فى الوقت الذى تزايدت فيه اتهامات مشجعى الألتراس بإثارة الفوضى والشغب حول وزارة الداخلية وميدان التحرير والشوارع القريبة منه، وضلوعه فى أحداث عنف وتخريب فى شوارع محمد محمود والشيخ ريحان ومنصور ونوبار، تنفى قيادات الألتراس ضلوعها فى تلك الأحداث معللة أن الألتراس كانوا موجودين فى عزاء شهداء بورسعيد. «روزاليوسف» استطلعت هوية نماذج عشوائية من المتظاهرين المتواجدين قرب مقر وزارة الداخلية والذى يضم الآن أكبر تمركز لقوات الأمن المركزى فى المنطقة، وأصبح ثكنة عسكرية ممنوع الاقتراب والتصوير فيها. وليد محمد - 26 سنة - أحد الشباب المعتصمين فى ميدان التحرير منذ شهر مضى لتحقيق مطالب الثورة واتخاذ مجلس الشعب موقفاً حاسماً تجاه المتسببين فى أحداث الفوضى ومجزرة بورسعيد. وليد الذى لا ينتمى للألتراس أو أى من الحركات والائتلافات الثورية انتقل مع بعض المتظاهرين إلى شارع نوبار قرب وزارة الداخلية ووقف فى مواجهة جنود الأمن المركزى الذين كونوا حوائط صد ومنع للمرور عند مداخل ومخارج الداخلية القريبة من ميدان التحرير وباب اللوق فى شوارع نوبار ومحمد محمود والفلكى ومنصور وفهمى المواجه لبوابة وزارة الداخلية. وحضر عدد من أصدقائه ومنهم يسرى محمود وعلى حسانين وأشرف إبراهيم إلى وزارة الداخلية بعد وفاة 4 من أصدقائهم فى أحداث بورسعيد. أما أحمد رأفت - من شباب 6 أبريل - فحضر مع المتظاهرين للداخلية بهتافات سلمية - حسب قوله - فى البداية حتى انسحبت قوات الأمن المركزى وبدأت الاشتباكات بين الطرفين فهم يرشقون الأمن بالمولوتوف والحجارة الناتجة عن تكسير الأرصفة والبلاط بالشوارع، بينما رد عليهم جنود الأمن المركزى بالقنابل المسيلة للدموع. ومثلهم أحمد ريحان - دبلوم تجارة - من المنوفية حضر إلى مبنى الوزارة مع المتظاهرين لمساندتهم فى طلب حقوق الشهداء ومحاسبة المسئولين عن أحداث بورسعيد وأحداث العنف والشغب والاعتداء على المتظاهرين. وقال جنود الأمن المركزى ل«روزاليوسف» إنهم فوجئوا بقيام المتظاهرين برشقهم بالطوب وزجاجات المولوتوف الحارقة فما كان منهم إلا الانسحاب نحو الوزارة، وقاموا بالرد عليهم باستخدام القنابل المسيلة للدموع وبعض طلقات الخرطوش. ومن جانب آخر تجمع العشرات داخل شارع محمد محمود ونظموا مظاهرات طالبوا فيها المتظاهرين بالتظاهر داخل ميدان التحرير وإخلاء الشوارع المحيطة بالوزارة مرددين هتافات «الثورة فى الميدان انضموا معانا يا أهالينا»، وتضامن معهم بعض شيوخ الأزهر الشريف. وفى تمام الساعة التاسعة والنصف تراجع المتظاهرون إلى داخل الميدان استجابة لتلك الدعوات والنداءات إلا أنهم عادوا للتظاهر والاشتباكات مرة أخرى مع الأمن المركزى بشارع محمد محمود، فيما ساد الهدوء شارع الفلكى وشارع الشيخ ريحان. وأسفرت المواجهات عن إصابة ما يقرب من 30 متظاهراً و10 جنود أمن مركزى بإصابات بالخرطوش وحالات اختناق. وقال الأطباء المعالجون فى العيادات الميدانية: إن حالات المصابين مستقرة بعد عمل الإسعافات الأولية، وأكد مصدر مسئول بوزارة الداخلية أن مصابى الشرطة من المجندين والضباط بلغ 211 مصاباً حتى أمس الأول، مشيراً إلى أن مسئولى تأمين المناطق لا يصدرون أوامرهم بإطلاق القنابل المسيلة للدموع إلا فى حالة التهجم على القوات ومحاولات اقتحام وزارة الداخلية من الشوارع المحيطة بها، وأن الأمن يقدر حق المواطنين فى التظاهر السلمى دون تخريب للمنشآت أو اعتداءات على الأفراد.