لاتزال علاقة المثقف والسلطة متوترة بعد قيام ثورة 25 يناير التي مثلت الأمل للمثقفين في تنفس الصعداء لمزيد من حرية التعبير وأن يصبح المثقف أكثر فاعلية في المجتمع فبرغم الاهتمام بوجود المثقفين باللجان والمجالس السياسية المتنوعة مثل تشكيل لجنة من الدكتور جابر عصفور والكاتب الصحفي سعيد اللاوندي وآخرين للتعاون مع وزارة التربية والتعليم لاقتراح كتب جديدة يتم تدريسها لطلبة المدارس كذلك المشاركة في خلال استكتاب العديد من المثقفين الذين تم اقصاؤهم من الظهور والتعبير عن آرائهم مثل الراحل إبراهيم أصلان باليوم السابع والدكتور حسن طلب بالأهرام كذلك زاد الاهتمام بكتابات الروائي إبراهيم عبدالمجيد وإفراد المزيد من المساحات له مما مكنهم لتقديم ثورة الميدان بشكل أكثر نضوجا للقراء الذين لم يشاركوا بالميدان ولا يتابعون سوي الأخبار السريعة التي تنقلها كاميرا الفضائيات وقلم محرري الأخبار بالصحف الأمر الذي حرك قطاعا ليس بالقليل من المجتمع. من أهم الشخصيات الناقد والشاعر شعبان يوسف الذي استكتبته مجلة «روزاليوسف» وجريدة «الشروق» ليقدم آراءه حول حال المثقفين في ظل الثورة وأدوارهم بقلم ناقد لاذع لا يجامل أحداً إضافة لإلقائه الضوء علي أعلام الثقافة بين الحين والآخر في مواجهة التيار الإسلامي الذي اجتاح البرلمان مؤخراً. إضافة لتحمس عدد كبير من المثقفين للنزول لأهالي القري والمحافظات لتوعيتهم كالدور الذي قام به الروائي أحمد أبوخنيجر بأسوان حيث كان يعقد لقاءات مفتوحة علي القهوة الشعبية لمناقشة أحداث الثورة والتوعية الانتخابية وتوجيه المطالبات الفئوية لحسن استخدام حقهم في المطالبة بالتغيير. كان لتكوين ائتلاف الثقافة المستقلة وائتلاف شباب التشكيليين أثر مهم في الشارع المصري من واقع أن الفنون البصرية هي الأكثر سهولة ويسر في التعبير والوصول للناس ففعالية «الفن ميدان» الشهرية التي يقيمها ائتلاف الثقافة المستقلة ويرعاها في عدد من المحافظات الأخري استطاع أن يستقطب فئات عديدة من المجتمع وخاصة الفئة البسيطة لقضاء يوم فن متنوع من حيث مشاهدة معرض الصور الفوتوغرافية والكاريكاتير واستمتاع أطفالهم بالرسم والتلوين علي الأرض وتحريك الماريونيت علي خلفية الفرق الغنائية والموسيقية المستمرة طوال اليوم علي المسرح بساحة قصر عابدين. أما شباب التشكيليين فلقد كان فاعلاً بوضوح في ميدان التحرير بالجرافيتي الذي نفذه علي الأرض أمام هارديز بمساحة كبيرة وأخري في مقابل المتحف المصري بمساحة أقل بالإضافة للجرافيتي الذي نفذوه بميدان طلعت حرب محيطا بالتمثال علي الأسفلت كما كان أتيليه الشارع للفنان التشكيلي محمد عبلة أثراً مهماً في التعبير عن الثورة علي الجدران المختلفة وصناديق الكهرباء بشوارع وسط البلد. وأخيراً تم تشكيل جبهة الإبداع المصري التي شكلتها أطياف متنوعة من التشكيليين والمثقفين والسينمائيين والمسرحيين وغيرهم من الفنانين وذلك في مواجهة تقييد حرية الإبداع التي صرح بها البعض من التيارات الدينية المختلفة إلا انه كانت أبرز الاشتباكات بين المثقفين والسلطة كان اتهام الناشر محمد هاشم أحد مؤسسي حركة «أدباء وفنانون نحو التغيير» وأهم داعمي الثوار بالتحريض علي التخريب وأخيراً اعتقال الشاعر سعد أحمد دوقة لاتهامه بإحراق المجمع العلمي المصري. فلايزال الموقف مأزوما بين السلطة وتفعليها لدور المثقف الذي مازال يسيطر عليه فكر الهيمنة والاستبداد.