تسعى الدولة جاهدة فى إحياء شركة الحديد والصلب بحلوان رغم كل المعوقات التى تعانى منها بسبب تراكم الديون وتهالك افران مصنع الشركة، واقتربت اللجنة الوزارية المشكلة لتحديد مصير مصنع حديد وصلب حلوان برئاسة المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء السابق فى الاعلان عن خطة التطوير خلال أيام. والسيناريو المتوقع لتطوير الشركة يتمثل فى انشاء مصنعين للحديد والصلب جديدين من خلال استغلال اصول الشركة ونفس العلامة التجارية ، الاول مصنع لتركيز الخام بالواحات بتكلفة 35 مليون دولار، وبطاقة إنتاجية 1.3 مليون طن سنويًّا من الخام مرتفع التركيز نسبيًا المشروع الأول تم تنفيذيه على نطاق صغير كتجربة، ومن المقرر الانتهاء منه فى تسعة أشهر بتكلفة نحو675 ألف دولار، إلى جانب إعداد دراسات جيولوجية كاملة ورسم ثلاثى الأبعاد للمناجم والوقوف بدقة على رصيدها من الخام وتركيزاته وتركيبته الجيولوجية، بالشراكة مع خبرات أوكرانية.
أما المشروع الثانى فسيكون عبارة عن مصنع لمكورات الحديد بشراكة مع القطاع الخاص فى مصر، وهى الشركات المستهلكة للمكورات والمستوردة لها بالعملة الصعبة، بتكلفة 65مليون دولار، وبإنتاجية تصل إلى حوالى مليون طن مكورات سنويًا، والمصنع الآخر سيكون مكملًا للمصنع الكبير، وهو عبارة عن مصنع تكوير، ولدينا 3 شركات فى مصر تستهلك مكورات الحديد، والشركات التى من المقرر أن تشاركنا هى «عز» و«السويس للصلب» و«بشاى» بدل استيرادها من الخارج.
الاتجاه العام حاليا للدولة باستغلال أصولها الاستغلال الأمثل لعمل مشاريع كبرى لاستغلال هذه الثروة وسد فجوة السوق من خام الحديد والتى وصلت إلى استيراد مايقرب من 3ملايين طن سنويا.
توافر خام الحديد كان السبب الأساسى فى التفكير فى إنشاء شركة حديد والصلب بحلوان بعد ثبوت جدوى استخراج خام حديد أسوان تم إقامة مصنع للحديد والصلب فى التبين بحلوان وصدر مرسوم بإنشاء { شركة الحديد والصلب المصرية } فى مايو 1954 تعتمد على خام أسوان.
واستمر اعتماد مصانع الحديد والصلب بحلوان على خامات حديد أسوان حتى عام 1975م عندما ظهر بديل أكثر ملائمة متمثل فى خامات حديد الواحات البحرية الذى كانت تجرى عليه الدراسات التفصيلية منذ عام 1956م حتى أوائل السبعينيات عن طريق هيئة التصنيع وهيئة المساحة الجيولوجية ومجمع الحديد والصلب والذى ثبت أفضلية استغلاله عن حديد شرق أسوان.
تم إنشاء منجم حديد «الجديدة» بالواحات البحرية وعلى أثر ذلك توقف الإنتاج من خامات حديد شرق أسوان .مناجم الحديد فى الواحات البحرية هى الآن المصدر الوحيد لإمداد مصانع حلوان بالحديد الخام بعد توقف مناجم أسوان وقد بدأ الاستغلال من هذه المناجم عام 1973م (بطريقة المنجم المكشوف) بمتوسط سمك حوالى 11م وقد يتجاوز إلى العشرين مترا مما يجعل مساحة استغلال المنجم فى حدود بضعة كيلومترات حيث تم إقامة خط حديدى يربط بين مواقع الخام المختلفة فى الواحات البحرية وبين المصنع فى حلوان . ويبلغ الإنتاج حوالى مليون طن سنويا وتتراوح نسبة الحديد الخام من 45% على 50% الأمر الذى يجب معه إجراء عمليات تركيز وذلك لرفع نسبة عنصر الحديد فى الخام ويبلغ الاحتياطى من الخام حوالى 100 مليون طن.
