انطلاق امتحانات نهاية العام 2024 بجامعة برج العرب التكنولوجية    محافظ المنيا: توريد 318 ألف طن قمح للصوامع منذ بداية الموسم    تصل ل1890 جنيها.. ننشر الحد الأقصى لصرف زيادة المعاشات 15% قبل العيد    «الدقهلية» تتسلم 1.2 مليون ذريعة سمك بلطي دعما من «حماية البحيرات»    "كل العيون على رفح".. حملة انستجرام تتجاوز 40 مليون مشاركة خلال ساعات    وزير خارجية النرويج: مصر دعمتنا في قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية    «حماة الوطن»: زيارة الرئيس السيسي إلى الصين تعزز العلاقات الثنائية بين البلدين    «القاهرة الإخبارية»: لابيد يجتمع مع ليبرمان لبحث خطة عمل لاستبدال حكومة نتنياهو    برشلونة يرفض رحيل هذا الرباعي في الصيف    روديجو يحسم الجدل حول رحيله عن ريال مدريد    وزير الرياضة يستقبل رئيس الاتحاد الأفريقي للكرة الطائرة جلوس    ملخص علم النفس والاجتماع لطلاب الثانوية العامة 2024    تأجيل محاكمة المضيفة المتهمة بقتل ابنتها في التجمع الخامس    «تعليم القاهرة» تشدد على توفير بيئة امتحانية آمنة لطلاب الثانوية العامة    مطار الأقصر الدولي يودع حجاج بيت الله الحرام في رحلاتهم الأولى لموسم 1445 ه    دراسة: الفراعنة تدخلوا جراحيا لعلاج السرطان والدليل جمجمة عمرها 4000 عام    «السرب» يتصدر إيرادات الأفلام بدور العرض.. وعالماشي في المركز الأخير    نقابة المهن السينمائية توجه رسائل للفائزين بجوائز الدولة التقديرية    تفاصيل دور جومانا مراد في «مفترق طرق» قبل العرض رقميًا    الكشف على 1622 مريضا ضمن قافلة علاجية مجانية بمركز بلقاس بالدقهلية    3 عناصر غذائية تحسن المزاج وتجنبك العصبية في الصباح.. احرص على تناولها    التحليل الفني لمؤشرات البورصة المصرية اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    السؤال الذى لم تجب عنه الحكومة!    حماس تحمل واشنطن مسئولية المجازر المروعة برفح وتدعوها إلى وقف شراكتها في قتل الفلسطينيين    اتهام كوريا الشمالية بإرسال بالونات تحتوي على قاذورات وفضلات عبر حدودها مع كوريا الجنوبية    إسكان النواب: يجب حل مشكلات الصرف الصحي بعد مخصصاتها الضخمة بالموازنة الجديدة    مزايا تأمينية وحوافز شهرية.. جهاز تشغيل الشباب بالجيزة يعلن فرص عمل جديدة    228 طالبا ب"صيدلة الإسماعيلية الأهلية" يؤدون اختبار "مدخل إلى علم الجودة" إلكترونيا (صور)    مهدد بالإيقاف 4 سنوات.. محامي رمضان صبحي يكشف مفاجأة    دياب: نحتاج 4 مواسم لضبط مواعيد الدوري المصري مع العالم    "يرمي الكرة في ملعب ريال مدريد".. باريس يحتجز مستحقات مبابي    «المشاط» تبحث مع وزير التنمية البريطاني التعاون بمجال الزراعة والأمن الغذائي    لماذا أسلم البروفيسور آرثر أليسون؟    حريق يتسبب في تفحم محتويات شقة سكنية في منطقة الحوامدية    مصرع شخص إثر حادث انقلاب موتوسيكل في الشرقية    جيش مصر قادر    «تقدر في 10 أيام».. أماكن المراجعات المجانية للثانوية العامة في المنيا    بالأسماء.. ننشر نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بمحافظة الوادي الجديد    إدعى إصدار شهادات مُعتمدة.. «التعليم العالي» تغلق كيانًا وهميًا في الإسكندرية    الجيش الإسرائيلي: مقتل 3 جنود وإصابة 10 في معارك رفح    وزيرة الهجرة تستقبل أحد أبناء الجالية المصرية في كندا    فرقة aespa ترد على رسائل شركة HYPE للتخلص منها    السبت | «متحف الحضارة» يحتفي برحلة العائلة المقدسة    مصطفى كامل يهنئ الدكتور رضا بدير لحصوله على جائزة الدولة التقديرية    ماجواير يستعد لمحادثات حاسمة مع مانشستر يونايتد    وزير الإسكان يبحث وضع خطة عاجلة لتعظيم دور الهيئة العامة للتنمية السياحية    لجنة القيد تحت التمرين.. بداية مشوار النجومية في عالم الصحافة    «السبكي» يستقبل رئيس «صحة النواب» في زيارة تفقدية لمستشفى شرم الشيخ الدولي    جامعة القاهرة: قرار بتعيين وكيل جديد لطب القاهرة والتأكيد على ضرورة زيادة القوافل الطبية    بعد ترميمه.. "الأعلى للآثار" يفتتح مسجد الطنبغا الماريداني بالدرب الأحمر    وزارة الصحة تكشف المضاعفات الخطرة للولادات القيصرية غير المبررة.. انفوجراف    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 29-5-2024    صلاة الفجر من مسجد الكبير المتعال فى بورسعيد.. فيديو وصور    حج 2024| ما الفرق بين نيابة الرجل ونيابة المرأة في الحج؟    حج 2024| هل يجوز حلق المحرِم لنفسه أو لغيره بعد انتهاء المناسك؟    نصف شهر.. تعرف على الأجازات الرسمية خلال يونيو المقبل    واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في دعمنا العسكري لإسرائيل    المدير التنفيذي للأهلي: الخطيب لم ينفذ البرنامج الطبي الخاصة به بسبب نهائي إفريقيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس يلتقى قادة السودان فى الخرطوم لمواجهة تداعيات سد النهضة
قمة توحيد الرؤى والمواقف فى وادى النيل

توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح أمس السبت، إلى العاصمة الخرطوم، فى زيارة رسمية إلى جمهورية السودان.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن زيارة الرئيس السيسى إلى السودان الشقيق، والتى تعد الأولى من نوعها عقب تشكيل مجلس السيادة الانتقالي، تأتى ترسيخاً لجهود مصر بقيادة الرئيس لدعم السودان وشعبها الشقيق خلال المرحلة التاريخية الحالية الهمة الذى يمر بها، بالإضافة إلى الحرص على التنسيق المشترك وتوحيد الرؤى والمواقف بين البلدين تجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشهدت زيارة الرئيس للخرطوم عقد قمة مصرية سودانية، فضلاً عن عدد من اللقاءات الثنائية مع كبار القادة والمسئولين السودانيين، لمناقشة مختلف الملفات المتعلقة بالتعاون المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصةً على الصعيد العسكرى والأمنى والاقتصادي، وذلك تجسيداً للإرادة القوية المتبادلة بين البلدين الشقيقين لتعزيز أطر التعاون بينهما فى جميع المجالات وبما يسهم فى تحقيق مصالحهما المشتركة.
كذلك شهدت الزيارة التباحث حول أهم التطورات فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والقارية، خاصةً قضية سد النهضة، والأمن فى البحر الأحمر، وتطورات الأوضاع على الحدود السودانية.

