انتصار ومحمد محمود يرقصان بحفل قومي حقوق الإنسان    قومي حقوق الإنسان يكرم مسلسل بدون سابق إنذار (صور)    استقرار سعر سبيكة الذهب اليوم وتراجع عيار 21 الآن الأحد 9 يونيو 2024    مع عودة البنوك.. سعر الدولار مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية الأحد 9 يونيو 2024    استقرار سعر الحديد والاسمنت بسوق مواد البناء اليوم الاحد 9 يونيو 2024    السعودية تبعد 300 ألف شخص من مكة لعدم حملهم تصاريح الحج    أستاذ علوم سياسية يحدد مطالب المواطنين من الحكومة الجديدة    بايدن: العمل مستمر حتى الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين    «لا أعلم مصيري».. نجم الجونة يكشف مفاجأة بشأن مفاوضات الزمالك    «علشان يدفعوا غرمات».. ميدو يسخر من استحواذ لاعبي الأهلي على الإعلانات    طارق العبدلي : النتيجة أهم من الأداء بتصفيات كأس العالم    طارق قنديل: النظام سر نجاح الأهلي.. وشعبية الخطيب لها تأثير كبير    رئيس مكافحة المنشطات يكشف آخر تطورات أزمة رمضان صبحي    صبحي يهنئ منتخب الخماسي الحديث لتتويجه ب 14 ميدالية ببطولة العالم    موافقة بشروط، بوادر انفراجة بين الزمالك وخالد بو طيب    أمريكي عمره 31 عاما.. من هو مدرب برايتون الجديد    «تخلص منه فورًا».. تحذير لأصحاب هواتف آيفون القديمة «قائمة الموت» (صور)    الأرصاد: موجة حارة جديدة بداية من الثلاثاء تستمر لأيام عيد الأضحى    خلال ساعات، محافظ قنا يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية 2024    اليوم، مغادرة آخر أفواج حجاج الجمعيات الأهلية إلى مكة المكرمة    ضبط عاطل أصاب 5 أشخاص بطلق خرطوش في كفر الشيخ    أول تعليق من شقيق صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا صعايدة وهناخد حقنا بالقانون    ليلى عبداللطيف تكشف حقيقة توقعها بأن أول يوم عيد الأضحى سيكون حزينًا جدًا على مصر (فيديو)    محمد سعد عبد الحفيظ:اللوبى الصهيونى يتحكم فى صناعة المحتوى الإعلامى الغربى    وزير الصحة يوجه بسرعة توفير جهاز مناظير بمستشفى الضبعة المركزي    الصومال: مقتل 47 إرهابيا خلال عملية عسكرية بمحافظة جلجدود    إصابة 6 أشخاص إثر تصادم سيارة مع تروسيكل فى القنطرة غرب بالإسماعيلية    تحرير 40 مخالفة تموينية فى حملة على المخابز والمحال والأسواق بالإسماعيلية    عمرو أديب: عملية تحرير الإسرائيليين فاشلة بكل المقاييس وعليها علامات استفهام    ليلى عبداللطيف تكشف لأول مرة حقيقة توقعها سقوط طائرة الرئيس الإيراني (فيديو)    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. حماس: مقتل عدد من المحتجزين الإسرائيليين بالنصيرات.. استقالة 8 مسئولين أمريكيين احتجاجا على سياسة بايدن بشأن غزة.. وروسيا: العالم العربى يحترم حقوق الإنسان    وزير التعليم الفلسطيني: تدمير 75% من جامعاتنا والمدارس أصبحت مراكز للإيواء    حظك اليوم برج العذراء الأحد 9-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الميزان الأحد 9-6-2024 مهنيا وعاطفيا    وزيرة الثقافة تُعلن انطلاق الدورة السادسة من«مواسم نجوم المسرح الجامعي» وتُكرم عددًا من نجومه    تشيس أوليفر.. أصغر مرشح لرئاسة أمريكا ينتقد ترامب وبايدن وحرب غزة    هل بدأت إثيوبيا في توليد الكهرباء من سد النهضة؟.. عباس شراقي يُجيب    جوازة فستك.. سفاح التجمع يدلي بأقوال خطيرة في التحقيقات | انفراد    جامعة المنوفية تشارك في مبادرات "تحالف وتنمية" و"أنت الحياة" بقوافل تنموية شاملة    فضل صيام العشر من ذي الحجة 1445.. والأعمال المستحبة فيها    الأحد أم الاثنين؟.. الإفتاء