صديقي العزيز إبراهيم خليل رئيس تحرير روزاليوسف اليومية تحية طيبة وسلامة واحتراما وبعد: هناك مثل شعبي شهير: «تعرف فلان؟ أعرفه! هل عاشرته.. لا: إذن حضرتك لا تعرفه. ومن هذا المنطلق أقول لك إنني أعرفك جيدًا لأنني «عاشرتك» منذ شهر إبريل الماضي عندما بدأت أكتب يوميا في جريدة «روزاليوسف» بناء علي دعوة كريمة منك واتفقت علي عدم تقاضي أي مقابل، بل أكتب من منطلق الحب والوفاء لجدتي صاحبة المجلة، ويا له من شرف كما أن مؤسسة «روزاليوسف» تمر بأزمة مالية صعبة والكتابة فيها مجانًا تدل علي أن «الحفيد» متضامن مع القائمين علي أمرها حتي تجتاز الصعاب التي تتعرض لها، وخلال معرفتي بك اكتشفت ثلاث صفات جميلة فيك: 1 شخصية قوية لكنها مهذبة استطاعت اجتياز المرحلة التي أعقبت ثورتنا العظيمة، وكان فيها عواصف ورعد وبرق، وتعرضت خلالها لمكائد عدة نجحت في التصدي لها بفضل شخصيتك غير التقليدية. 2 حماس شديد لأسرة صاحبة الدار، وهذا يدل علي وفاء نفتقده اليوم، واعترف أمام الجميع بأن الكتابة في «روزاليوسف» حلم كنت أظن أنه لن يتحقق إلا في المشمش، لكنه بتشجيع منك تحول إلي واقع.. فشكرًا لك.. وأرجوك أن ترجع إلي عنوان مقالي: مليون شكر مهداة مني لحضرتك. 3 وقبل أن أنتقل إلي الاعتذار عن عدم الاستمرار في الكتابة لسبب أعتقد أنك ستوافقني عليه أقول إنك تستحق تعظيم سلام لأنك لم تشطب لي كلمة واحدة خلال هذه الأشهر الستة، أو ال170 مقالاً قصيرًا التي كتبتها تحت عنوان «ضمير الناس»، رغم أنني أراهن أنك كنت تختلف في بعض ما أكتبه ولكنك أثبت أنك ليبرالي بحق. أول صحيفة من 63 سنة وبعد مليون شكر أنتقل إلي سبب الاعتذار، حيث ستصدر خلال أيام قليلة أول جريدة يومية للتيار الإسلامي، وهذا حدث جديد لم يكن موجودًا في عالم الصحافة من قبل، وآخر صحيفة يومية للإخوان أغلقها النقراشي باشا بعد حل الجماعة سنة 1948م، وها هي تعود من جديد بعد 63 سنة تحت اسم «الحرية والعدالة» وهو ذات اسم الحزب الذي تصدر عنه والذي أنشأه الإخوان ودوري هناك مهم فأنا أكتب عمودًا يوميا وبالإضافة إلي تحقيقات صحفية.. وحماسي كبير لهذه التجربة لأنني أحلم لها بأن تكون إضافة حقيقية للصحافة المصرية، مستقلة قدر الإمكان عن الحزب الذي تصدر عنه، تقدم لغة جديدة بعيدًا عن الاستقطاب والتعصب الذي نشهده حاليا. وتعبر بالفعل عن إسلامنا الجميل.. ولاشك أنك توافقني علي أهمية إنجاح هذه الجريدة بتلك العقلية التي تحدثت بها وأتمني أن تكون مفتوحة لكل الآراء والاتجاهات.. ويا سلام لو كتبت عندنا. أما جريدتي «روزاليوسف» فإن صلتي بها قائمة ولن تنقطع سواء بالكتابة من حين لآخر، أو التواصل بأصدقائي هناك، وهم كثر والحمد لله، أو وضع نفسي تحت تصرف كل الصحفيين في هذا المكان، وحتي هؤلاء الذين لم يتم تعيينهم بعد، لأن نقابة الصحفيين التي أتشرف بأن أكون في مجلس نقابتها تضع نفسها في خدمة كل أصحاب الأقلام.. والصغير قبل الكبير.. هكذا أفكر.