ظلت وسائل الإعلام المصرية، التى لا يعيش لها رئيس البعيدة، تبحث عن أى صنم تعبده، حتى لو كان من العجوة أو الزلط، أو تبحث عن أى شيخ غفر، حتى لو كان عبدالفتاح القصرى، لترقص قدامه عشان تاخد النقوط والبركة وتفقع المعازيم الصيع اللى مش عاوزين ينقطوا بالروسية، ظلت طوال الأيام الماضية وترضية لكبير الألهة بدل ما يسخطها قرد تجرى فى الشوارع والحوارى، وشعرها منكوش ولا أمنا الغولة، وتبرطع وسط الخلق، واللى تطوله ترفسه فى كرشه، لحد ما يقطع النفس، وتصرخ ولا قطر الصعيد المحروق، هراس جاى يوم 25 يناير، ومعاه اللهو الخفى، واللى يلاقيه فى الميدان هايقلبوه توك توك، والولية اللى ها تخطى برجلها هناك، هايولوعوا فيها زى عتريس، وهم يهتفون.. الغازية لازم تتحرق، وكان لابد أن يشارك إخوانا بتوع الميزان فى تلك الحملة، من باب انصر المجلس العسكرى ظالما ومظلوما، واللى يشيل بلد مخرومه تنقط على دماغه، فأعلنوا بعد عمل الاستخارة، أن العيال اللى ناويه تتنيل وتلبس قناع المحروق بانديتا، اللى هربان من حكم نفقة، وسايب الولية مراته متلحقة بشوية خضار وبصل فى لندن، كافر ابن كافر، لأن بانديتا جاية من باندا، وهذا حيوان أفرنجى، بتاع الشيوعيين وكان المفروض يخلوا عند أهلهم دم، ويلبسوا قناع حماريتا أو جحشيتا، أو أى حيوان كان يستخدمه السلف الصالح، ثم أعلن الميزان والفانوس.. أنهم هايحتفلوا فقط، ولن يهتفوا ضد المجلس العسكرى، لأن الهتاف مفسدة، ويفتح باب الشيطان وجايز يدخل مسجد الشعب، مجلس الشعب سابقا، ويلبس جتته، وابقوا قابلونى بقى لو حد عرف يخرجه لأن العيال الليبراليين والعلمانيين، وبتوع مدنية مدنية اكشفى راسك ياوليه، هايخبوه تحت القبة. رغم كل هذه الفزاعات والرزع على الدماغ.. كان لابد أن تنزل الناس إلى كل ميادين مصر، خاصة.. بعد أن أعلن الديب.. أن مبارك لم يقتل المتظاهرين، لأن الجيش هو اللى كان موجود، وأنه رغم أنف الثورة والعيال اللى دمها راح هدر لسه الرئيس، فى استخفاف واستهانة بدم الشهداء، ثم خطف رجله لحد بيروت، عشان يتفق معاهم، أن مبارك يحكم جنوب لبنان، لحد ما ربنا يفرجها فى مصر، بدل ما ينسى المريسة، وبالمرة.. يمشى الحال الواقف هناك، خاصة أنه الصديق الوحيد للإسرائيليين، اللى ناويين يعملوله مقام عندهم جنب أبوحصيرة، وما كدنا نفرغ من دفاع المخلوع، حتى جاء دفاع العادلى، ليعلن هو الآخر أن العادلى لم يقتل المتظاهرين، بل أمن الجامعة الأمريكية هو اللى طخهم، ثم أعلن المفاجأة المدوية.. وهى أن حبيب أفندى قد حما الثورة.. يا ألف نهار أبيض يا جدعان، يعنى ناقص بس عينه ويبقى من مصابى الثورة، وياخد ميدالية، وكام حلة من المجلس العسكرى. نزل الناس إلى الشوارع بعد هذه المحاكمة الهزلية، التى تؤكد أن مبارك مازال رئيسا، نفس الأبهة ونفس الحرس، الفرق الوحيد أن ربنا خد منه كل حاجة.. واداله الصحة، عشان كده بيحكمنا وهو راقد بيقيل شوية، مع أن كل الثورات التى حدثت فى العالم، أقامت محاكم ثورية وليس محاكم تكريمية من باب العشرة ما تنهش إلا على ولاد الحرام، كان لابد أن تنزل الناس بعد المجلس ما خلاها خل، وحطنا فى متاهة الفيران، اللى مش عارفين نخرج منها لحد دلوقت.