في الوقت الذي ينتظر فيه خلال ساعات أن تصوت لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة علي مشروع قرار يدين الانتهاكات الإنسانية في سوريا خلال ساعات واصل نظام الرئيس السوري بشار الأسد قمعه للاحتجاجات ضد نظامه. وهاجم مندوب سوريا لدي الاممالمتحدة مشروع القرار الذي يدين حملة العنف التي تشنها الحكومة السورية منذ ثمانية أشهر علي المحتجين المطالبين بالديمقراطية ووصفه بأنه "اعلان حرب" علي دمشق. وأبلغ السفير السوري بشار الجعفري اللجنة التي تضم الدول الاعضاء بالاممالمتحدة وعددها 193 دولة "هذا المشروع قدم في اطار اعلان حرب سياسية واعلامية ودبلوماسية علي بلدي." وينص مشروع القرار علي أن اللجنة "تدين بشدة استمرار الانتهاكات الخطيرة والمنظمة لحقوق الإنسان من جانب السلطات السورية. ونقلت وكالة فرانس برس عن مندوب ألمانيا في الأممالمتحدة قوله عند تقديم مشروع القرار ان "حصيلة القتلي تتزايد" و"المهم ان تواصل الاسرة الدولية الرد علي هذه الفظاعات اليومية"، موضحاً ان القرار يرعاه اكثر من 60 دولة في العالم من بينها دول عربية كالسعودية والاردن وقطر والمغرب. وقال دبلوماسيون ان تركيا اعربت عن دعمها ولكن مصر وزعت رسالة قالت فيها انها تعترض علي القرار وسوف يحث القرار سوريا علي تنفيذ خطة للجامعة العربية تدعو الي وقف العمليات العسكرية ضد المدنيين والسماح بدخول مراقبين اجانب الي البلاد. عربياً، كشفت مصادر مطلعة ل«روزاليوسف» ان الجزائر طلب من الامانة العامة ضرورة الاخذ بالتعديلات والملاحظات التي أرسلتها دمشق الي الامانة العامة والتعديلات علي مشروع بروتوكول اللجنة العربية المكلفة بتقصي الحقائق في سوريا ، وأوضحت المصادر ان الجزائر طالبت الامين العام بضرورة اخذ تلك الملاحظات السورية في الحسبان ونوهت المصادر الي انه علي الرغم من ان الجزائر ارسلت مذكرتها قبل صدور بيان الامانة العامة المعلنة فيه رفض تعديلات سوريا علي مشروع البروتوكول الا ان الامين العام اصدر بياناً يعلن فيه رفض الجامعة واللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية للتعديلات السورية علي مشروع البروتوكول . كما كشفت المصادر ان نبيل العربي سوف يجتمع بالمعارضة السورية بالجامعة العربية للاتفاق علي آليات عمل المرحلة المقبلة في سوريا . في السياق ذاته اجري الامين العام لقاء مع وفد من المعارضة السورية ضم كلاً من الشيخ طلال التركاوي رئيس الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية ود محمود كيلاني ود باسل الكويفي وبحث خلال اللقاء آليات عمل المعارضة في المرحلة المقبلة وكيفية تمثيل المعارضة لسوريا في الجامعة العربية ميدانياً، طوقت قوات الجيش والأمن السوري أمس حي البياضة بمدينة حمص بوسط البلاد، وقال ناشطون: إن حي البياضة تعرض للقصف بقذائف صاروخية, وأشاروا أيضا إلي أن تعزيزات عسكرية تقدر بثلاثين سيارة دخلت إلي القصير، بينما تجوب مصفحات حي الخالدية وتطلق النار عشوائيا علي المنازل. كما اكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن 20 مدنيا قتلوا أمس الأول برصاص الأمن السوري، فيما استمرت المظاهرات المطالبة بحماية دولية، موضحة أن معظم القتلي سقطوا في مدينة حمص التي تتعرض منذ أسابيع لحملات عسكرية وأمنية متعاقبة أودت بحياة مئات المدنيين وفقا لناشطين ومنظمات حقوقية سورية. ليرتفع بذلك عدد قتلي الاحتجاجات في سوريا، إلي أكثر من 4500 شخص معظمهم من المدنيين فيما، يشير موقع إلكتروني متخصص بإحصاء عدد القتلي الذين قضوا علي أيدي قوات الأمن السورية والجيش، إلي مقتل أكثر من 4050 مدنياً علي الأقل، في حين سقط أكثر من 450 آخرين من العسكريين. وبحسب الموقع فقد بلغ عدد القتلي من الأطفال حوالي 290 طفلاً، فيما قتلت حوالي 200 امرأة وفتاة، مشيراً إلي أن مدينة حمص شهدت أعلي نسبة من القتلي السوريين، حيث بلغ عدد القتلي فيها ما يقارب 1600 شخص، بينما عرفت مدينة السويدء في أقصي جنوب سوريا أقل نسبة من عدد القتلي بلغت أربعة قتلي بينهم عسكري. في سياق آخر، صرح دبلوماسي عربي بأن السفارة السعودية في سورية طلبت من دمشق معلومات حول ملابسات مقتل أحد مواطنيها في محافظة حمص المضطربة. وقال مصدر دبلوماسي ، في بيروت: إن السفارة السعودية لديها معلومات أن مواطنها حسين بن بندر بن خلف العنزي دخل إلي سورية عبر المطار لزيارة شقيقاته،متوقعاً أن يؤثر الحادث علي العلاقات المتوترة بين الرياضودمشق ، خاصة لحدوث ذلك بعد أيام من تعرض السفارة السعودية في دمشق لهجوم من قبل سوريين موالين للنظام.