تحسم الجدل رسميا بشأن موعد عيد الأضحى 2024 في مصر    نواب: ضرورة اهتمام الحكومة الجديدة بالملف الاقتصادى والإصلاح السياسى    وكيل صحة الشرقية يتفقد سير العمل بمستشفى أبو كبير المركزي    غادة عادل ل "فيتو": أهل الكهف أهم تجاربي السينمائية ويشهد عودتي للرومانسية    رئيس أذربيجان يدعو شيخ الأزهر لزيارة بلاده    أسماء أوائل الشهادة الابتدائية الأزهرية بشمال سيناء    محافظ الجيزة يتفقد مشروع طريق المنصورية    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة خلال مايو 2024    الإفتاء توضح حكم تجميع جلود الأضاحي ثم بيعها في مزاد علني بمعرفة جمعية خيرية    وزير الأوقاف: الأدب مع سيدنا رسول الله يقتضي الأدب مع سنته    لترشيد استهلاك الكهرباء.. تحرير 142 مخالفة عدم التزام بقرار الغلق للمحلات    العمل: تشريع لحماية العمالة المنزلية.. ودورات تدريبية للتعريف بمبادئ «الحريات النقابية»    وزيرة خارجية إندونيسيا تستقبل السفير المصري بجاكرتا    صور.. بيان عاجل من التعليم بشأن نتيجة مسابقة شغل 11114 وظيفة معلم مساعد فصل    «الإفتاء» توضح فضل صيام عرفة    جولة مفاجئة.. إحالة 7 أطباء في أسيوط للتحقيق- صور    «التضامن»: تبكير صرف معاش تكافل وكرامة لشهر يونيو 2024    إصابة 11 فلسطينيًا خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم عقبة جبر بالضفة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يسري الجندي: اكتفينا بالأوبريتات والأغاني السخيفة للرئيس المخلوع

ستة أفلام مصرية فقط هي حصيلة السينما المصرية عن حرب أكتوبر وظهرت إلي النور بدعم من الجيش ليقتصر هذا الحدث العظيم بعد ذلك علي مجرد حفلات سنوية للرئيس المخلوع تتضمن أوبريتات وأغاني هايفة لا تجسد هذا النصر الكبير مكتفية بنسب هذا النصر إلي شخص الرئيس. «روزاليوسف» استطلعت آراء النقاد والمؤلفين والمخرجين عن الأعمال الفنية التي جسدت أحداث أكتوبر والدور الذي لعبته السينما المصرية منذ نكسة 67 حتي يوم النصر.. فماذا قالوا؟! أكد الكاتب يسري الجندي أن السينما تحديدًا أخطأت في حق الإنجاز العسكري الذي حدث في انتصار أكتوبر المجيدة وقامت بتتفيهه من خلال أعمال سينمائية متواضعة ولم يقدم أي فيلم ذي مستوي عال يليق بنصر أكتوبر في هذا اليوم ولا أقصد الإساءة لأحد من صناع هذه الأفلام التي انتشرت في هذه الفترة ولكن لي رأي مختلف وأري أن نصر أكتوبر كان يحتاج قرارًا عسكريًا وقتها يلزم تقديم عمل سينمائي متكامل تعكف علي صناعته كتيبة من المؤلفين والمخرجين والمصورين خاصة أن وقتها كان مناسبًا خاصة أن الأسلحة كانت مازالت موجودة والقادة كانوا أحياء. ولكن ما تم تقديمه كان عبارة عن موضوعات اجتماعية لا تناسب قيمة الحدث والإنجاز العسكري المصري وبالرغم من أنه الإنجاز الأهم في العالم إلا أنه لم يتم تقديره في السينما بعكس الغرب الذين صنعوا أعمالاً ضخمة تخلد معارك بسيطة وأقل من عادية ولكن المصريين اكتفوا بعمل أوبريتات وحفلات ليالي التليفزيون التي يتم الاستعانة فيها ببعض الراقصات والراقصين ليقدموا أغاني سخيفة للرئيس السابق ويقوم هو «بالتطبيل» علي الكرسي ابتهاجًا بما يحدث من عبث وسخافة.. ولهذا أري أننا أسأنا لنصر أكتوبر بدلاً من أن نحتفي به واكتفينا بصناعة مأساة لابد أن يحاكم كل من شارك فيها وهي احتفالات اكتوبر من خلال كلام رخيص ونفاق. وأشعر بالحزن عندما اتذكر أن القدير عمار الشريعي شارك في هذه المهازل بدلا من أن يتم استغلاله في عمل عظيم يناسب الحدث وبالرغم من هذا كنت أتمني أن يقدم أعمالاً أخري بعيدًا عن هذا الخزي والعار الذي أساء لأكتوبر.