كلمة الرئيس

فيما ألقى الرئيس كلمة خلال المؤتمر الصحفى عقب المباحثات مع رئيس مجلس السيادة السودانى وجاءت على النحو التالى:

السيد الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان،

رئيس مجلس السيادة بجمهورية السودان الشقيق

السيدات والسادة،

أود فى البداية أن أعرب عن سعادتى البالغة بالتواجد بينكم اليوم فى الخرطوم. وأود أن أشكر أخى فخامة الفريق أول ركن «عبد الفتاح البرهان» وشعب السودان الشقيق على حفاوة الاستقبال وكرم وحسن الضيافة المعهود عن بلدى الثانى السودان وتقاليد شعبه العريق، الذى طالما جمعته بمصر روابط وحدة المصير على مدار تاريخ البلدين، وبما يتفق مع ارتباطهما الممتد من جنوب وادى النيل إلى أقصى شماله، ومع تمازج شعبيهما الشقيقين الذى لم ينقطع يومًا، وسوف يستمر ويبقى بإذن الله.
وأود أن أنقل للسودان الشقيق، قيادة وحكومة وشعبًا، رسالة أخوة ومساندة من الشعب المصرى وحكومته وقيادته، فى كل المجالات بلا استثناء، تعبيرًا عن خالص دعمنا للجهود الكبيرة التى يقوم بها الأخوة فى السودان لإدارة المرحلة الانتقالية الحالية، ومواجهة تحدياتها بشجاعة ورؤية وعزم على المضى قدمًا نحو مستقبل أفضل، وهو الجهد الذى يقابله الجميع بالكثير من الاحترام والتقدير، راجين من الله عز وجل أن تسهم الخطوات الجارية فى تهيئة الظروف المناسبة لتلبية تطلعات الشعب السودانى الشقيق الذى قدم أغلى التضحيات من أجل حرية ورفعة وازدهار وطنه العظيم.
كما يسعدنى تهنئة أشقائنا فى السودان بالإنجاز التاريخى المتمثل فى توقيع اتفاق السلام الشامل الذى تحقق بعد جهود كبيرة تكللت بالنجاح نتيجة لإخلاص كافة الأطراف السودانية وحرصها على أن تدخل بالوطن السودانى العزيز عصرًا جديدًا من السلام والتنمية والازدهار يشمل كافة أبناء السودان.
وأود أن أؤكد لكم أن مصر ستظل معكم قلبًا وقالبًا، داعمة لجهودكم من أجل تنمية واستقرار وازدهار شعب السودان الشقيق، والذى يعد جزءًا لا يتجزأ من أمن واستقرار أشقائكم فى شمال الوادى.

السيدات والسادة

لقد شهدت العلاقات الثنائية بين مصر والسودان زخمًا يستحق الإشادة على مدار الفترة الماضية، والمتمثل فى ارتقاء مستوى التنسيق بين حكومتى البلدين عبر الزيارات المتبادلة والتشاور المكثف والمستمر، وهو الجهد الذى يهدف فى مجمله إلى تكثيف التنسيق السياسى بين البلدين، وتنفيذ مشروعات فى عدد من المجالات الحيوية من بينها الربط الكهربائى والسكك الحديدية والتبادل التجارى والثقافى والعلمى والتعاون فى مجالات الصحة والزراعة والصناعة والتعدين وغيرها من المجالات، بما يحقق هدف التكامل المنشود بين البلدين، ويستغل الإمكانات الضخمة للبلدين لمصلحة الشعبين الشقيقين.
وقد جاء اجتماعنا اليوم استكمالًا لهذه الجهود، وسعيًا لوضع إطار استراتيجى متكامل وتصور مشترك لمختلف أوجه ومجالات التعاون وسبل دفعها، بما يعكس تلاقى إرادتنا السياسية القوية فى هذا الشأن، وبما يمهد لمرحلة جديدة من الجهد المشترك المكثف الذى يلبى مصلحة وتطلعات الشعبين الشقيقين.

