روسيا تفرج عن سفينة مصرية محملة ب 63 ألف طن قمح بعد احتجازها أكثر من شهر    البنك المركزي المصري يصدر قواعدا جديدة لتملك رؤوس أموال البنوك وعمليات الإندماج والاستحواذ    الاقتصاد الأمريكي يضيف 175 ألف وظيفة في أبريل ومعدل البطالة يرتفع إلى 3.9%    «المركزي للتعمير» ينفذ محور الخارجة/ سوهاج بطول 142 كم    موظفون ب ميتا ينتقدون تحيز الشركة ضد المحتوي الداعم لفلسطيني    بعد الانتصار على التعاون، ماذا يحتاج الهلال للفوز بالدوري السعودي؟    غيابات مؤثرة تضرب بايرن ميونخ قبل مباراته أمام شتوتجارت    برشلونة يوافق على انتقال مهاجمه إلى ريال بيتيس    العناية الإلهية تنقذ شابا انقلبت سيارته في ترعة يالغربية (صور)    فيلم السرب.. أحمد السقا يوجه الشكر لسائق دبابة أنقذه من الموت: كان زماني بلوبيف    المؤتمر الدولي لكلية الألسن بجامعة الأقصر يعلن توصيات دورته الثالثة    تخصيص 8 مكاتب لتلقي شكاوى المواطنين بالمنشآت الصحية في الوادي الجديد    آصف ملحم: الهجمات السيبرانية الروسية تجاه ألمانيا مستمرة .. فيديو    الروس والأمريكان في قاعدة عسكرية واحدة .. النيجر على صفيح ساخن    أمين القبائل العربية: تأسيس الاتحاد جاء في توقيت مناسب    طليعة المهن    إعفاء 25% لطلاب دراسات عليا عين شمس ذوي الهمم من المصروفات الدراسية    علاء نبيل: لا صحة لإقامة دورات الرخصة C وهذا موعد الرخصة A    هل تتكرر قصة تشافي؟ توخيل: هذا ردي بشأن الاستمرار مع بايرن    استقبال حافل من جمهور مني الشاذلي لأبطال فريق الجودو.. فيديو    مدير مشروعات ابدأ : طرح مشكلات المستثمرين على موقع المبادرة وحلّها لإتمام أنشطتهم    ميكانيكي يشعل النار في أرض زراعية بأسوان بسبب خلافات جيرة    ضبط ربع طن فسيخ فاسد في دمياط    تشيع جثمان عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف    بالإنفوجراف.. 8 تكليفات رئاسية ترسم خريطة مستقبل العمل في مصر    الأمين العام للأمم المتحدة: أشعر بالصدمة إزاء مقتل الصحفيين في حرب إسرائيل على غزة    إلهام شاهين تحتفي بماجدة الرومي بعد إحيائها حفلا بقصر عابدين: نورتي بلدك الثاني    باتمان يظهر في معرض أبو ظبي للكتاب .. شاهد    في تكريم اسمه |رانيا فريد شوقي: أشرف عبد الغفور أستاذ قدير ..خاص    دعاء يوم الجمعة عند الغروب.. استغل اليوم من أوله لآخره في الطاعات    بالصور| انطلاق 10 قوافل دعوية    رغم تحذيرات دولية.. هل تقتحم قوات الدعم السريع الفاشر؟    حسن بخيت يكتب عن : يا رواد مواقع التواصل الإجتماعي .. كفوا عن مهاجمة العلماء ولا تكونوا كالذباب .. " أليس منكم رجل رشيد "    حبس 9 أشخاص على ذمة التحقيقات في مشاجرة بالمولوتوف بين عائلتين ب قنا    مُنع من الكلام.. أحمد رزق يجري عملية جراحية في "الفك"    تنفيذ إزالة فورية لتعدٍّ بالبناء المخالف بمركز ومدينة الإسماعيلية    الصحة: تكثيف الرقابة على أماكن تصنيع وعرض وبيع الأسماك المملحة والمدخنة    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    موعد بدء امتحانات الصف الخامس الابتدائي آخر العام 2024 محافظة القليوبية    أخبار الأهلي : اتحاد الكرة يعلن عن تطور جديد في أزمة حسين الشحات ومحمد الشيبي    انتظروا الشخصية دي قريبًا.. محمد لطفي يشارك صورة من كواليس أحد أعماله    محافظ الغربية يهنئ البابا تواضروس بعيد القيامة    في اليوم العالمي وعيد الصحافة.."الصحفيين العرب" يطالب بتحرير الصحافة والإعلام من البيروقراطية    الشكاوى الحكومية: التعامُل مع 2679 شكوى تضرر من وزن الخبز وارتفاع الأسعار    الاستعدادات النهائية لتشغيل محطة جامعة الدول بالخط الثالث للمترو    بواسطة إبراهيم سعيد.. أفشة يكشف لأول مرة تفاصيل أزمته مع كولر    خطيب المسجد الحرام: العبادة لا تسقط عن أحد من العبيد في دار التكليف مهما بلغت منزلته    المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم    المنتدى الاقتصادي العالمي يُروج عبر منصاته الرقمية لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    دليل السلامة الغذائية.. كيف تحدد جودة الفسيخ والرنجة؟    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    إصابة 6 سيدات في حادث انقلاب "تروسيكل" بالطريق الزراعي ب بني سويف    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاية 280 متراً كادت تتسبب في إشعال مصر
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 12 - 10 - 2011

بالصور والمستندات نرصد أزمة منزل مواطن يدعي معوض يوسف المعروف بكنيسة المريناب المريناب..
