كتب - كريم صبحي وهبة فرغلي ومحمد فرج ونسرين صبحي وأسامة رمضان ومحمد هاشم وأميرة حسن ومحمد شعبان استمرت المناوشات امس لليوم الثالث علي التوالي بين المتظاهرين بميدان التحرير وقوات الأمن المركزي والتي اسفرت عن مزيد من الاصابات بحالات اغماء نتيجة الاختناق بالغاز من القنابل المسيلة للدموع، بينما حاولت مدرعات من الجيش الوقوف بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي من الجانب الآخر داخل شارع محمد محمود لمنع الاشتباكات بينهم. انتشرت بين المتظاهرين أقنعة واقية يتم بيعها في الميدان بسعر 10 جنيهات للقناع الواحد للتغلب علي مشكلة الغاز المسيل للدموع، وشكل المتظاهرون بأجسادهم ممرًا لعبور «الموتوسيكلات» بهدف نقل المصابين بحالات الاختناق من الغاز الموجود بالشوارع الملاصقة للجامعة الأمريكية إلي المستشفي الميداني أمام «كنتاكي». وبلغت أعداد المصابين داخل المستشفي الميداني حتي عصر امس 180 مصابًا اغلبها حالات اختناق بالغاز والرصاص المطاطي في الرأس والوجه وانحاء متفرقة من الجسم، في حين تم نقل 3 حالات حرجة إلي المستشفيات علي عربات الإسعاف الموجود داخل الميدان.. ولم يشهد الميدان نصب الخيام باستثناء 4 خيام في الصينية الموجودة وسط الميدان لبعض المتظاهرين غير المنتمين لأي تيارات سياسية. فيما تسبب إلقاء القنابل المسيلة للدموع بغزارة فجر أمس في اشعال الشقة الكائنة في العقار رقم 174 بشارع التحرير والذي يحتوي علي معمل تحميض صور، واتهم المتظاهرون الأمن بمنع عربات الدفاع المدني «المطافئ» من الدخول إلي العقار لاطفاء النيران، مبررين ذلك بأن الأمن خشي علي السيارات من أي محاولات هجوم. وفي الإطار نفسه تسببت القنابل في اشعال أحد محال مستلزمات الكمبيوتر في العقار رقم 172 وصاحبه يدعي إسكندر الذي قال إن الخسائر التي لحقت به تقدر ب15 ألف جنيه. وشهد ميدان التحرير وتفريعاته الرئيسية في شارعي محمد محمود من باب اللوق وشارع الشيخ ريحان والمؤدية لمبني وزارة الداخلية تمركز الأمن المركزي تعاونه عناصر الشرطة العسكرية التي استهدفت تأمين مبني وزارة الداخلية وصد أي محاولات للاختراق، وعندما استشعر المتظاهرون الخطورة بدأت عمليات الطرق علي أعمدة الانارة والاسوار الحديدية المحيطة بالميدان لتنبيه المتظاهرين علي اطراف الميدان البعيدة عن بؤرة الأحداث للانضمام في مواجهة هجمات الأمن المركزي الخاطفة. وفي محاولة منه لاحتواء عمليات التصعيد تدخل إمام مسجد عمر مكرم الشيخ مظهر شاهين معلنًا عقده اجتماعًا مع عدد من ممثلي القوي السياسية بالميدان وممثلي الائتلافات بالمسجد وتمخضه عن تشكيل لجنة لإدارة الأزمة قررت دعوة عضو ممثل عن المجلس العسكري وآخر عن وزارة الداخلية لاحتواء الموقف يتفق عليه كل الاطراف بهدف حقن الدماء وعدم تأزيم الموقف. وأعلن الوصول إلي اتفاق بتشكيل لجنة إدارة أزمة تظل في قلب الميدان لاحتواء المستجدات، بناءً علي الاتفاق الذي أمكن التوصل إليه برضا وقبول كل الاطراف. فيما أعلنت وزارة الصحة في بيان لها أمس أن اجمالي حالات الوفاة جراء أحداث ميدان التحرير حتي عصر أمس بلغ 23 حالة وفاة و667 مصابا خلال الأيام الثلاثة الماضية. وأكد البيان أن عدد حالات الوفاة في اليوم الاول حالتان احداهما في الاسكندرية وفي اليوم الثاني وصلت حالات الوفاة إلي 20 حالة وفاة بالاضافة الي 667 مصابا تم علاج 149 منهم في مكان الحادث و47 مصابا بالعيادات المتنقلة منهم 27 حالة جراحة و20 حالة باطنة بالاضافة الي 471 مصابا تم نقلهم للمستشفيات منهم 110 حالات إلي مستشفي المنيرة العام و139 قصر العيني و4 حالات لمستشفي الدمرداش وحالتان بقصر العيني الفرنساوي و83 حالة بمستشفي أحمد ماهر وثلاث حالات بمستشفي شبرا العام و79 حالة بمستشفي الهلال و33 حالة بمستشفي معهد ناصر و16 حالة بمستشفيات التأمين الصحي. ومن جانبه أكد الدكتور هشام شيحة وكيل وزارة الصحة للطب العلاجي وجود 89 مصاباً يتلقون العلاج الآن بالمستشفيات منهم 10 في حالة حرجة. وأكد الأطباء المعالجون أن الداخلية مساء أمس الأول اعتدت عليهم وقذفت العيادات بالقنابل المسيلة للدموع واعتدت عليهم بالضرب بالعصي وقام الأطباء بنقل العيادات إلي مكان آخر داخل الميدان. وأضاف الأطباء إن متوسط حالة الاختناق خلال ساعتين تصل إلي ما يقرب من 80 حالة ما بين إصابات بطلق بالخرطوش واختناقات بالقنابل المسيلة للدموع. وانتشرت فرق متطوعة من المتظاهرين ترتدي الكمامات المنقية للهواء من الغازات الخانقة تعمل علي رد قنابل الداخلية وإلقائها علي الأمن المركزي مرة أخري يبلغ عدد هؤلاء المتطوعين إلي ما يقرب من 60 متطوعًا بالفعل نجحوا في التصدي لقنابل الأمن المركزي وردها عليهم مرة أخري. وتنتشر فرق أخري من اللجان الشعبية التي تم تشكيلها بعفوية تامة تجمعوا بالمصادفة ويقومون بجمع القمامة من الميدان وجمع مخلفات للطعام والأكياس وبقايا الطوب والحجارة التي استخدمت في المواجهات مع الداخلية. وردد المئات في مسيرات داخل الميدان من أعلي كوبري قصر النيل هتافات وشعارات تعالت في أركان الميدات: «أنا مش جبان أنا مش جبان أنا ميت ميت في الميدان» وطالبوا في هتافاتهم بالحرية والعدالة الاجتماعية ونددوا بسوء تعامل الشرطة مع الشعب.
