تحديث منظومة الرى والتحول من طريقة الغمر للطرق الحديثة، أحد المشروعات القومية التى أطلقها الرئيس السيسى مؤخرًا باعتباره مشروعًا مرتبطًا بمستقبل الأمن الغذائى والمائى لمصر، لما سيحققه هذا المشروع من عوائد اقتصادية مهمة. إنهاء عصر الرى بطريقة الغمر، كان حلم الكثيرين من المسئولين والمزارعين، إلا أنه كان يحتاج لإرادة سياسية تضع المشروع قيد التنفيذ للاستفادة من فوائده، مثل ترشيد استهلاك المياه وزيادة إنتاجية المحاصيل وزيادة الرقعة الزراعية عبر الاستفادة من المياه التى سيتم توفيرها لرى الأراضى الجديدة. سخرت الدولة كافة إمكانياتها لضمان نجاح المرحلة الأولى من المشروع، والتى ستطبق على مساحة مليون فدان تتولى عملية تحديث الرى فيها وزارتا الزراعة والرى.
عزوز: تطوير الرى كله «فوايد» للفلاح كشف الدكتور علاء عزوز – رئيس قطاع الإرشاد الزراعى والمدير التنفيذى لمشروع تطوير الرى الحقلى– عن أن وزارة الزراعة تنفذ ندوات إرشادية، تشارك فيها عدد من الإدارات وقطاعات وزارة الزراعة من أجل توعية الفلاحين، بأهمية تحديث منظومة الرى فوائد التحول من نظام الرى بالغمر للرى بالتنقيط أو الرش.
د. علاء عزوز المدير التنفيذى لمشروع تطوير الرى الحقلى وأوضح «عزوز» أن استخدام الطرق الحديثة فى الرى تساهم فى تقليل الطاقة المستخدمة فى الري، الأمر الذى يترتب عليه خفض كمية المحروقات والحفاظ على البيئة، وتقليل المدة الزمنية المطلوبة للرى، وبالتالى الرى بشكل أسرع، وتقليل استخدام كمية الأسمدة واستخدامها بكفاءة، وتقليل كمية الحشائش وبالتالى تقليل نفقات مقاومة هذه الحشائش، الأمر الذى يترتب عليه تقليل شراء المبيدات والحفاظ على البيئة، وأضاف «عزوز» تحديث الرى سيساهم فى زيادة إنتاجية المحصول وزيادة جودته، مما يساهم فى رفع تنافسية المنتج فى الأسواق المحلية والخارجية وزيادة دخل الفلاح.
ممارسات زراعية موفرة للمياه عدة ممارسات زراعية يمكن للفلاح تطبيقها لمساعدته فى ترشيد استهلاك المياه للأراضى الزراعية، تنصح بها وزارة الزراعة، من بينها زراعة القمح على مصاطب، وهى الطريقة التى توفر ما بين 25 و 40٪ من تقاوى القمح، وتوفر 15٪ من كمية المياه المستخدمة فى حالة الزراعة التقليدية بحسب الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعى. المحور الثانى من هذه الممارسات وفقا ل«عزوز»، هى زراعة الأصناف المعتمدة من وزارة الزراعة قليلة استهلاك المياه وقصيرة العمر والمقاومة للآفات والملوحة، تساهم هذه الممارسات فى ترشيد استهلاك المياه وتوجيه هذه المياه لزيادة الرقعة الزراعية المصرية، الأمر الذى يساهم فى زيادة الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائى لمصر. إقبال كبير على تحديث منظومة الرى رئيس وحدة تطوير الرى الحقلى بوزارة الزراعة، الدكتور حسن شمس، قال إن هناك إقبالًا من المواطنين على عملية تحديث منظومة الرى فى المناطق المستهدفة، موضحًا أن هناك مزارعين قاموا بالاستجابة للمبادرة وتحويل أراضيهم للمنظومة الجديدة بتمويل ذاتى، الأمر الذى يعكس إدراكهم لأهمية عملية التحديث.