السيناريست بشير الديك أكد أنه عقب نكسة 67 ظهرت موجة الأفلام الكوميدية بهدف التخفيف عن الناس ورسم البسمة علي وجوههم وفي نفس الوقت إلهائهم عن أسباب الهزيمة كذلك قلت الرقابة علي الأفلام وسمحت بوجود مشاهد جنسية في السينما بشكل كبير وهذا لم يحدث في عهود سابقة وظهرت الأفلام التافهة وفي مقابل ذلك حدث انفجار بعد نصر 73 وظهرت الأفلام التي تنتقد ما حدث في 67 بحرية تامة وما كان يقوم به زوار الفجر لكن بعد سنة 1974 ووقف إطلاق النار والمفاوضات ومعاهدة السلام والانفتاح الاقتصادي ظهرت الأفلام التجارية لكن في المقابل كان لها هناك أفلام محترمة وقوية.
الناقد رفيق الصبان يري أن وضع السينما بعد نكسة 67 كان يركز علي الروح المعنوية للشعب المصري وهذا فسر ظهور موجة أفلام فؤاد المهندس وفي المقابل ظهر جيل من المخرجين قدموا نوعًا جديدًا يتمرد علي ما يحدث في مصر مثل علي بدرخان وسعيد مرزوق ويوسف شاهين وإن كانوا أخذوا فرصتهم الحقيقية في فترة السبعينيات من خلال أفلام مثل العصفور وزائر الفجر والكرنك بعد انتهاء عصر عبدالناصر وأضاف أن النكسة ولدت لدي الفنانين نوعًا من التمرد ومحاولة تغيير الواقع بعكس ما حدث بعد نصر 73 والتي لم تخرج عن إطار تمجيد الانتصار بشكل لا يتناسب مع حجم هذا الانتصار وهذا ما جعل الجيش يتوقف عن دعم الأفلام التي تدور حول رحلة البناء التي انتهت بهذا النصر العظيم حيث اقتصرت أفلام أكتوبر علي الأعمال الرومانسية التي يتم إقحام النصر فيها كما ظهرت أفلام المقاولات واعتقد إذا كانت هزيمة يونيو بمثابة «الكرباج» الذي أيقظ الفن فإن نصر 73 أسكر الفن وجعله في حالة عدم توازن بالرغم من أن تأثيره من المفروض أن يكون العكس.
أما الناقدة ماجدة خير الله فقالت أن المشكلة التي مرت بها السينما المصرية بعد حدوث النكسة تتمثل في قلة الإنتاج المصري حيث أغلقت أغلب الاستوديوهات المصرية مما دفع صناع السينما إلي الهروب للبنان والعمل مع العرب في أفلام هابطة، ولكن لم يمنع ذلك تواصل الحياة السينمائية والتي عبر الكثير بها عن فترة النكسة ولكن بشكل غير مباشر حيث قالت: «تم إنتاج عدد من الأفلام التي تعرضت لأسباب النكسة وما بعدها وزاد إنتاجها بعد نصر أكتوبر.. فقد تم إنتاج أفلام مثل «ثرثرة فوق النيل» و«الحب تحت المطر» و«الكرنك» الذي يعد من أهم الأفلام التي تحدثت عن فترة ما بعد النكسة ولكنه بالطبع تم تقديمه بعد الحرب بعدة أعوام.. أما النصر الخاص بأكتوبر فقد جاء سيل من الأفلام المرتبط بالموضوع بينما لم يوجد الجيد منها.. وأغلب الأفلام التي قدمت بعد أكتوبر كانت تدور أحداثها حول ما قبل الحرب أكثر من التي تدور أحداثها حول ما بعدها. لأن الناس يذكرون الألم أكثر من الفرح.