السيدات والسادة

لقد تباحثت اليوم مع أخى العزيز فخامة الرئيس عبد الفتاح البرهان حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، وذلك فى إطار الارتباط الوثيق للأمن القومى المصرى والسوداني، وسعيًا لتوحيد الجهود المشتركة بين بلدينا والرامية لتحقيق الاستقرار على الساحتين العربية والإفريقية.
كما تناولنا كذلك مستجدات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، وهو الملف الذى يمس صميم المصالح الحيوية لمصر والسودان بوصفهما دولتى المصب فى حوض النيل اللذين سيتأثران بشكل مباشر بهذا المشروع الضخم، كما اتفقنا على أهمية الاستمرار فى التنسيق الوثيق والتشاور فيما بيننا فى هذا الشأن.
وأكدنا على حتمية العودة إلى مفاوضات جادة وفعالة بهدف التوصل، فى أقرب فرصة ممكنة وقبل موسم الفيضان المقبل، إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانونًا بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، وبما يحقق مصالح الدول الثلاث ويعزز من أواصر التعاون والتكامل بين بلادنا وشعوبنا.
ولقد تطابقت رؤانا على رفض أى نهج يقوم على السعى لفرض الأمر الواقع وبسط السيطرة على النيل الأزرق من خلال إجراءات أحادية لا تراعى مصالح وحقوق دولتى المصب، وهو ما تجسد فى إعلان إثيوبيا عن نيتها تنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة حتى إذا لم نتوصل إلى اتفاق ينظم ملء وتشغيل هذا السد، وهو الإجراء الذى قد يهدد بإلحاق أضرار جسيمة بمصالح مصر والسودان.
ومن هنا، فقد بحثنا سبل إعادة إطلاق مسار المفاوضات من خلال تشكيل رباعية دولية تشمل الاتحاد الإفريقى والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بجانب الأمم المتحدة للتوسط فى العملية التفاوضية، وهى الآلية التى اقترحها السودان وأيدتها مصر، والتى تهدف إلى دعم جهود الرئيس «فيليكس تشيسيكيدي» رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتعظيم من فرص نجاح مسار المفاوضات، حيث أكدنا على ثقتنا الكاملة فى قدرة فخامته على إدارة هذه المفاوضات وتحقيق اختراق فيها من أجل التوصل إلى الاتفاق المنشود.

السيدات والسادة

أود فى الختام أن انتهز هذه المناسبة العزيزة لأعبر مجددًا عن سعادتى البالغة بتواجدى هنا اليوم وسط الأشقاء فى السودان، وأن أجدد شكرى البالغ على الحفاوة التى لقيتها من جانب فخامتكم، وأن أعرب عن ثقتى الكاملة فى أن المرحلة القادمة من العمل المشترك والتعاون بين بلدينا ستتواصل فى شتى المجالات، استرشادًا بالرؤية المشتركة والعزم الواضح والإرادة السياسية الصلبة والجهود الصادقة من جانب القاهرة والخرطوم، وستمضى قدمًا بإذن الله لمصلحة الشعبين العظيمين، بل شعب وادى النيل الواحد فى بلديه مصر والسودان.

لقاء البرهان

فى بداية جولته، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس بالقصر الجمهورى فى العاصمة السودانية الخرطوم، مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالى السوداني، حيث أقيمت له مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس ورئيس مجلس السيادة السودانى عقدا جلسة مباحثات منفردة أعقبتها جلسة موسعة ضمت وفدى البلدين، حيث أعرب الفريق أول البرهان عن ترحيب الجمهورية السودانية قيادة وحكومةً وشعباً بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكداً ما تتسم به العلاقات المصرية السودانية من تميز وخصوصية ووحدة المصير، معرباً عن تقديره لمواقف مصر الداعمة للسودان فى المجالات، لمواجهة تداعيات الأزمات المختلفة، وكذلك المساهمة فى رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهى المواقف المصرية التى تأتى انعكاساً للعلاقات التاريخية والاستراتيجية التى تجمع البلدين، والتى يعول السودان على استمرار تلك المواقف الداعمة له فى مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس من جانبه، أعرب عن تقديره لشقيقه رئيس مجلس السيادة السودانى على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً ما يجمع الشعبين المصرى والسودانى من روابط أخوة ومودة وتاريخ مشترك، ومشيداً بما تشهده العلاقات الثنائية مؤخراً من زخم كبير، بما يعكس إرادة سياسية للارتقاء بتلك العلاقات إلى آفاق أوسع، خاصةً فى مختلف المجالات الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك.
كما أكد الرئيس استمرار دعم مصر لحكومة وشعب السودان فى كافة المجالات، والاهتمام بالارتقاء بالعلاقات الثنائية بما يعزز الشراكة الاستراتيجية القائمة على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المشترك لما فيه صالح البلدين الشقيقين، وعلى نحو يجعل العلاقات المصرية السودانية نموذجاً يُحتذى به للشراكة التنموية الشاملة والتكامل الاقتصادى.
شهد اللقاء تبادل الرؤى بشأن تطورات ملف سد النهضة، حيث تم التوافق على أن المرحلة الدقيقة الحالية التى يمر بها ملف سد النهضة تتطلب أعلى درجات التنسيق بين مصر والسودان بوصفهما دولتى المصب اللتين ستتأثران بشكل مباشر بهذا السد، مع التشديد على رفض أى إجراءات أحادية تهدف لفرض الأمر الواقع والاستئثار بموارد النيل الأزرق، ومن ثم تعزيز الجهود الثنائية والإقليمية والدولية للتوصل لاتفاق شامل ومتكامل حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة يكون ملزماً قانونياً ويحقق مصالح الدول الثلاث، ويحد من أضرار وآثار سد النهضة على مصر والسودان، خاصةً من خلال دعم المقترح السودانى لتشكيل رباعية دولية تشمل رئاسة الاتحاد الإفريقى والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة للتوسط فى هذا الملف. كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس وزراء الجمهورية السودانية، وذلك فى إطار الزيارة الرسمية له للعاصمة السودانية الخرطوم.

