كتبت فريدة محمد ومي زكريا وإنجي نجيب وعمر علم الدين رغم حالة عدم الاستقرار واستمرار التظاهرات في عدد من الميادين العامة تنشط جماعة الاخوان المسلمين بقوة في الدوائر استعدادا للمعركة الانتخابية حيث شكلت فرق عمل لتعريف الجماهير بأماكن دوائرهم الانتخابية وحرصت الجماعة علي تجنيد عدد كبير من الشباب لتعريف الجماهير بكيفية الانتخاب علي المقاعد الفردية والقائمة. وحمل شباب الاخوان عددا من أجهزة اللاب توب التي يخزن عليها أسماء الناخبين في كل دائرة ولجانهم التصويتية وحرصوا علي الحصول علي أرقام هواتف كل من يتعرف منهم علي لجنته الانتخابية تمهيدا لتكون أداة للوصول للناخبين عبر هواتفهم ومطالبتهم بدعم مرشحي الجماعة. وقال صبحي صالح القيادي بحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين: إن الحديث عن تأجيل الانتخابات ولو لساعة واحدة يخدم أعمال الشغب والعنف مما يهدد الاستقرار الذي يجب أن تتمتع به الدولة وهذا هو السبب الحقيقي للتحركات الاخوانية الرامية الي المساعدة علي إجراء الانتخابات. وأضاف صالح: «لا يجب أن تتوقف الاستعدادات للانتخابات البرلمانية بسبب ميدان التحرير أو غيره من الميادين لأننا نرفض ان تتأثر مصلحة الدولة وندرك جيدا أن الهدف مما يحدث هو تفكيك الدولة ووصولها لمرحلة التآكل والتخديم علي مسلسل التخريب ونقول لمن يخشون عدم وصولهم للبرلمان القادم: لن تدخلوا الجنة بالوصول للبرلمان القادم ولابد من انقاذ البلاد من حالة الفوضي المنظمة والاصرار علي رفض التشكيل الحكومي الذي يستهدف تنفيذ مخطط الفوضي. وفي سياق متصل رفضت أحزاب الجبهة الديمقراطية والمصري الديمقراطي الاجتماعي والمصريين الأحرار تأجيل الانتخابات لاجل غير مسمي وجاء ذلك ردا علي المبادرة التي طرحتها الحركات السياسية الرافضة لاجراء الانتخابات في الوقت الحالي ومنها الجبهة الحرة للتغيير السلمي وحركة 6 إبريل. وأشاد حزب البناء والتنمية الجناح السياسي للجماعة الاسلامية بمد فترة التصويت الانتخابي ليومين بدلا من يوم واحد وقال نصر عبدالسلام رئيس الحزب: إن مد الفترة سيحفز الجماهير علي المشاركة بشكل أوسع وسيساعد علي التأمين الجيد للعملية الانتخابية. ورفض عبدالسلام ما اسماه المطالبات بابعاد المجلس العسكري عن السلطة خاصة بعد موافقته علي خارطة الطريق التي أعلنتها القوي السياسية وطالبت بها منذ أشهر محذرا في ذات الوقت من الدعوة لتأجيل الانتخابات البرلمانية. فيما حذرت الجبهة الحرة للتغيير السلمي المجلس العسكري مما اسمته الاستمرار في استفزاز الثوار وعدم الاستجابة لمطلب تشكيل حكومة انقاذ وطني برئاسة د.محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقالت الجبهة في بيان اصدرتها بصفتنا معتصمين أمام مجلس الوزراء فكل الخيارات مفتوحة لتطوير الاعتصام بشكل يساعدنا علي انتزاع حقوقنا. ودعت الجبهة جميع الاحزاب الرافضة لتأجيل الانتخابات الي التلاحم مع الجماعة الوطنية المتوافقة في ميدان التحرير علي نصرة الثورة والشهداء، وتشكيل حكومة انقاذ وطني كاملة الصلاحيات عبر وثيقة رسمية تضمن ذلك. وتابع البيان ادارة العملية الانتخابية ستقوم بها حكومة د.عصام شرف المخلوعة من الميدان مما يجعل الانتخابات غير نزيهة بشكل مسبق لأن شرف بات خصما سياسيا لجميع الثوار المرشحين علي المقاعد البرلمانية. اللافت أن الجبهة دعت القوي الثورية المعتصمة وأهالي الشهداء ومصابي الثورة للنزول والمشاركة في جميع ميادين التحرير غدا في مليونية نقل السلطة وحكومة الانقاذ. لم تجد الاحزاب التي كانت قد قررت تعليق حملاتها الانتخابية لدعم مطالب ثوار ميدان التحرير إلا أن تعاود نشاطها وتستمر بحملاتها الانتخابية بعد مشاورات، من جانبها أعلنت الكتلة المصرية التي تضم احزاب المصريين الاحرار والمصري الديمقراطي والتجمع مواصلة مرشحيها لحملاتهم الانتخابية في كل الدوائر بالمحافظات وتكثيف نشاطهم خلال الساعات القليلة المتبقية. وقال أحمد خيري عضو المكتب التنفيذي بحزب المصريين الاحرار إن أحزاب الكتلة شاركت في اجتماعات مع الاحزاب والقوي الثورية التي تواجدت بميدان التحرير خلال الايام الماضية وفي مقدمتها أحزاب تحالف «الثورة مستمرة»، وأضاف: وبعد مشاورات وجدنا أنه لا مفر من خوض الانتخابات بعد فشل محاولات اجتماع المجلس العسكري للاستماع لصوت العقل وتأجيل الانتخابات احتراما لرغبة أغلب القوي السياسية. وأكد عبدالغفار شكر وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي أن مرشحي تحالف الثورة مستمرة لم يعلقوا حملاتهم الانتخابية أثناء تواجدهم في الميدان باستثناء مرشحي ائتلاف شباب الثورة في دائرتي جنوب وشرق القاهرة، لافتا إلي أن الاحزاب تشارك في الانتخابات رغما عنها بعد الضغط الذي مارسه المجلس العسكري من إصراره علي اجرائها في موعدها وسط حالة الفوضي والانفلات الامني والاحتقان المتزايد داخل ميدان التحرير. كما أكد جورج اسحاق عضو المجلس القومي لحقوق الانسان والمرشح عن دائرة بورسعيد أنه لا مفر من المشاركة في الانتخابات بعد فشل محاولات القوي السياسية في اقناع المجلس العسكري بالاستجابة لمطالب الثوار في تأجيل الانتخابات التي لن تفرز مجلسا شرعيا يمثل ثورة 25 يناير.