حكاية 280 متراً كادت تتسبب في إشعال مصر
كادت نار الفتنة الطائفية تشعل مصر بعد أحداث ماسبيرو الأخيرة التي ترجع جذورها لأحداث كنيسة المريناب بأسوان.. تلك الكنيسة التي كانت عبارة عن منزل قديم لأحد المواطنين ويدعي معوض يوسف ثم تم تحويله لكنيسة وهو ما تسبب في بعض الاحتقانات ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل المضيفة أو الكنيسة التي لا تتخطي مساحتها 280 متراً يمكن أن تشعل مصر كلها؟ روزاليوسف تجيب عن التساؤل وترصد بالصور والوثائق حكاية هذه الكنيسة وكيف بدأت وتصاعدت الأزمة؟ بدأت الأزمة في ظهر جمعة 30 سبتمبر الماضي حين تمكنت قوات الشرطة العسكرية والمدنية من احتواء الأزمة التي افتعلها أحد الشباب الأقباط بقرية المريناب بمركز ادفو شمال أسوان بعد قيامه بإشعال النيران في إطارات السيارات والأخشاب الموجودة داخل أحد المخازن بجوار المضيفة. إبراهيم برسي رئيس القبائل العربية بادفو الذي أشار إلي أن أحد الأشخاص الأقباط قام بإنشاء هذه المضيفة في عام 1988 وأراد في ذلك الوقت تحويلها إلي كنيسة، لكن رفض أهالي القرية من المسلمين تنفيذ ذلك وظل الأمر هكذا إلي أن قام هذا الشخص منذ أشهر قليلة وفي شهر رمضان تحديداً ببناء قباب علي المضيفة واستقدام جرس وصليب لوضعهما عليها.
وقام صاحب المضيفة بكتابة كنيسة الشهيد مار جرجس علي المضيفة ما دفع أهالي القرية من المسلمين الذين يتجاوز عددهم ال5 آلاف شخص وأيضاً الأقباط الذين لا يتجاوزون العشرين فرداً برفض ذلك تماماً وقبل صاحب المضيفة هذا القرار وتمت الموافقة علي إزالة القباب وقام بالفعل بإزالة جزء منها ولكن ماطل في تنفيذ الباقي، وتردد بين الشباب المسلمين من أهالي القرية أن صاحب المضيفة ينوي إعادة استكمال القباب، ولكن لتنفيذ هذا المخطط افتعل شاب قبطي آخر أزمة اليوم بإشعال النيران في المخزن واعتقد الجميع أن الشباب المسلمين قاموا بإحراق الكنيسة، لكن اتضح أمر الشاب القبطي وتم السيطرة علي الحريق وحدثت مشادات بين الشباب المسلم والقبطي.