لقاء حمدوك

وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الدكتور حمدوك رحب بالرئيس فى بلده الثانى السودان، معرباً عن تقدير بلاده لعلاقات التعاون الوثيقة مع مصر، والتى تأتى انعكاساً للإرث البشرى والحضارى المتصل بين البلدين، ومشيداً بالجهود المصرية المخلصة والساعية نحو المساهمة فى تثبيت الاستقرار فى السودان، وكذا محورية الدور المصرى فى صون السلم والأمن بالقارة الإفريقية.
من جانبه، أعرب الرئيس عن سعادته بزيارة السودان، مؤكداً أن هذه الزيارة تأتى استمراراً لمسيرة العلاقات المتميزة التى تربط البلدين الشقيقين على المستويين الرسمى والشعبى وما يجمعهما من مصير ومستقبل واحد، ودعماً لأواصر التعاون الثنائى على جميع الأصعدة، وامتداداً لمختلف مظاهر مؤازرة مصر للسودان خلال المرحلة التاريخية التى يمر بها لمساعدته على فتح الباب أمام آفاق الإصلاح والتنمية.
كما أكد الرئيس حرص مصر على دفع التعاون الثنائى فى مختلف المجالات مع السودان الشقيق، خاصةً ما يتعلق بتنفيذ مشروعى الربط الكهربائى وربط السكك الحديدية، وتعزيز المناخ المواتى لإقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة سواء الصناعية أو الزراعية، فضلاً عن دفع العلاقات التجارية والاقتصادية بالبلدين، إلى جانب تفعيل أنشطة اللجان الفنية المشتركة بين مصر والسودان، وكذا تفعيل مذكرات التفاهم والبروتوكولات المُبرمة بين البلدين، أخذاً فى الاعتبار شمول تلك الاتفاقيات شتى جوانب التعاون الثنائى. الرئيس يلتقى حميدتى
وكذلك التقى الرئيس مع الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى.
وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أعرب عن التقدير لحفاوة الاستقبال، مشيداً بالعلاقات الأخوية المتينة والأزلية بين مصر والسودان، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومعرباً عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها لا سيما على المستوى الأمنى والعسكرى والاقتصادى انطلاقاً من الارتباط الوثيق للأمن القومى المصرى والسوداني، والروابط التاريخية التى تجمع شعبى وادى النيل.
كما شهد اللقاء كذلك استعراض آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما فيها تطورات الأوضاع على الحدود السودانية الإثيوبية، فضلاً عن التطورات المتعلقة بعدد من الأزمات التى تشهدها بعض دول المنطقة، حيث تم التوافق حول استمرار التشاور المكثف والتنسيق المتبادل فى هذا السياق خلال الفترة المقبلة.
كما تم تبادل الرؤى فيما يخص تطورات ملف سد النهضة، حيث تم التوافق حول الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصرى والسودانى باعتبارها مسألة أمن قومي، ومن ثم تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.




