لا شك أن اختيار ذكرى ثورة 30 يونيو لطرح عمل سينمائى هو ذكاء من صناعه لمحاولة الربط بين تأثير هذا الحدث العظيم وبين أهمية العمل الذى يقدموه وهذا ما حدث بالفعل مع الفيلم ذى الإنتاج الضخم «كيرة والجن» والذى أنتجته شركة سينرجى وتعدت ميزانيته 100 مليون جنيه وينضم لأعمال الوعى بقيمة الوطن، وقد استطاع فى أولى أيام عرضه أن يحقق ما يقترب من 6 ملايين جنيه، وهذا يؤكد أن العمل الجيد يفرض نفسه ولا صحة لمقولة «الجمهور عايز كدة» لتقديم أعمال الهلس. وخلال السطور القادمة أبطال «كيرة والجن» يستعرضون تجربتهم فى هذا العمل والصعوبات التى واجهتهم خلاله وردود الأفعال التى تلقوها على الفيلم.
عز: بطل الفيلم يشبهنى فى العند
قال الفنان أحمد عز: إنه سعيد أن يوضع فى أرشيفة السينمائى والفنى بشكل عام فيلم كبير مثل «كيرة والجن» مؤكدا أن الفيلم تجربة مختلفة ومهمة فى مشواره الفنى متمنيا أن أفلامه يتذكرها الناس مثلما يتذكر أفلام الأبيض والأسود. وتابع عز قائلا: قبل أن يعرض الفيلم علىِ كانت كل شخصيات رواية 1919 حية أمامى وبطنطق كما يقال فهى شرحت الحالة النفسية لكل شخصية وبشكل رائع وأتمنى أن هذا العمل يكون استكمالا للأعمال الكبيرة التى قدمتها فى الفترة الأخيرة مثل الممر وهجمة مرتدة والخلية ومن نوعية الأفلام التى تعيش مثلما عاشت أفلام الأبيض والأسود كما أتمنى أن يكون المحافظة على الريادة المصرية دائما هدف نسعى له جميعا سواء فن أو إعلام فهذه جزء من قوة مصر الناعمة. وعبر عز عن سعادته بتجربته الأولى مع المخرج مروان حامد مؤكدا أنه من كبار مخرجى مصر ويعرف كثيرا ماذا يقدم وأنا سعيد لوجودى فى تركيبة الثلاثى مروان حامد وأحمد مراد وكريم عبدالعزيز وإن شاء الله نكرر التجربة فى أعمال قادمة. وأشار عز أن أهمية تجربة «كيرة والجن» فى أنه سيقدم جرعة تاريخية مكثفة فى 3 ساعات للشباب والمراهقين الذين لا يعرفون عن الحقبة الزمنية التى تدور فيها أحداث الفيلم شىء بجانب أنه عمل مسلى ويحقق أيضا المتعة البصرية فى التشويق. وأكد عز على أن تقديم الأعمال المأخوذة عن أعمال أدبية لها متعة خاصة فالرواية تعطى براحا فى الشخصية وتطوراتها وانفعالاتها خاصة عندما تحقق نجاحا كبيرا كرواية قبل تحويلها لفيلم أو مسلسل. وتابع عز حديثة عن بطل «كيرة والجن» قائلا: عبدالقادر الجن لا يشبهنى باستثناء العند فأنا من الشخصيات العنيدة فى الحق مهما كان الهجوم الذى أتعرض له وبشكل عام دائما ابتعد عن الشخصيات التى تشبهنى لأنه بعد فترة الجمهور سيمل منى. وعن حبه لتقديم الأعمال الوطنية فى الفترة الأخيرة قال عز: لا يوجد مصرى لا يحب الأعمال الوطنية خاصة عندما تقدم بشكل احترافى وأعتقد لا يوجد ممثل جديد أو قديم يرفض أن يكون جزءا من عمل وطنى فهذه فرصة. ونفى عز أن يكون هناك شبه بين شخصيته فى «كيرة والجن «وبين رشدى أباظة فى فيلم «الرجل الثانى» من حيث شكل الشخصية مؤكدا أن رشدى أباظة من الشخصيات التى لن تتكرر فى الفن وشرف لى أن يتم مقارنتى به. وتطرق عز للمراجع التى ساعدته فى تقديم «كيرة والجن» مشيرا إلى أنه قرأ كتبا تدور فى الحقبة الزمنية التى دارت فيه أحداث الفيلم كذلك أفلام مثل بين القصرين والسكرية وسيد درويش. وتمنى عز أن يترك أثرا لدى الجمهور بفنه بجانب أن الجمهور لا يجتمع على إنسان واحد وأن أفلامه تعيش مثل أفلام الأبيض والأسود التى مازالت موجودة فى وجداننا. وأنهى حديثه قائلا: أى شىء آخر لا يشغلنى. وأشار عز إلى أن الفيلم يقدم تجربة ناجحة للعمل الجماعى التى أصبحنا نفتقدها كثيرا فى حياتنا فكل نجم يغيرعلى نفسه فى جودة ما يقدم والموضوع ليس بمساحة الدور بقدر ما يكون جيدا وفى عمل جيد.