ومن جانبه رفض محافظ أسوان مصطفي السيد في بيان صادر من محافظة أسوان ادعاءات بعض منظمات قبطية تعرض الأبرياء أو المساكن للاعتداءات سواء بالحرق أو الهدم علي خلفية الأزمة التي نشبت في قرية المريناب بادفو بعد قيام أحد الأقباط بمخالفة القرار الذي صدر في 2010 بإعادة بناء مضيفة علي مساحة 280 متراً والتي كانت في الأصل عبارة عن منزل قديم للمواطن معوض يوسف الذي تم تحويله إلي كنيسة ما تسبب في احتقان وإثارة أهالي القرية منذ شهر، موضحاً أنه بناء علي الشكوي التي تقدم بها أهالي المريناب تم إحالة هذه المخالفات للنيابة العامة لمحاسبة المقصرين وضعاف النفوس الذين تلاعبوا في استخراج الترخيص خاصة أن الكثافة السكانية لا تسمح بإقامة كنيسة علماً بأن أقرب كنيسة تقع علي بعد 2 كم فقط بمنطقة الحاج زيدان، وأردف المحافظ بأنه تم احتواء الموقف حين ذاك من خلال اتفاق الجلسة العرفية التي انتهت الي استنكار القيادات الكنسية هذه المخالفة ووعد القائمين علي بناء المضيفة بهدم الجزء المخالف من خلال أحد المقاولين الأقباط.
وأضاف محافظ أسوان أن تباطؤ هذا المقاول في هدم الجزء المخالف تسبب في إعادة الاحتقان مرة أخري حيث توجه مجموعة من شباب القرية للمشاركة في هدم هذه المخالفات والتي وجهت من جانب المقاول من خلال قيامه بإشعال النيران في إطارات السيارات وأخشاب من مخزنه المجاور للمضيفة لمنع وصول الشباب إليها، مؤكداً أنه علي الفور قامت أجهزة المحافظة وقوات الأمن بالسيطرة علي الموقف لمنع حدوث أي اشتباكات بمشاركة القيادات الدينية والشعبية وهو الذي ساهم في عدم نشوب مصادمات وبالتالي عدم حدوث أي إصابات من الجانبين، وأوضح مصطفي السيد أنه وافق علي طلب من الإخوة الأقباط علي إعادة بناء مضيفة تستخدم كدار للمناسبات، لكن فوجئ الجميع بحدوث مخالفات في البناء بزيادة ارتفاع الحوائط إلي 13 متراً بدلاً من 9 أمتار، مع بناء عدد من القباب أعلاها لتأخذ شكل كنيسة دون وجود تراخيص لها ما تسبب في هذا الاحتقان.
وطالب محافظ أسوان جميع قوي المجتمع بوقف تأجيج الفتنة بين أبناء الوطن الواحد من خلال استغلال بعض الأحداث الفردية وتحويلها إلي قضية رأي عام للحصول علي مكاسب شخصية، مؤكداً أن المحافظة حريصة علي احترام دور العبادة والمقدسات المسيحية والإسلامية دون أي تفرقة خاصة في ظل العلاقات الودية بين المحافظة والكنيسة ساهمت في احتواء العديد من الخلافات بين أبناء الوطن الواحد وسط تفهم من جميع التيارات والفئات في المجتمع الأسواني.. وأضاف المحافظ أن المحافظة قدمت خلال السنوات الأخيرة جميع التسهيلات والدعم لتطوير وتوسعات الكنائس والأديرة ومنهم دير الأنبا سمعان بأسوان والشهير بدير الأنبا هدرا، وأيضاً دير الأنبا باخوميوس الذي يقع علي مسافة 2 كم غرب المريناب والدير يتكون من أربعة هياكل، ويرجع مبني الدير للقرن الرابع الميلادي وهو يحظي باهتمام من المحافظة حيث تمت الموافقة من قبل علي جميع طلبات الكنيسة بخصوصه.
كما أكد محافظ أسوان أنه ليس طرفاً في الموضوع وأنه تم تشكيل لجنة تقصي حقائق من مجلس الوزراء للوقوف علي ملابسات أزمة المريناب، بجانب أنه تم تحويل ملف القضية بالكامل للنيابة العامة للتحقيق في مخالفات لمحاسبة المقصرين في ذلك.