رئيس وحدة تطوير الرى الحقلى بوزارة الزراعة، الدكتور حسن شمس
وتابع: «تلقى المشروع طلبات كثيرة بالفعل للتحويل من نظام الرى التقليدى والاستفادة من مبادرة البنك المركزى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ولكن ننتظر موافقة البنك المركزى على الطلبات المقدمة للبنك الذى سيتولى عملية التمويل. 504 آلاف فدان
تستهدف وزارة الزراعة بالتنسيق مع وزارة الرى وعدد من المحافظات تنفيذ مشروع تحديث نظم الرى الحقلى على مساحة 504 آلاف فدان، ضمن المرحلة الأولى للمشروع فى ضوء سعى الدولة لترشيد استهلاك الزراعة للمياه واتباع النظم الحديثة فى هذا الشأن. 516 ألف فدان تتولى وزارة الرى والموارد المائية تطوير الرى فى مساحة تصل ل 516 ألف فدان فى الأراضى الواقعة خارج الزمام فى الوادى والدلتا وأراضى الاستصلاح الجديدة ضمن المشروع القومى لاستصلاح 1٫5 مليون فدان. 8 محافظات تتضمن المرحلة الأولى من مشروع تحديث منظومة الرى الحقلى 8 محافظات، هى كالتالى: «قنا - بنى سويف- الإسماعيلية- السويس- الشرقية- الجيزة – الوادى الجديد وتحديدًا الواحات البحرية»، وذلك بهدف تنفيذ هذا الأمر على أرض الواقع. 5 % فائدة تمويلية حددت الدولة الجهات التى ستساهم فى تمويل مشروع تحديث منظومة الرى الحقلى يقدمها أحد البنوك المصرية المشاركة فى مبادرة البنك المركزى، وذلك لدعم المزارعين عبر قروض المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بفائدة 5٪ فى ضوء سعى الدولة لإنهاء عصر الرى بالغمر. 15 ألف جنيه يبلغ متوسط تكلفة وتحديث منظومة الرى للفدان الواحد باستخدام طريقة الرى بالتنقيط أو بالرش حوالى 15ألف جنيه، وتحسب التكلفة وفقا لمتوسط أسعار الخامات المستخدمة فى عملية التطوير. %2 من مساحة الأرض
توفر طريقة تحديث الرى الحقلى، سواء بطريقة التنقيط أو بطريقة الرش حوالى 2٪ من مساحة الفدان، وهى تلك المساحة التى تستخدم فى شق القنوات الصغيرة اللازمة للرى بطريقة الغمر بحسب الدكتور حسن شمس مدير وحدة تطوير الرى. 3 سنوات تقسيطًا يمكن للمزارع الراغب فى تحديث منظومة الرى الاستفادة من مبادرة البنك المركزى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، للحصول على التمويل اللازم بنظام التقسيط على، حيث يمكن لمن يزرع محاصيل «فاكهة» السداد على قسط واحد سنويا. %70 توفيرًا للمياه
يوفر استخدام طريقة الرى بالتنقيط البديلة للرى بطريقة الغمر نسبة تتراوح ما بين 70و80٪ من مياه الرى التى يحتاجها الفدان الواحد كل مرة تتم فيها عملية رى الأرض، وبذلك تعتبر هذه الطريقة إحدى الطرق الهامة لترشيد استهلاك المياه. %100 توفيرًا للأسمدة
الرى باستخدام طريقة التنقيط، يساعد فى عملية التحكم فى كميات الأسمدة المطلوبة لكل محصول فباستخدام هذه الطريقة سيتمكن الفلاح من الاستفادة بنسبة 100٪ من الأسمدة التى يستخدمها لتغذية المحصول لأنها تكون مخلوطة جيدًا مع المياه ويصل للنبات فى صورة سهلة الامتصاص.
5200 حولوا من الغمر
قام 5200 مزراع بتحويل نظام الرى من الرى بالغمر إلى نظام الرى الحديث، بتمويل ذاتى منذ بدء انطلاق المبادرة مقسمة، كالتالى 3 آلاف فى الشرقية وحوالى 1300 مواطن فى الإسماعيلية، و900 فى السويس. 6 آلاف طلب تحويل تقدم 6 آلاف مزراع بطلبات تحويل منظومة الرى فى أراضيهم من الرى بالغمر لمنظومة الرى الحديث فى محافظة الوادى الجديد، ضمن المساحات المستهدفة بالتطوير فى تلك المحافظة والتى تصل لحوالى 205 ألف فدان %15 تسوية بالليزر
توفر طريقة تسوية الأرض، باستخدام المعدات الحديثة التى تعمل بنظام الليزر حوالى 15 ٪ من مياه الرى اللازمة للفدان الواحد، وهى العملية المعروفة باسم التسوية بالليزر، كما تساهم هذه الطريقة فى زيادة الإنتاجية بمعدل يتراوح مابين 10 إلى 15 ٪ .
تدريب للفلاح
تقدم وزارة الزراعة دعمًا فنيًا للفلاحين المستهدفين فى مشروع تحديث الرى الحقلى، منها تنفيذ الرفع المساحى المساحة المستهدفة، وإعداد التصميم الهندسى الخاصة بشبكة الرى وتحديد المستلزمات وفحصها جيدًا لمعرفة مدى مطابقتها للمواصفات والإشراف على عملية التركيب وإجراء تجارب التشغيل وتدريب الفلاح على كيفية تشغيل وصيانة شبكة الرى.
عيوب الغمر
تتم عملية الرى بالغمر للمحاصيل المختلفة، خلال فترات ما بين أسبوع إلى أسبوعين وتساعد هذه الطريقة النبات لإنتاج جذور كثيرة تحت الأرض بحثًا عن المياه مما يجعله يفقد طاقته، ويعرضه للإجهاد أما فى حالة التنقيط، فإن الرى يتم مرة أو مرتين فى اليوم وهو ما يدفع النبات لتوفير طاقته فى عملية إنتاج المجموع الخضرى والإثمار.
تأهيل للترع
يتمثل دور وزارة الموارد المائية والرى معنية بتأهيل الترع الفرعية من تبطين وأعمال صناعية ودراسة المناوبات الحالية وتغييرها بما يتناسب مع طرق الرى الحديثة استمرار عقد ندوات التوعية التى يتم تنفيذها أجهزة التوجيه المائى بقطاع التطوير للمزارعين عن أهمية وفوائد الرى الحديث وتجرى هذه العملية بالتنسيق مع أجهزة الدولة.