هند: دولت فهمى مهّدت الطريق للحركة النسوية وتعلمت منها الصبر
قالت الفنانة هند صبرى: إنها تعتز لكونها ضمن فريق عمل فيلم «كيرة للجن»، مشيرة إلى أنها وقعت فى غرام شخصية دولت فهمى بطلة الفيلم معتبراها نموذجًا للبنات تتمنى أن يقتضين بها فى قوتها وصمودها وكفاحها. وقالت هند: أول شىء شدنى فى العمل الأسماء المشاركين فيه بداية من الكاتب أحمد مراد والمخرج مروان حامد والنجوم أحمد عز وكريم عبدالعزيز ومدير التصوير أحمد المرسى والاستيلست ناهد نصر الله والموسيقار هشام نزيه، فكل شخص دخل تجربة الفيلم كان هدفه الرئيسى توسيع سقف الصناعة وليس مجرد فيلم للعيد، والحقيقة لا يمكن أن نغفل تأثير الإنتاج فى تجربة «كيرة والجن» لأن الفيلم يدور فى حقبة زمنية قديمة، وبالتالى نحتاج أن يكون كل شيء شبه الزمن الذى تدور فيه أحداث الفيلم، وسينرجى فيلمز أثبتت من خلال تجربتها فى «كيرة والجن» أننا قادرن على تقديم أعمال كبيرة توضع فى تاريخ السينما وتؤرخ لفترة زمنية مهمة فى تاريخ مصر وفى نفس الوقت تحقق إيرادات كبيرة والدليل على ذلك أن الفيلم تخطى حاجز المليون الرابع فى أول يوم عرض. وتحدثت هند عن شغفها وحبها لشخصية دولت فهمى فى «كيرة والجن» قائلة: وقعت فى حب هذه الشخصية من أول ما قرأت رواية 1919 فكل تفاصيلها توحى أنها شخصية أسطورية بداية من نشأتها وحياتها ونهايتها كل هذه التفاصيل التراجيدية تغرى أى ممثلة، كما أنها نواة للحركة النسوية التى انطلقت مع ثورة 1919 وخروج المرأة من البرقع ليكون لها دور وطنى وقومى وشرف لى كممثلة أنى أجسد رمزا من رموز مقاومة الاستعمار البريطانى. وعن المراجع التى استعانت بها ليساعدها على التعرف على الزمن الذى تدور فيه أحداث الفيلم قالت: المخرج مروان حامد اعطانى عدة كتب لعاصم الدسوقى ومصطفى أمين لأنهم أكثر كتاب تطرقوا لشخصية دولت فهمى، أيضًا شاهدت السهرة التليفزيونية التى قدمتها الفنانة الكبيرة سوسن بدر كل هذا ساعدنى فى بناء الشخصيةن وبجانب ذلك استعنت بخيالى انا كممثلة فى تفاصيل الشكل وطريقة الكلام. وأشارت هند إلى أن الفيلم هو ثانى تجربة تاريخية لها بعد شخصية حتشبسوت فى الكنز لكن تعتبر دولت هى الأصعب فى تفاصيلها وكلايهما يجمعهما القوة والتمرد.
كريم: ردينا الاعتبار لبطل شعبى من أبطال ثورة 1919
وصف الفنان كريم عبدالعزيز فيلم «كيرة والجن» بأنه أضخم الأعمال إنتاجيًا وتجربة مهمة له فنيًا، مشيرًا إلى أنها المرة الأولى له فى تقديم الشخصيات التاريخية. وتابع عبدالعزيز قائلا: أحمد عبد الحى كيرة هو فدائى مصرى وشخصية حقيقية كانت موجودة وقت ثورة 1919. من رجال سعد زغلول وكيميائى ووطنى من نوع خاص فكان يتودد للإنجليز لدرجة أن زملاءه يعايروه ويعتبروه خاينًا والإنجليز وصفوه بأنه ابن الإمبراطورية الإنجليزية لكن بعد ذلك يتضح أنها لعبة لإخفاء أعماله الوطنية وتم قتله فى تركيا على يد أحد الضباط الإنجليز ولم يدفن فى بلده ودفن فى تركيا فوجدت أن تناول حياته فى فيلم كبير هو تكريم له واعتراف بوطنيته بعد مرور كل هذه السنوات. وأشار كريم إلى أن فيلم «كيرة والجن» يعتبر من الأعمال الضخمة إنتاجيا فى تاريخ صناعة السينما ومر بظروف صعبة وأزمات اقتصادية صعبة على مدار 3 سنوات قبل أن يخرج للنور وقال: هذا الفيلم اتعمل بدمنا وروحنا وتحدى عشرين سنة للمستقبل . وحول وجود مشاكل فى ترتيب اسمه على تتر الفيلم أو الأفيش قال: لم أتناقش فى طريقة وضع الأسماء على التتر أو الأجر لكن أهم شىء كان يهمنى هو الورق. وعن تعاونه السينمائى الأول مع أحمد عز قال كريم مؤكدا أنه يعتبر عز أخ وصديق كسبه وأنهم اقتربا من بعض وقال: عز مهتم جدًا بشغله جدا والتمثيل معاه متعة حبيته كإنسان وفنان. وتطرق كريم لسر نجاح التركيبة والكميا الفنية بينه وبين الثنائى مروان حامد وأحمد مراد قائلا: أعتقد الإخلاص والاتفاق فى الرأى وأن تكون وجهة نظرنا عن الفن واحدة أيضا، أراؤنا السياسية واحدة ونحن أبناء جيل واحد وقبل ما اشتغل مع مروان كمخرج هو اخي فقد نشأنا مع بعض وعلاقتى بوالده الكاتب الكبير وحيد حامد الذى قربتنا لبعض واعتبره والدى الثانى وبالتالى فهى علاقة أسرية وفنية. وعن رأيه فى أهمية الإيرادات لصناعة السينما قال كريم عبدالعزيز: السينما فن وصناعة فى نفس الوقت وبالتالى الإيرادات هنا مهمة لأن المنتج يريد أن يكسب حتى يستمر فى الإنتاج وممكن نحقق المعادلة أننا نحقق الجانبين. وعن رأيه فى الغيرة الفنية قال: موجودة ولا يوجد فنان لا يغير لكن فى رأيى أن هناك غيرة عن غيرة تفرق فممكن غيرة تبنى وأخرى تهدم.
