تنطلق اليوم، الثلاثاء، فى إسرائيل جولة خامسة من الانتخابات التشريعية ل»الكنيست» فى أقل من 4 أعوام، وكعادة تلك الانتخابات يصعب التكهن بنتائجها، خاصة فى ظل التغييرات التى شهدتها الساحة الإسرائيلية خلال السنوات العشر الأخيرة. ولا يبدو أن هذه الانتخابات أيضا ستنتهى بتشكيل حكومة ذات أغلبية كبيرة، إذا ما تشكلت. وتتنافس فى هذه الانتخابات 40 قائمة انتخابات، على 120 مقعدًا برلمانيًا. وخلال تلك الجولة الانتخابية، يتصدر المشهد كتلتين رئيسيتين، الأولى بزعامة رئيس الحكومة الحالية، يائير لابيد، وتضم تكتلات من أحزاب يسارية ومن الوسط وأخرى يمينية وحزب عربى، والذى اجتمعوا قبل عامين تقريبا على هدف واحد وهو الإطاحة برئيس الحكومة آنذاك، بنيامين نتنياهو، وهى كتلة غير منسجمة وتسودها الخلافات. أما الكتلة الثانية، والتى تعد أكثر انسجاما من حيث التوجه (الأولويات)، فيرأسها زعيم المعارضة الحالى، نتنياهو، وتضم الأحزاب اليمينية والدينية، ولعل هذا يبرز مدى القوة التى لا يزال يتمتع بها نتنياهو على الساحة السياسية الإسرائيلية، فهو لا يزال يسعى للعودة من جديد لهذا المنصب الذى يعد من أكثر من تقلدوه فى تاريخ الدولة العبرية. تشهد تلك الانتخابات كسابقتها احتدام الصراع بين الأحزاب والكتل، ولكن تلك الجولة تشهد صراع الحلفاء، فالانتخابات السابقة شهدت تحالف يائير لابيد مع وزير الدفاع، بينى جانتس، فى مواجهة نتنياهو، ولكن هذه المرة يبدو أن هذا الأمر صعبًا، فى ظل المواجهة بين لابيد وجانتس، إذ لم يتحالفا تلك المرة أيضا ضد غريمهما، وهو ما يضع كل منهما فى صعوبة جذب الأصوات التى تفتت بعد تفتت التحالف بينهما، كما أنه يمنح ميزة للعجوز نتنياهو. وكما حدث فى الانتخابات الأخيرة، شهدت الأحزاب العربية بالكنيست انقسامًا جديدة، الأمر الذى يؤثر سلبا على التمثيل العربى بالكنيست، خاصة فى ظل تراجع المشاركة الانتخابية للقطاع العربى فى إسرائيل. وهذه المرة، انسحب حزب «التجمع الوطنى الديمقراطى» من القائمة معلنا خوض خوض الانتخابات من دون تحالفات مع الحزبين الآخرين فى القائمة المشتركة. وخلال تلك الجولة سجلت 40 قائمة انتخابية، وهو عدد شبه ثابت فى الجولات الانتخابية الخمس الأخيرة، لكن غالبيتها لا تملك فرصًا للتمثيل فى الكنيست، كما أن غالبيتها تحصل على أعداد هامشية جدًا من الأصوات، عدة مئات أو آلاف من الأصوات.