على الرغم من أن الدستور الأمريكى يمنح نائب الرئيس دورًا محدودًا، إلا أنه ينص على توليه رئاسة مجلس الشيوخ لكنه ليس مخولًا له التصويت إلا إذا عجز أعضاء المجلس ال100 عن اتخاذ قرار. وكان نائب الرئيس بعيدًا عن السلطة التنفيذية لأن مكتبه كان فى مجلس الشيوخ، إلى أن بدأ التغيير الجوهرى فى عهد الرئيس جيمى كارتر الذى جعل مكتب نائب الرئيس بين الأمين العام ومستشار الأمن القومى فى الجناح الغربى فى البيت الأبيض. وبنظرة سريعة على تاريخ السياسة الأمريكية، يسهل إدراك أن العديد من نواب الرؤساء لم يكتفوا بالعمل الشرفى ك«رديف للرئيس»، لكنهم استغلوه واستخدموه كأداه للتأثير ومنهم من أصبح فى مصاف «العظماء» من خلاله. فجدير بالذكر أن أربعة عشر نائبًا نجحوا فى الوصول فى وقت لاحق إلى سدة الرئاسة، خمسة منهم عن طريق الانتخابات كريتشارد نيكسون وجورج بوش الاب، وثمانية تولوا الرئاسة بعد وفاة أسلافهم كان آخرهم ليندون جونسون بعد اغتيال جون أف كينيدى، وواحد فقط وصل إلى الرئاسة بعد استقالة رئيسه وهو جيرالد فورد بعد استقالة ريتشارد نيكسون جراء فضيحة ووترجيت. وبالرغم من تنظيم الولاياتالمتحدة 58 انتخابًا فى تاريخها، إلا أنها لم تنتخب يومًا امرأة رئيسة أو نائبة للرئيس، بخلاف جو بايدن الذى اختار كاملا هاريس كنائبة له، وكان مرشحان قبله اتخذا الخطوة نفسها هما الديمقراطى وولتر مونديل مع جيرالدين فيرارو فى 1984 والجمهورى جون ماكين مع سارة بالين فى 2008. 1 أندرو جونسون
فى عام 1864، اختار الرئيس الجمهورى أبراهام لينكولن الديمقراطى أندرو جونسون لمنصب نائب الرئيس كإشارة للوحدة، ولكن بعد اغتيال لينكولن، كان للأسف أسوأ رئيس يمكن أن يحكم فى نهاية الحرب الأهلية الأمريكية، كونه عنصريًا متشددًا وديكتاتوريًا لم يكن قادرًاعن التنازل أو قبول واقع سياسى يتعارض مع أفكاره، كما كان أول رئيس يتم عزله على الإطلاق، فقد صوت مجلس النواب لمحاكمته وأنقذه مجلس الشيوخ بصوت واحد.
2 جيمس دبليو فورد
تكمن أهميته كونه أول أمريكى أسود يقود حملة انتخابية لمنصب نائب الرئيس، ترشح على قوة الحزب الشيوعى ثلاث مرات وسلطت حملاته الضوء على كيفية ترشح الأمريكيين السود تاريخيًا، فلم يكن الهدف هو الفوز فى السباق، ولكن الأهم جذب الانتباه القومى إلى قضايا العرق. وتم ترشيح العديد من السود لمنصب نائب الرئيس منذ فورد، أبرزهم شارلوتا باس، أول امرأة سوداء ترشح لمنصب نائب الرئيس، وكامالا هاريس عن الحزب الديمقراطى عام 2020 وهى المرة الأولى التى يرشح فيها حزب رئيسى أمريكى أسود لنائب الرئيس.
3 ريتشارد نيكسون
خدم فترتين كنائب لرئيس دوايت أيزنهاور، ولم تكن علاقتهما ودية دائما. فى عام 1956، حاول أيزنهاور دفع نيكسون بعيدًا وفشل، وتعرض لضغوط للاستقالة لاتهامه باستغلال أموال الحملة الانتخابية لتمويل نفقاته الخاصة، لكنه قدم خطابًا متلفزًا اعترف فيه بتلقيه الأموال لكنه أنكر أن أيًا منها استخدم بشكل غير ملائم. رُشح لأول مرة لمنصب نائب الرئيس كونه الأكثر شهرة لاضطهاده الشيوعيين. كرئيس، يتذكره التاريخ بأنه أول رئيس يستقيل بسبب فضيحة وترجيت، وتم إصدار عفو رئاسى بشأنه بعد ذلك.
4 جورج بوش الأب
نائب للرئيس رونالد ريجان، لمدة ثمانى سنوات، لعب دورًا مهمًا فى تشكيل السياسة الخارجية خلال سقوط الاتحاد السوفييتي، بوصفه نائب الرئيس حافظ بوش بشكل عام على البقاء بعيدا عن الأضواء مدركًا الحدود الدستورية لمنصبه، متجنبًا اتخاذ القرار أو انتقاد ريجان بأى شكل من الأشكال. فى وقت مبكر من ولايته الثانية كنائب للرئيس كان بوش ومساعدوه يخططون للترشح للرئاسة فى عام 1989، واستغل بوش شعبيته كنائب للرئيس وفاز بالرئاسة.
5 ألبرت آل جور
الديمقراطى الذى شغل منصب نائب الرئيس بيل كلينتون لمدة 8 سنوات. كان أنشط نائب رئاسى فى التاريخ الأمريكي، ناصحًا لكلينتون فى عدد من القضايا المهمة، كان واحدًا من عشرة سياسيين ديمقراطيين أيدوا حرب الخليج، حاز على جائزة نوبل للسلام لنشاطة فى مجال تغير المناخ. فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2000 خسر فى المجمع الانتخابى لصالح الجمهورى جورج دبليو بوش.
6 ديك تشينى
الجمهورى الذى شغل منصب نائب الرئيس جورج دبليو بوش. يوصف بأنه أقوى نائب رئيس فى التاريخ الأمريكى وأكثرهم تأثيرا، وفى الوقت نفسه كان من بين أقل السياسيين شعبية فى تاريخ الولاياتالمتحدة، لعب دورا رائدًا وراء الكواليس فى إدارة بوش وردها على هجمات 11 سبتمبر وكان من أوائل المؤيدين لحرب العراق ودافع عن سجل الإدارة فى مكافحة الإرهاب حول العالم. هزم بوش وتشينى خصومهم الديمقراطيين، وفى عام 2004، أعيد انتخاب تشينى لفترة الثانية نائب للرئيس، وهزم زميله السيناتور جون كيرى والسناتور جون إدواردز.