المصري بطبيعته مسلماً كان أو مسيحياً «وسطي» أي أنه لا يحب التعصب أو التطرف خاصة في معاملاته مع الناس. فتحت جلد كل مسلم هناك دم مسيحي وتحت جلد كل مسيحي هناك دم إسلامي وذلك لأن مصر واحدة للجميع ويتعايش علي أرضها الجميع فهي جسر بين الأديان وبين الشعوب وبين الثقافات فلا يستطيع فريق ان يقصي فريقا آخر وإلا مزق ثوب الأمة، فهذه الدعوات التي ظهرت بألا يُعيد المسلم علي المسيحي في الأعياد المسيحية هي دعوات خارجة عن الزمان والمكان وواقع مصر المعاش بين أفراد الشعب المصري الواحد. نحييِّ هنا فتوي أمانة الفتوي بدار الافتاء بقيادة المفتي المستنير الشيخ علي جمعة التي سريعاً ما تصدت لهذه الدعوات التي تريد أن تقصي الآخر أقل ما يقال إنها غير لائقة، فالأديان تعلمنا الوسطية وقيم المودة والمحبة بين الناس خاصة ان الشعب تداخل في بعضه البعض، في العمل في الجيرة في المواصلات في الجامعة في المدرسة وأيضاً في السراء والضراء. إن دعوات كهذه تجعل أغلب المصريين و العالم ينفر من قائليها، إن مصر تحتاج اليوم لروح المسامحة والمودة بين مواطنيها، فهذه هي روح مصر والتي من أجلها خرجت الجموع في الثورة واختلطت دماء المسلمين بالمسيحيين رافضة أي انقسام أو فتنة مفتعلة، فليتعلم أصحاب هذه الدعوات الدرس. إن الشعب المصري كله أيد واحدة.