أعلنت جامعة الدول العربية أمس تعليق عمل بعثتها فى المدن السورية بسبب تصاعد وتيرة العنف حسبما قال مصدر دبلوماسى عربى. فيما يعقد مجلس الأمن جلسة خاصة على مستوى الخبراء غدا الاثنين لمناقشة مسودة مشروع القرار الجديد بشأن سوريا، والذى اعتمد فى مضمونه وصياغته على خطة العمل العربية التى تم اعتمادها فى اجتماع جامعة الدول العربية الأسبوع الماضى. من جانبه، قال السفير باسو سانجكو رئيس مجلس الأمن لشهر يناير الحالى والمندوب الدائم لجنوب أفريقيا لدى الأممالمتحدة، إن مشاورات الخبراء ستتعلق بمشروع القرار القديم الذى قدمته روسيا، ومشروع القرار الجديد الذى قدمته فرنسا وتبنته بريطانيا والولايات المتحدة. وكشف رئيس المجلس عن عدم وجود اتفاق بين أعضاء المجلس بشأن تبنى موقف مشابه للذى اتخذه الاتحاد الإفريقى إبان اندلاع الأزمة الليبية. من جهته، جدد السفير فيتالى تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة رفض بلاده لأى مشروع قرار يدعو إلى تغيير النظام فى سوريا. فى حين قال السفير الفرنسى جيرار ارو إن المطلوب هو «أن يتنحى الرئيس السورى بشار الأسد مؤقتا فقط». وقال دبلوماسى غربى رفض الكشف عن اسمه: إن هناك انقساما بين الدول العربية بشأن مشروع القرار. وقال إن أبرز المعارضين له حتى الآن الجزائر والعراق والسودان، إضافة إلى مصر وتونس التى لم تبد موقفا واضحا حتى الآن. فى المقابل،قال السفير بشار الجعفرى مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة، إن بلاده مصممة على المضى فى طريقها فى مواجهة الجماعات المسلحة، مشيرًا إلى أن هذه الجماعات هى التى وقفت وراء مقتل الصحفى الفرنسى. وأوضح دبلوماسيون أنه على الرغم من وجود أغلبية واضحة فى المجلس الذى يتألف من 15 عضوا لصالح تأييد مشروع القرار العربى الأوروبى، الذى قدمه المغرب واصلت روسيا معارضتها لمشروع القرار. ومع حق النقض (فيتو)، يمكن لموسكو منع أى قرار فى المجلس وقد استخدمت هذا الحق بالفعل، مع الصين، فى شهر أكتوبر الماضى لحماية حليفتها سوريا - المستورد الرئيسى للأسلحة الروسية - من كل شكل من أشكال النقد. وفى جلسة خاصة مغلقة، قدم المغرب مشروع قرار يحمل بصمة ألمانية ويشبه إلى حد بعيد اقتراح الجامعة العربية ويدعو الحكومة السورية الحالية إلى التنحى لإجراء إصلاحات ووضع حد للعنف الذى راح ضحيته بالفعل 5400 شخص. ويدعو أيضا إلى فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى سوريا. من جهته، وصف فيتالى تشوركين السفير الروسى مشروع القرار بأنه «مخيب للآمال» وعارض فرض حظر على الأسلحة. وكانت روسيا سلمت سوريا فى الآونة الأخيرة طائرات مقاتلة بقيمة 564 مليون دولار بالإضافة إلى وجود قاعدة استراتيجية للبحرية الروسية فى سوريا. ميدانيا، قتل 102 شخص من بينهم ستة أطفال وأربع نساء برصاص الأمن والجيش السورى فى قصف نفذته دبابات الجيش النظامى لبلدتى القورية والطيانة. يأتى ذلك بعد يوم جمعة دام شهد مظاهرات متفرقة فى جمعة غضب تحت شعار «جمعة الدفاع عن النفس». كما شنت السلطات حملة اعتقالات عشوائية هى الأعنف منذ بدء الاحتجاجات، أفضت إلى اعتقال 600 شخص فى حماة وحدها، وبدأ الجيش عمليات اعتقال واسعة فى مدن عدة بريف دمشق. وشهدت مدينة حلب، ثانى كبرى المدن السورية، سقوط 12 قتيلاً فى تظاهرة بحى المرجة، فى تطور لافت بهذه المدينة التى لم تشهد من قبل تحركات احتجاجية. وقال نشطاء إن أفراد ميليشيات موالية للرئيس السورى قتلوا عشرة أشخاص فى مدينة حلب المركز التجارى والصناعى الرئيسى فى سوريا بعد تفجر مظاهرات مطالبة بالديمقراطية فى المدينة التى شهدت أشهرا من الهدوء. وأطلقت قوات الأمن النار على تجمع كان يطالب بتنحى الأسد، فى حى المرجه القبلى هى الأعنف فى المدينة خلال الانتفاضة التى بدأت قبل عشرة اشهر ضد حكم عائلة الاسد المستمر منذ 41 عاما. وتقع حلب قرب الحدود مع تركيا وظلت على الهامش خلال الانتفاضة، حيث يحتفظ رجال الدين الذين عينتهم الحكومة فى حلب وطبقة التجار السنة المؤثرين بعلاقات مع الأسد الذى ينتمى الى الطائفة العلوية الشيعية. من جانبه، قال مؤمن كويفاتيه نائب رئيس تنسيقية الثورة السورية فى مصر إن اقتحام السفارة السورية فى القاهرة أمر عفوى من شباب سورى يتعرض أهلهم للقمع والقتل منذ بداية الثورة. يذكر أن العشرات من أبناء الجالية السورية كانوا قد اقتحموا مقر السفارة وعبثوا بمحتوياتها وحطموا واجهتها الزجاجية احتجاجا على استمرار قمع المتظاهرين فى بلدهم. وقاموا بإنزال صورتى الأسد وابنه ودهسوها بالأحذية ورفعوا علم الاستقلال، واستولوا على عدد من المستندات والوثائق الخاصة بالسفارة. وفى سياق آخر، صرح مصدر مطلع فى لبنان بأن المهندسين الإيرانيين الخمسة الذين اختطفوا فى سوريا الشهر الماضى نقلوا إلى شمال لبنان.