وقد رصدت حقائق وخلفيات ما تردد حول هذه الكنيسة من مشاكل تعود إلي عام 1988 بعد قيام أحد الأقباط الذي يعمل بمجلس قروي المريناب بادفو قد قام ببناء منزل عبارة عن مبني خرساني من 3 أدوار وقام بتوصيل المرافق لها من مياه وكهرباء ثم كتب عليها مضيفة ودار عبادة، ولكن في ذلك الوقت اعترض الأهالي علي جعل المضيفة دار عبادة وظل الأمر هكذا إلي أن قام في شهر رمضان الماضي، كما يقول خالد أبو زيد المرينابي أحد القيادات بإدفو، صاحب المضيفة ببناء قباب واستقدام جرس وصليب لوضعهما علي القباب بهدف تحويلها إلي كنيسة تحت مسمي "كنيسة الشهيد مار جرجس بالمريناب ولكن هذا التصرف غير المبرر لقي رفضاً شديداً حتي من الأقباط أنفسهم وأكدوا هذا الرفض أمام مأمور المركز خاصة أنه يوجد علي بعد 1 كم من المضيفة كنيسة أخري بنجع الحاج زيدان بالحصايا، وتجدر الإشارة إلي أن الأقباط داخل القرية الذين لا يتجاوز ال20 فرداً يعملون أغلبهم بالتجارة وعلاقتهم طيبة جداً بأهالي القرية من المسلمين، ومن ثم اتجه الأهالي إلي الشرطة والأمن حيث اتضح أن صاحب المضيفة يوجد لديه مستندات تدل علي موافقة الإدارة الهندسية بمجلس مدينة ادفو علي إقامة الكنيسة استصدرها في عام 2010، ولكن تأكد بعد مواجهة الفنيين والمهندسين الموقعين علي الموافقة أن هذه التوقيعات مزورة وليس لها أساس من الصحة واعترف صاحب المضيفة بذلك وقرر أن يخرج من القرية بلا رجعة، لكن رفض الأهالي ذلك وقرروا تواجده بالقرية علي أن يقوم بإزالة القباب من أجل عدم إحداث أي فتنة طائفية، وتولي الأمن الموضوع وتم إصدار قرار من مجلس المدينة بإزالة المضيفة لأنها تعتبر بناء بدون ترخيص.. وتم السيطرة علي الأزمة وإخماد نار الفتنة بالكامل حالياً.
من جانبه نفي عبد الفتاح زغلول رئيس مركز ومدينة إدفو أن تكون الأزمة قد وصلت إلي حد فتنة طائفية بين أهالي القرية، مؤكداً التزام الجانب القبطي بالوعود التي اتخذوها سابقا بإزالة القباب المبنية أعلي الكنيسة، نظرا لعدم وجود أي صفة كنسية للمضيفة.. وأضاف عبد الفتاح زغلول أن أقباط القرية أبلغوه بأنهم يعملون بالفعل علي إزالة هذه القباب وفي حالة انتهائهم منها بشكل نهائي سيخطرونه بذلك، نافين ما تردد حول رفض عملية إزالة هذه القباب.
ومن جانب أخر يشير محمد هلاوي أحد القيادات الطبيعية بقرية المريناب بادفو إلي أنه سمعنا أن عدداً من وسائل الإعلام قام بالتناول الخاطئ لهذه الأزمة، ولكن الحقائق هي ما تم ذكره، وعلمنا أيضاً قيام نحو 300 فرد أو يزيد بالتجمهر أمام مجلس القضاء العالي وكتبوا شعارات «لا لإحراق الكناس» خاصة في المريناب بإدفو، ونحن ندعو لضرورة تحري الدقة الكاملة خاصة فيما يخص العلاقة بين المسلمين والأقباط لعدم إحداث أي فتن طائفية تهدف إلي زعزعة أمن واستقرار الوطن خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.
في حين نفي أهالي قرية المريناب بإدفو أن يكون لأي تيار إسلامي شأن أو دخل من قريب أو بعيد في الأزمة بين مسلمي وأقباط القرية بشأن إقامة كنيسة بالقرية، أكد الأهالي أن الاعتراض علي بناء الكنيسة جاء من أهالي القرية دون أي تحريض من أي جهة.