5 ملفات مصيرية تفرض التنسيق المصرى السودانى.. أهمها سد النهضة والمياه وتأمين الحدود وأمن البحر الأحمر

مستوى غير مسبوق من التعاون العسكرى والأمنى بين القاهرة والخرطوم

تغير مستوى الدعم المصرى للسودان فى عهد السيسى

والقاهرة تدعم الخرطوم خلال الفترة الانتقالية

أعد الملف: أحمد إمبابى

فى توقيت مهم وفى ظل أجواء وتطورات أكثر أهمية بمنطقة وادى النيل، جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى المهمة للسودان بالأمس، لتؤكد مصر مبدأها ورؤيتها الثابتة بدعم وتعزيز مستوى العلاقات مع الأشقاء فى السودان فى إطار اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين بما يحمى مصالح شعبى وادى النيل.
الزيارة تعد الأولى للرئيس السيسى عقب التطورات السياسية فى السودان وتغيير النظام السياسى هناك وبدء الفترة الانتقالية بإدارة من مجلس السيادة السودانى، لكنها تؤكد الجهود المصرية المستمرة للدولة المصرية لدعم السودان وشعبها خصوصًا مع بدء الفترة الانتقالية قبل عامين، والأهم هو تنسيق المواقف بين القاهرة والخرطوم فى عدد من القضايا الحيوية للبلدين. وهو ما أكد عليه المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى بأن الزيارة تأتى للتأكيد على «التنسيق المشترك وتوحيد الرؤى والمواقف بين البلدين تجاه مختلف القضايا»، وعلى رأس هذه القضايا بالتأكيد قضية سد النهضة وحقوق البلدين المائية والتعاون العسكرى وتأمين الحدود والأمن فى البحر الأحمر.
ولعل المبدأ المصرى الثابت للشراكة مع السودان جدد الرئيس السيسى التأكيد عليه خلال استقباله لوزيرة خارجية السودان الأسبوع الماضى بأن أمن واستقرار السودان يعد جزءًا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر، والاتجاه الاستراتيجى لمصر هو دعم كل جوانب العلاقات الثنائية مع السودان تأكيدًا للشراكة والعلاقات الأزلية بين شعبى وادى النيل.
ولا تختلف زيارة الرئيس السيسى للخرطوم فى أهميتها عن الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس وكانت الأولى له إلى دولة جنوب السودان فى 28 نوفمبر الماضى، من حيث حفاظ الدولة المصرية على عمقها الأمنى بالجنوب وحماية مصالحها المائية باعتبار أن السودان يمثل العمق الاستراتيجى الجنوبى لمصر.
أمن منطقة وادى النيل
الرؤية المصرية للعلاقات المصرية السودانية لم تتغير منذ تولى الرئيس السيسى مهامه كرئيس للجمهورية فى يونيو 2014، حيث تحتل الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة والخرطوم أولوية لدى القيادة السياسية بإرادة تترجمها عدة مواقف، ولعل الشاهد على ذلك أن السودان كان ضمن أول محطات الرئيس الخارجية بعد عدة أيام فقط من توليه مهامه الرئاسية.
وتوالت الزيارات المتبادلة بين قيادات ومسئولى البلدين على مدى السنوات الست الماضية، ووصلت مستويات التعاون فى ملفات عديدة لمستويات رفيعة أهمها رفع مستوى انعقاد اللجنة المصرية السودانية المشتركة إلى المستوى الرئاسى فى 2018، ولم يتغير مبدأ التعاون والدعم بتغيرات مواقف الخرطوم، والدليل أن عدد لقاءات القمة للرئيس السيسى مع الرئيس السودانى السابق عمر البشير وصلت إلى 25 لقاء كان آخرها فى يناير 2019 بالقاهرة، وهو مستوى قياسى فى لقاءات القمة بين قادة الدول.
