لم يصدر المجلس الأعلي للقوات المسلحة حتي الآن قرارا باعتبار يوم 25 يناير عيداً وطنيا لجمهورية مصر العربية ويوم عطلة رسمية تعطل فيه جميع مصالح الدولة وهيئاتها وتحتفل فيه جماهير الشعب المصري العظيم بسقوط الحكم الفرعوني الاستبدادي وقيام حكم الشعب ودولة الدستور والقانون.. وكذلك لم يقم المجلس الأعلي للقوات المسلحة بوصفه وكيلاً عن الشعب المصري ومفوضاً عنه لإدارة المرحلة الانتقالية باتخاذ أي قرار بشأن تنظيم الاحتفالات بثورة 25 يناير وكل ما فعله قبل أيام هو استدعاء وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وبحث ترتيبات تأمين احتفالات الذكري الأول لقيام الثورة .. وتأخر المجلس الأعلي في الاحتفاء بأهم حدث وطني في تاريخ مصر القديم والحديث أمر لا يتصف بالذكاء والحنكة السياسية.. وأنا أقول هذا الرأي وأنا واحد من ملايين الأغلبية التي تقف في صف القوات المسلحة المصرية وتؤيد المجلس الأعلي وتساند حكومة الدكتور الجنزوري.. ولكني أقول رأيي من منطلق: «إن صديقك من صادقك.. وليس من صدقك».. فيقيني أن القوات المسلحة المصرية كانت ولا تزال وسوف تظل هي قارب النجاة الوحيد للوطن في مواجهة أي عواصف أو أعاصير أو أزمات سياسية.. وأن ما حدث من أخطاء وخطايا من بعض عناصرها في ماسبيرو والتحرير وشارع قصر العيني هو أمر غير ممنهج وليس جزءاً من سياسة في التعامل مع المدنيين.. ونحن بشر نصيب ونخطئ.. وقادة المجلس الأعلي مثلنا.. فإذا اختلف البعض منا معه فلابد وأن يكون خلاف الرأي في إطار الاحترام المتبادل.. وفي إطار تقدير الظروف التي يعيشها الوطن.. وتقدير المخاطر التي تستهدفه.. فلا يمكن تجاهل الاعترافات المعلنة والمنشورة لرئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق التي يعترف فيها باختراق مصر واستهدافها.. وهناك واقعة الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل.. وخبر القبض علي المدعو ثروت غريب شديد في أحداث قصر العيني وهو صاحب مكتب دعاية وإعلان يحمل الجنسيتين الايرلندية والانجليزية ووجد لديه مبلغ 10 ملايين دينار عراقي ومستندات تحويلات مالية من الخارج.. إضافة إلي اعتراف 83 من المقبوض عليهم في احداث شارع قصر العيني بأن هناك من دفع لهم مقابل المشاركة في أحداث التحرير وإلقاء المولوتوف علي المنشآت العامة تماما مثلما حدث في موقعة الجمل يوم 8 فبراير قبل سقوط المخلوع مبارك.. ونعود ونؤكد علي ضرورة وأهمية أن يبادر المجلس الأعلي للقوات المسلحة إلي أصدار قرار باعتبار يوم 25 يناير عيداً وطنياً لمصر يحتفل به كل المصريين.. عاشت الثورة.. وعاش شباب مصرالعظيمة.. والمجد والخلود للشهداء والمصابين.