كما أكد عدد من أهالي قرية المريناب مسرح الأحداث بمدينة ادفو من المسلمين أنهم طالبوا البابا شنودة وقيادات الكنسية بالحضور إلي القرية لمعاينة الأوضاع علي الطبيعة للوقوف علي حقيقة وجود كنيسة من عدمه، وأكدوا أيضاً أنه لا توجد اي أوراق تثبت أن المبني كنيسة وأن المبني عبارة عن منزل مكون من طابقين ومملوك لشخص يدعي معوض يوسف وأن المالك باع قطعة الأرض للأنبا «هدرا» مطران أسوان.. مشيرين إلي أن تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للجنة العدالة الوطنية بمجلس الوزراء التي قامت بزيارة قرية المريناب مساء أمس الاثنين لمعاينة موقع المبني المراد تحويله إلي كنيسة والذي تسبب في الأزمة يشير إلي أن الكنيسة موضع النزاع ليس لها وجود وان معاينة مجلس المدينة تمت بناء علي الإحلال والتجديد الصادر لكنيسة دير الملاك بمنطقة خور الزق بالرديسية شرق النيل والتي تبعد عن مدينة ادفو بنحو 35 كيلو مترا وليس الموقع موضع الخلاف بقرية المريناب .. كما التقت اللجنة أيضاً عدداً من أهالي القرية من الأقباط والمسلمين ومسئولي الوحدة المحلية للوقوف علي حقيقة الأمر.
وطالب نجيب نصيب مرشد سياحي (فرنسي) بضرورة محاسبة المتسببين في هدم الكنيسة، وكذا محاسبة المحرضين علي إحداث الفتنة بين أبناء الوطن الواحد من المسلمين والمسيحيين.. واتفق معه في ذلك بشري ذلك والذي طالب المجلس العسكري بضرورة اتخاذ الإجراءات الحازمة ضد المحرضين.
ومن جانب آخر ووسط حالة من الترقب ينتظر أهالي قرية المريناب بادفو ما ستسفر عنه الساعات القليلة القادمة لانتهاء المهلة المحددة لإزالة مخالفات مبني مضيفة المسيحيين الذين يقولون إنها كنيسة وليست مضيفة.. ونتابع ونرصد المفاجآت المتتالية في هذه الأزمة التي أثارت حولها العديد من الأقاويل خاصة فيما يتضح من التلاعب الذي حدث بمستندات الوحدة المحلية لمدينة ومركز ادفو التي اعتبرها الأهالي هي الأساس في إشعال الأزمة ما دفع محافظ أسوان مصطفي السيد لإحالة هذه المخالفات للنيابة العامة لمحاسبة المقصرين وضعاف النفوس الذين تلاعبوا في إجراءات استخراج رخصة الهدم والبناء.. وتتضح المفاجأة الأولي في ظهور طلب تقدم به القمص مكاريوس بولس مجلع راعي كنيسة مار جرجس لتعديل الرخصة من توصيف كنيسة إلي مضيفة وهو ما يعني معه إمكانية إلغاء الرخصة واستخراج رخصة جديدة طبقاً للقانون المنظم لذلك.
والمفاجأة الثانية كانت في حقيقة المستندات التي تقدم بها القمص أساساً في عام 2009 حيث تقدم بطلب ترميم للكنيسة، مخالف لتوصيف المبني كمسكن يبعد عن المضيفة تماماً، وطبقاً لسير الطلب كان من المفترض كما يؤكد محمد موسي صادق احد قيادات مركز ادفو أن يتم الرد عليه مباشرة إلا أن ذلك لم يحدث حيث أوصت الإدارة الهندسية بالهدم حتي سطح الأرض، مضيفاً بأن الإدارة الهندسية لم تعاين الموقع واكتفت في ذلك بتقرير أحد المكاتب الاستشارية، وأن الوحدة المحلية وافقت وأرسلت مذكرة بذلك للسكرتير العام للمحافظة التي أحالها للمستشار القانون لاتخاذ الرأي فيها، وانتهي الأمر عند استخراج رخصة هدم ثم بناء ليفاجأ الجميع بأنها كنيسة وليست مضيفة، ويتفق معه خالد أبو زيد من قيادات القرية الذي أشار إلي أن إقامة كنيسة داخل قرية عدد أقباطها لا يتعدي 20 فرداً غير معقول، بجانب أن هناك كنيسة تبعد 2 كم فقط بنجع الحاج زيدان وليس من المعقول الإصرار علي شيء يأخذنا إلي طريق الخلافات.
