مسجد على مستوى الجمهورية، لإقامة سنة الاعتكاف، موضحة أن الاعتكاف سنة مؤكدة ثابتة عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى العشر الأواخر من رمضان، وأن الوزارة حريصة أشد الحرص على إحياء سنته (صلى الله عليه وسلم). ووضعت الوزارة عدة ضوابط وإرشادات لتنظيم عملية الاعتكاف فى المساجد وهي: 1. على جميع المعتكفين مراعاة حرمة المسجد وقدسيته ونظافته وأن نكون صورة مشرفة لديننا الحنيف. 2. أن الهدف من الاعتكاف إحياء أيام وليالى الشهر الفضيل بكثرة الصلاة وقيام الليل وأداء صلاة التهجد والذكر والدعاء وقراءة القرآن وسماع دروس العلم. 3. أن أداء أى دروس أو خواطر دعوية هى عملية حصرية فقط لإمام المسجد أو من تكلفه الأوقاف بذلك بخطاب رسمى مكتوب وموجه لإمام المسجد. 4. يمنع منعا باتا توزيع أى كتب أو إصدارات أو مجلات أو مطويات أو خلافه أثناء الاعتكاف، ويكون الاطلاع لمن أراد فى مكتبة المسجد حال وجود مكتبة، وإلا فالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن والاستماع لدروس العلم. 5. يحظر حظرًا تاما تصوير المعتكفين أو بث أى صور لهم احتراما للخصوصية الشخصية. 6. يقتصر استخدام الهاتف على الضرورة القصوى تحقيقًا لمقصد الاعتكاف فى التفرغ للطاعة والعبادة. وأكدت وزارة الأوقاف أنه على من يرغب فى الاعتكاف تسجيل اسمه لدى إمام المسجد، وأن تكون الأولوية لرواد المسجد وأبناء المنطقة والحى المحيط بالمسجد، وعلى إمام المسجد أن يراعى سعة المكان للمعتكفين بما يوفر لهم الجو المناسب للاعتكاف، ومراعاة إعطاء الأولوية لرواد المسجد وسكان محيطه الجغرافي. صلاة التهجد تستعد مساجد مصر لإحياء سنة «صلاة التهجد» والتى تبدأ من يوم الثلاثاء 20 رمضان الموافق 11 ابريل، حيث تقام صلاة التهجد فى ما يقرب من 11 ألف مسجد، وذلك فى إطار الخطة الدعوية لوزارة الأوقاف. صلاة التهجد سنة عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وتطلق على قيام الليل بعد النوم، وهى نافلة عظيمة الثواب، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يجوز التطوع جماعة وفرادى؛ لأن النبى (صلى الله عليه وسلم) فعل الأمرين كليهما، والأفضل فى أداء النوافل أن تؤدى فى المنزل، فعَنْ سيدنا زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (رضى الله عنه) ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صَلَاةُ الْمَرْءِ فِى بَيْتِهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ فِى مَسْجِدِى هَذَا، إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ». كما أعد الجامع الأزهر جدولًا للسادة المرشحين لإمامة صلاة التهجد وعددهم (12) قارئًا، يؤدون صلاة التهجد بالقراءات، بواقع (8) ركعات يوميًّا من الليلة العشرين من رمضان إلى نهاية الشهر المبارك. والتهجد هو الاستيقاظ فى الليل لأداء الصلاة، وقال تعالى: {وَمِنَ الَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نَافِلَة لَّكَ عَسَى أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاما مَّحمُودا} [سورة الإسراء: 79]. ويبدأ وقت صلاة التهجد بعد الانتهاء من صلاة العشاء والتراويح، ويستمر وقتها إلى آخر الليل، فيكون آخر الليل كله من بعد العشاء إلى الفجر وقتًا للتهجد، غير أن أفضل وقت لصلاة التهجد هو آخر الليل، أو ما قارب الفجر، ودخل فى الثلث الأخير من الليل، فهو وقت السحر والاستغفار وتجلِّى الفيوضات الربانية على القائمين والمستغفرين والذاكرين من الله رب العالمين. ونصحت دار الإفتاء المصرية المسلمين بالاستعداد فى العشر الأواخر من رمضان، قائلة: «لا بدَّ من الاستعداد للعبادة فى العشر الأواخر من رمضان؛ باطنًا: بالتوبة الصادقة، وتخليص القلب من الشحناء والأحقاد، وظاهرًا: بالتطهر والتطيب ولبس أحسن الثياب». وأضحت دار الإفتاء أن الله خص بعض الليالى والأيام بمزيد من الفضل والبركة، وذلك فيه تشجيع الناس على الطاعة، ولأجل إيصال الرحمة والثواب إليهم. وأضافت أن هناك بعض الليالى التى من المستحب أن يحيها المسلم بالعبادات وفعل الخيرات، ونص العلماء بأن هذه الليالى هي: (ليلة القدر - ليلة عيد الفطر- ليلة عيد الأضحى - ليالى العشر من ذى الحجة - ليالى العشر الأواخر من رمضان - ليلة النصف من شعبان -ليلة عرفة- ليلة الجمعة - أول ليلة من رجب).
