تعتبر المهرجانات السينمائية الدولية هى المكان الأجدر والأهم الذى تتاح فيه العروض الأولى للعديد من أكثر الأفلام نجاحاً. هذا العام الوضع تغير مائة بالمائة ليس فقط على مستوى الوضع الاقتصادى فحسب، بل ايضاً على وضع وحال صناعة السينما والتوزيع فى جميع أنحاء العالم.
وخلال هذه الأيام تقام فعاليات واحد من أكبر مهرجانات السينما فى العالم وهو مهرجان فينسيا فى دورته السابعة والسبعين (الفترة من 2 إلى 12 الجاري) ماذا نتوقع من أول مهرجان يتحدى الظروف التى نمر بها جميعاً أمام فيروس كورونا، الذى بشأنه غيّر كل شيء فيما حولنا.. هذا العام، بفضل فيروس كورونا، أصبحت الأمور مختلفة تماماً. هناك تحد واضح من جانب منظمى ومسئوليه والإصرار على إقامته رغم كل الظروف التى شهدتها الدولة المقيمة إيطاليا وتأثيرات كورونا عليها. وذكرت صحيفة economist الشهيرة أن المسئولين فى المهرجان وضعت مجموعة من تدابير السلامة من المقاعد المحدودة إلى الماسحات الضوئية الحرارية، إلى السجادة الحمراء الخالية من المروحة - لحماية الحضور حيث تستمر حالات COVID-19 فى الارتفاع فى إيطاليا وحول العالم. وفى يوليو الماضى أعلن مدير المهرجان ألبرتو باربيرا عن 18 فيلمًا من بين ما يقرب من 60 فيلمًا ستتنافس على جائزة الأسد الذهبى، كما وعد بأن المهرجان سيحافظ على «حيوية السينما المعاصرة». وفى حوار أجراه مدير المهرجان «ألبرتو باربيرا» فى مجلة cineuropa رداً على كيفية حجز التذاكر فقد أوضح قائلاً «أن الحجز سيكون عبر الإنترنت لكل عرض، وذلك من دون حجز مقعد، ولن يسمح بالدخول إلى المسرح. مشيراً الى ذلك أنه سيكون هذا هو مقياس الأمان. وفى حالة مرض شخص ما، سوف نحتاج إلى فحص وإبلاغ جميع الأشخاص القريبين من هذا الشخص فى المسرح». مشيراً: «ولحسن الحظ، فإن معظم الوفود التى دعيت بأفلامها إلى مهرجان البندقية (فينسيا) على استعداد للحضور، ولكن لا يُسمح إلا لعدد قليل من دول مثل البرازيل أو الهند بالسفر إلى إيطاليا، فيما يحتاج جميع الأشخاص من خارج منطقة شنغن إلى تقديم اختبار بنتيجة سلبية قبل السفر وعليهم إجراء اختبار ثانٍ فى مهرجان البندقية عند وصولهم. إذا كانت النتيجة سلبية يمكنهم المشاركة فى المهرجان». وأوضح أن هذه الدورة قد قمنا بتخفيض عدد الاعتمادات بنسبة 40 إلى 50٪ ، وهو ما قد يجعل المهرجان أكثر أمانًا، من خلال عروض الأفلام فى الساحات المفتوحة، بعدد أفلام أقل من الدورات السابقة». ورغم أن مهرجانات عديدة أجلت دوراتها إلى آواخر عام 2020 والبعض منها ألغاها، مثل «كان»، بسبب تفشى وباء فيروس كورونا، فإن إيطاليا حرصت على إقامة الدورة ال 77 من مهرجان «فينيسيا» فى موعدها السنوى فى سبتمبر، بعد أن انحسر الفيروس فيها، وعادت الحياة تدريجياً.