وقال المرشد السياحي نجيب نصيف منسق الوقفة الاحتجاجية بأسوان التي شهدتها الأيام الماضية علي أن الأحداث التي شهدها ماسبيرو تأتي كنتيجة لعدم الإسراع في تلبية مطالب الأقباط التي يتمثل أهمها في الموافقة والبدء في بناء كنيسة المريناب بادفو التي كانت السبب الرئيسي في إشعال فتيل الأزمة الحالية منذ 30 سبتمبر الماضي، لافتاً إلي أن عدم تحقيق هذا المطلب أدي إلي حدوث احتقان لدي الأقباط ليس في أسوان فقط ولكن بمختلف محافظات مصر ما دفعهم إلي الانفجار نتيجة التجاهل وفعل أي شيء حتي وصل الأمر لدرجة حمل السلاح وإطلاق أعيرة نارية علي الغير ومن هذا المنطلق نطالب بضرورة تلبية مطالب الأقباط بأسرع وقت ممكن حتي يتسني معه القضاء نهائياً علي عدم حدوث أي فتنة طائفية بين المسلمين والأقباط في مهده.
وفي بادرة لتهدئة الأوضاع بقرية المريناب بمركز ادفو التي تشهد أحداثاً من المشادات والفتنة بين الأقباط والمسلمين قام 8 شبان من أهالي القرية من المسلمين مساء اليوم بتسليم أنفسهم لأجهزة الأمن بمحافظة أسوان وذلك لبدء التحقيقات حول ما تردد عن مشاركتهم في القيام بأحداث عنف علي خلفية إزالة كنيسة المريناب بادفو، وجدير بالذكر أنه تردد اليوم أيضاً عن قيام أجهزة الأمن باعتقال مجموعة من الشبان بتهمة تورطهم في القيام بأعمال عنف وشغب وتحريض كذلك لإثارة الشغب والفتنة يوم الجمعة الماضي بمريناب ادفو..
وأكدت القيادات الشعبية والطبيعية بقرية المريناب وعلي رأسهم خالد أبو زيد المرينابي وعلي مرزوق أن هذه المبادرة في المقام الأول لتهدئة الأوضاع والتأكيد علي عدم المساس بالإخوة الأقباط والوقوف بحزم أمام أي متاجرة أو مزايدة بإحداث البلبلة والفوضي وإثارة الفتن بين أبناء مصر بمسلميها وأقباطها، وأشاروا إلي أنهم ينتظرون أن يقوم الإخوة الأقباط بتقديم عدد مماثل من الشباب القبطي إلي جهات التحقيق، لتحديد المحرض الفعلي والرئيسي لإشعال الفتنة.
ومن جانب آخر قررت نيابة ادفو تحت إشراف المستشار بهاء الوكيل المحامي العام لنيابات أسوان إخلاء سيبل 8 من المتهمين من أهالي قرية المريناب بادفو علي خلفية أحداث الجمعة الماضي بعد تقديم بلاغ رسمي من قبل مواطنين مسيحيين يتهمونهم في إحراق وهدم كنيسة المريناب حيث قررت النيابة إخلاء سبيلهم بكفالة 500 جنيه علي ذمة التحقيقات.. وفي سياق متصل استمر اعتصام العشرات من المسيحيين أمام ديوان عام محافظة أسوان لليوم الثالث علي التوالي للمطالبة ببناء كنيسة المريناب، كما قام المعتصمون مساء أمس بقطع الطريق أمام ديوان عام المحافظة ووضعوا الأحجار والحواجز الحديدية لمنع مرور السيارات وسط إجراءات أمنية مشددة لمنع اي محاولات لاقتحام مبني المحافظة، وأقام المعتصمون منصة أمام المحافظة وأحضروا مكبرات الصوت وأدوا الترانيم المسيحية الأغاني الوطنية بمشاركة شباب ائتلاف الثورة.
وتقع قرية المريناب علي مساحة 500 فدان وتضم 4 نجوع فرعية وقام ائتلاف القبائل العربية بادفو بتشكيل لجان شعبية لحماية الأقباط داخل قرية المريناب بمركز ادفو علي مدار 24 ساعة متواصلة.. صرح بذلك إبراهيم برسي رئيس ائتلاف القبائل العربية بادفو الذي أشار إلي أن اللجان الشعبية تضم نحو 400 شخص من أبناء قرية المريناب ويقومون بحراسة جيرانهم الأقباط منذ مساء الأحد 9 أكتوبر الحالي إلي أن تهدأ الأوضاع وذلك حتي لا يعتدي عليهم احد، وأضاف إبراهيم برسي أن أعضاء الائتلاف وأبناء القرية قاموا بتهدئة المواطنين الثائرين، مشيراً إلي أن الائتلاف سيعقد اجتماعاً صباح غد الاثنين داخل القرية للبدء في إبرام إجراءات الصلح بين المسلمين والأقباط وإنهاء الأزمة الحالية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.