ومع بدء الفترة الانتقالية بالسودان وتولى مجلس الرئاسة الانتقالى بالخرطوم مقاليد الحكم، واصلت الدولة المصرية دعمها للأشقاء فى السودان فى فترة حرجة سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، حيث حافظت مصر على مبدأها لدعم السودان واستقراره كجزء من الأمن القومى المصرى، وترجم ذلك عدة زيارات ولقاءات ومواقف قدمتها القاهرة للخرطوم. فى سبتمر 2019، زار رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك القاهرة فى أول زيارة خارجية له بعد توليه مهامه وأكد وقتها أن مصر كانت أولى المحطات فى زيارته بعد جنوب السودان، فور رئاسته الحكومة؛ لأن السودان ومصر شعب واحد، وفى مارس 2020 كانت ثانى زيارة لحمدوك للقاهرة. بالإضافة لزيارة رئيس مجلس السيادة السودانى الفريق عبدالفتاح البرهان للقاهرة فى أكتوبر الماضى، للتأكيد على تنسيق المواقف بين البلدين فى عدد من الملفات وخصوصًا سد النهضة والحدود والتعاون العسكرى.
فى المقابل كانت زيارة رئيس الوزراء المصرى مصطفى مدبولى للخرطوم فى 15 أغسطس الماضى، فى زيارة مهمة أكد فيها توجيهات الرئيس بتقديم كل الدعم للأشقاء فى السودان خلال الفترة الانتقالية ودعم اتفاق السلام بين الأطراف السياسية بالسودان. وتجلى موقف دعم القاهرة للخرطوم فى أزمة الفيضانات التى اجتاحت قرى كاملة بالسودان فى سبتمبر الماضى، حيث كانت تكليفات الرئيس للحكومة والقوات المسلحة بتدشين جسر جوى استمر لعدة أيام لتقديم كل الدعم والمستلزمات الطبية واللوجستية. 5 ملفات مصيرية
من هذا المنطلق، تأتى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى المهمة للسودان، ذلك أنها تأتى فى توقيت تشهد فيه عددًا من الملفات الإقليمية المشتركة وتتداخل فيها مصالح البلدين تطورات مهمة، وبالتالى تبحث كل من القاهرة والخرطوم عن مزيد من التنسيق وتوحيد الرؤى والمواقف بشأن هذه الملفات.. وهى كما يلى:
1- سد النهضة:
تأتى زيارة الرئيس فى توقيت تنسق فيه القاهرة والخرطوم بمفاوضات سد النهضة فى ظل تعنت إثيوبى على مدى عقد من المفاوضات، وتتوافق فيه البلدان على مسار التفاوض وعلى الهدف وهو ضرورة توقيع اتفاق ينظم عملية ملء وتشغيل السد مع إثيوبيا.
فالهدف بين البلدين واحد فى هذا الملف، وهو حتمية اتفاق قانونى ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبى، بما يحد من أضرار المشروع على دولتى المصب مصر والسودان ويحفظ الحقوق المائية التاريخية لهما.
وأكد الوزيران كذلك على تمسك البلدين بالمقترح الذى تقدم به السودان ودعمته مصر بشأن تطوير آلية التفاوض التى يرعاها الاتحاد الإفريقى من خلال تشكيل رباعية دولية تقودها وتسييرها جمهورية الكونغو الديمقراطية بصفتها الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى وتشمل كلاً من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة للتوسط فى المفاوضات، حيث دعا البلدان هذه الأطراف الأربعة لتبنى هذا المقترح والإعلان عن قبولها له وإطلاق هذه المفاوضات فى أقرب فرصة ممكنة.
2- التعاون العسكرى:
