من متابعتى القريبة لتصريحات وزير الخارجية الأسبق هنرى كيسنجر، كنت قد أيقنت لفترة طويلة ان الرجل دخل فى مرحلة متأخرة من التخريف لكن ما لم أكن أتوقعه أبدا ان يصل الخرف بالرجل إلى هذا الحد. ففى آخر حديث أجراه مع صحيفة «ديلى سكيب» الأمريكية جلس هنرى كيسنجر صاحب ال(89 عاما) بمنزله الفاخر فى مانهاتن نيويورك يقول: إن الولاياتالمتحدة ستحتل سبع دول نفطية فى الشرق الاوسط وأن إيران هى ضربة البداية فى الحرب العالمية الثالثة التى يجب فيها على إسرائيل قتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط. فيقول كيسنجر لقد أبلغنا الجيش الأمريكى أننا مضطرون لاحتلال سبع دول فى الشرق الأوسط نظرًا لأهميتها الاستراتيجية لنا خصوصا أنها تحتوى على البترول وموارد اقتصادية أخرى ولم يبق إلا خطوة واحدة، وهى ضرب إيران وعندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتيهما بعد أن تم منحهما الفرصة للتعافى والإحساس الزائف بالقوة ستسقطان للأبد، ذلك لأن الانفجار سيكون الكبير والحرب الكبرى لن تنتصر فيها سوى قوة واحدة وهى القوة العالمية «السوبر باور» مشيرا الى إسرائيل وأمريكا. ثم أضاف انه يجب على إسرائيل القتال بكل ما أوتيت من قوة وسلاح لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط. وأن طبول الحرب تدق الآن فى الشرق الأوسط وبقوة ومن لا يسمعها فهو بكل تأكيد أصم. ثم أشار كيسنجر إلى أنه إذا سارت الأمور كما ينبغي، فسيكون نصف الشرق الأوسط لإسرائيل وقال: لقد تلقى شبابنا فى أمريكا والغرب تدريبا جيدا فى القتال خلال العقد الماضى وعندما يتلقون الأوامر للخروج إلى الشوارع ومحاربة تلك «الذقون المجنونة» فسوف يطيعون الأوامر ويحولونهم إلى رماد. ونحن من هنا نقول لكيسنجر إن سياسة التهديد وأحلام الغزو والهيمنة الدولية قد تم إيقاف التعامل بها منذ عقود قديمة مضت، وقد يكون منذ ان كان كيسنجر نفسه وزيرا لخارجية ادارة الرئيس السابق ريتشارد نيكسون، لا يجب أن يهدد رجل من المفترض ان يكون له باع كبير فى الحياة السياسية دولا عظمى مثل الصين وروسيا والشرق الأوسط بأكمله بدون اى سند عاقل لادعاء تلك القوة المصطنعة، ذلك لأن تلك التهديدات وتلك الاحلام الوردية لا اساس لها على ارض الواقع إلا فى عقل كيسنجر فقط. كما ننصح الأخ كيسنجر اما أن يتوقف عن الكحوليات والأقراص المخدرة التى يعانى منها منذ فترة وإما أن يتوقف عن الحديث تماما وقد أميل بشكل شخصى للأمر الثاني.