وبعد مشاركته في أفلام الحرب والنكسة يقول المخرج علي عبدالخالق: «لا توجد أفلام كثيرة عن حالة النكسة وقتها سوي فيلم «أغنية علي الممر» والذي كان يعكس حالة الجنود وقت الحرب، حتي أن الفيلم لم ينته بالنكسة، فقد انتهي بانتصار البطل (محمود مرسي) ووقوفه في وجه الدبابات كنوع من الاستمرار في المقاومة.. ولعل ما دفعنا لعدم الحديث بشكل كبير عن النكسة هو الألم والحزن الذي انتاب الشعب المصري وقتها. أما بعد حرب أكتوبر فقد توافد العديد من المخرجين لتقديم أعمال تعبر عن الفرحة خاصة الأفلام الستة التي تم إنتاجها بعد انتهاء الحرب بشكل مباشر، وقد كان هؤلاء المبدعون لا يسعون (لركوب الموجة) أو للكسب المادي ولكنهم كانوا يعبرون عن الحالة الوطنية حتي أنهم قاموا بالدخول في صحراء سيناء لتصوير المشاهد الطبيعية وقد كانت مليئة بالألغام ولم يتم تنظيفها بعد ولكنهم اهتموا بتعبير اللحظة.. وبعدها انهالت الأفلام التي تعبر عن الفرح التي تعبر عن الفرح الذي يعيشه الشعب، ويجب أن أؤكد علي أن جميع المبدعين الذين قدموا هذه الأفلام قد كانت تحيط بهم حالة وطنية نفتقدها هذه الأيام.
المخرج داود عبدالسيد يري أن نكسة 67 أحدثت تأثيرًا سلبيًا علي السينما مثلما أثرت علي الناس وأصابتهم بالإحباط فقد نشط إنتاج القطاع العام للأفلام المأخوذة عن أعمال أدبية والتي لا تتكلف ميزانيات مرتفعة في ظل قلة مصادر الدخل القومي وحالة التقشف وانتشرت الأفلام التافهة ولم يسمح بأي قدر من الحرية لنقد النظام أو الحديث عن أسباب النكسة ولم يخرج في هذه الفترة سوي فيلمين يتحدثان عن الحرب والنكسة وهما فيلم «أغنية علي الممر» والذي توقف عرضه بعد أيام من وجوده في دور السينما والفيلم الثاني هو «ظلال علي الجانب الآخر» والذي يتحدث عن الهزيمة المعنوية التي أصابت الناس بعد فشل المشروع الناصري وظل الإحساس بالعجز موجودًا لأكثر من 20 عامًا حتي بعد نصر 1973 واتسمت هذه الفترة بقلة الإنتاج السينمائي.
وأضاف عبدالسيد أنه مثلما أثرت النكسة علي الفن فإن النصر أثر علي الفن أيضًا وبدأت بدعم الجيش للأفلام التي تؤرخ لأكتوبر دون النظر لمستواها الفني وقد توقف دعم الجيش بعد إنتاج خمسة أو 6 أفلام وبدأت تظهر أفلام تجارية تواكب فترة الانفتاح بجانب الأفلام التي تنتقد نظام عبدالناصر.
قال المخرج سمير سيف: «الفرق هنا أن مزاج الشعب بعد أحداث النكسة والحالة النفسية التي كان يمر بها البلد أدي إلي عدم إمكانية تقديم أعمال سينمائية تناقش ألم النكسة بشكل مباشر ولم يكن هناك سوي بعض الأفلام القليلة التي عرضت مأساة النكسة وأغلبها كان مأخوذا من قصص الكاتب نجيب محفوظ والذي عرض بعض المعاناة بالهزيمة ولكن من خلال قصص جديدة لا تعرضها بشكل مباشر وعن هذه الأفلام فيلم «ثرثرة فوق النيل» و«ميرامار» والتي كانت تعرض مشاكل المجتمع في هذا الوقت. بالإضافة إلي بعض الأفلام الأخري التي عرضت جانبًا عسكريا خفيفًا مثل «العصفور» ليوسف شاهين و«أغنية علي الممر» لعلي عبدالخالق و«أبناء الصمت» لمحمد راضي والتي سميت بسينما الغاضبين والذين عبروا عن استيائهم من الأوضاع بشكل شبه مباشر. أما بقية الأفلام فقد غلب عليها طابع «الحرية» في كل شيء من الثقافة وفي المشاهد الساخنة وكانت تتسم بالبعد عن الواقع لتحسين نفسية الشعب وإلهائه. وبالنسبة لحرب أكتوبر فقد عادت السينما لتعكس الواقع السياسي عن طريق مساندة القوات المسلحة بأفلام واقعية تم تصويرها خلال العبور، وقد كانت هذه الأفلام تعبر عن فرحة الشعب بأكتوبر حيث تم تقديم عدة أفلام عن الحرب مباشرة وهي «الرصاصة لاتزال في جيبي» و«الوفاء العظيم» و«بدور» وجاءت الأفلام التالية لها تحمل طابع الاجتماعية أكثر من الحرية حيث تم استخدام القصص الاجتماعية وتداخل النصر معها والحرب والاستشهاد وغيرها من الأمور الإنسانية التي مر بها الشعب المصري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.