تأتى زيارة الرئيس السيسى للسودان فى توقيت وصل فيه التعاون والتنسيق الأمنى والعسكرى بين القاهرة والخرطوم لمستويات غير مسبوقة، فالأسبوع الماضى وقع رئيسا الأركان فى كل من مصر والسودان اتفاقية عسكرية لتعزيز الأمن الإقليمى والتعاون الأمنى خلال الاجتماع السابع للجنة العسكرية المصرية السودانية المشتركة.
ووقع رئيسا الأركان فى كل من مصر والسودان اتفاقية عسكرية لتعزيز الأمن الإقليمى والتعاون الأمنى بين الدولتين، وذلك خلال رئاسة رئيسَى الأركان الاجتماع السابع للجنة العسكرية المصرية السودانية المشتركة بالعاصمة السودانية الخرطوم.
وقال رئيس الأركان المصرى الفريق محمد فريد: إن مستوى التعاون العسكرى مع السودان غير مسبوق، مشيرًا إلى استعداد بلاده لتلبية كل طلبات السودان فى المجالات العسكرية كافة لأن البلدين يواجهان تحديات مشتركة.
وشهدت العلاقات العسكرية، تطورًا ملحوظًا خلال الفترات الماضية، ففى 14 نوفمبر الماضي، انطلقت بقاعدة «عوض خلف الله بمروى» السودانية، فعاليات أول تدريب عسكرى مشترك للقوات الجوية «نسور النيل 1» حيث شمل عددًا من التدريبات والتمارين الخاصة بإدارة الأعمال الجوية المشتركة.
ومطلع نوفمبر، زار رئيس الأركان المصري، الخرطوم، وتم الاتفاق خلال الزيارة على التوسع فى مجالات التعاون العسكرى من دورات تأهيلية وتدريب مشترك، ليشمل كل التشكيلات البرية والجوية والدفاع الجوى والبحرية.
3- أمن البحر الأحمر:
هذا المستوى من التنسيق الأمنى والعسكرى من شأنه يعزز قدرات البلدين فى حماية الأمن الإقليمى لمنطقة وادى النيل، فى ظل تحديات أمنية متعددة بهذه المنطقة، وخصوصًا أمن منطقة البحر الأحمر.
وتستهدف الدولة المصرية مزيدًا من التنسيق الأمنى والعسكرى مع السودان لتأمين سلامة وأمن الملاحة الدولية فى البحر الأحمر باعتبارها من الملفات الحيوية للأمن المائى والقومى المصرى.
وتمتد أهمية التعاون الأمنى والعسكرى بين القاهرة والخرطوم إلى تأمين الحدود المشتركة، وأيضا الحدود المشتركة مع الجانب الليبى، بما تمثله من تهديد أمنى فى ظل تواجد جماعات وتنظيمات إرهابية متعددة على الأراضى الليبية، وعليه تأتى أهمية وحيوية التنسيق بين البلدين فى هذا الملف.
4- توتر الحدود مع إثيوبيا:
من الملفات المهمة التى تبحثها زيارة الرئيس السيسى، هو الدعم المصرى للسودان فى قضية صراع التوتر الحدودى مع إثيوبيا، ودعم الجيش السودانى لفرض سيطرته على الحدود، ودعم المؤسسات الأمنية والعسكرية السودانية لحفظ الاستقرار الداخلى، لما لها من تأثير مباشر على حماية الأمن المصرى جنوبًا.
5- نقل تجربة الإصلاح الاقتصادى:
من الملفات المهمة التى بحثتها زيارة الرئيس السيسى هو ملف التعاون الثنائى بين البلدين ونقل مستوى التعاون لمشروعات مشتركة كبرى، منها ما تحدثت عنه وزيرة خارجية السودان الأسبوع الماضى بأن الخرطوم تبحث نقل تجربة الإصلاح الاقتصادى بمصر للسودان، حيث بدأت الحكومة السودانية بعض الخطوات الإصلاحية منها تعويم الجنيه السودانى، فضلا عن دعم المشروعات الاستثمارية المشتركة ودراسة مقترح إنشاء منطقة صناعية مصرية بالخرطوم والذى تمت مناقشته خلال مشاركة وزيرة الصناعة المصرية بمعرض الخرطوم التجارى الدولى الشهر الماضى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.