تم الانتقال إلى استغلال خامات البحرية تحديدا فى منطقة الجديدة وبالرغم من أن خامات البحرية أفضل من خامات أسوان فى بعض النواحى من أهمها ارتفاع متوسط نسبة الحديد إلى 51.2% وانخفاض نسبة السليكا إلى 10.0% وكبر سمك طبقة الخام فى المنجم وقرب المناجم من المصانع فى حلوان (330كم).
اما مديونيات الحديد والصلب المتراكمة والتى تصل إلى 5مليارات جنيه فمخطط سدادها عن طريق الاصول غير المستغلة المملوكة للحديد والصلب وكان هناك خطة لسدادها والانتهاء منها عن طريق بيع الخردة التى تملكها حيث قدرة قيمة الخردة ب 6مليارات جنيه لنحو مليون طن خردة ولكن اكتشفت وزارة قطاع الأعمال عدم دقة البيانات الخاصة ب كمية الخردة.
وتمت تسوية ديون الحديد والصلب مع بنك مصر بشأن تسوية مديونية الشركة لدى البنك البالغة 59.56 مليون دولار، بخلاف الفائدة المستحقة بواقع 5% من تاريخ الاستحقاق، وبموجب البروتوكول الموقع بينهما وافق بنك مصر على قيام الشركة بسداد 750 مليون جنيه كتسوية نهائية لقيمة الحكمين يتم سدادها 50% أراضٍ غير مستغلة بالشركة و50% حصة من أسهم الشركة، وذلك خلال شهرين من تاريخ التوقيع على البروتوكول الموقع فى نوفمبر الماضى، ونتج عن التسوية التنازل عن الفوائد المستحقة لبنك مصر بنحو 6 ملايين دولار والتنازل عن كافة الطعون بالنقض المقامة بشأن تلك الأحكام، ومنها قضية مرفوعة من بنك مصر بنحو 6 ملايين دولار.
ومر مشروع تطوير الحديد والصلب بالعديد من التحديات والتغيرات منذ البدء فيه فبعد انتهاء دراسة المكتب الاستشارى الانجليزى « تاتا ستيل « لتطوير اعادة هيكلة الشركة عام 2014 وطرح مناقصة لتطوير وتلقى عروض عالمية فى عهد وزير قطاع الأعمال دكتور أشرف الشرقاوى من خلال المناقصة العالمية التى طرحتها الشركة القابضة للصناعات المعدنية فى 21أبريل 2017 لتطوير وتأهيل خطوط شركة الحديد والصلب، فى ضوء دراسة الجدوى المالية والفنية التى أعدت بواسطة المكتب الاستشارى «تاتا ستيل» وشملت العطاءات المتقدمة للمناقصة 9 شركات إيطالية وصينية وأوكرانية وروسية وألمانية من إجمالى 22 شركة سحبت كراسات الشروط، حيث تم فتح المظاريف يوم 12 سبتمبر2017 آخر يوم لتلقى العروض.
وشكلت لجنة لهذا الغرض لتقوم بفحص العروض وتقييم كل منها من الناحية الفنية، ويلى ذلك التقييم المالى للعروض، وكانت الشركة على وشك الاستقرار على إحدى لعروض لتبدأ التطوير ، لكن مع تولى خالد بدوى خلفا للشرقاوى اوقف مناقصة التطوير للدراسة ثم الاعلان قبل تركه الوزارة بشهر عن إعادة تعديل دراسة التطوير والغاء إنشاء مصنع جديد لحديد التسليح، ومع تولى هشام توفيق ارتكزت رؤيته على ضرورة تحديث دراسة المكتب الاستشارى الانجليزى قبل التطوير نظرا لرجوع الدراسة لعام 2014 وحدوث تغيرات فنية بالمصنع وارتفاع فى حجم خسائر الحديد والصلب.
وتنفيذ توصيات المكتب الاستشارى العالمى بضرورة تشغيل أفران الشركة تجريبيًا بكامل الطاقة الإنتاجية الممثلة فى فرن 3 و4 لمدة أربعة أشهر ليتسنى إجراء تقييم فنى دقيق للأفران وتحديد احتياجات التطوير، وذلك بالتوازى مع مشروع تحسين جودة خام الحديد وزيادة تركيز المعدن به من خلال الدراسات الفنية للمناجم.