اختارت محافظة الوادي الجديد، الثالث من أكتوبر، تاريخاً لعيدها القومي ، وهذا ليس ارتباطاً بأعياد أكتوبر، التي غمرت "مصر" منذ حرب أكتوبر 1973، والمحدد لها يوم 6 أكتوبر "العاشر من رمضان" الموازي في التاريخ الهجري. إلا أن 3 أكتوبر بالنسبة لمحافظة الوادي الجديد هو اليوم الأول الذي وصلت فيه "جحافل" التعمير بقيادة اللواء "الجغيلي" رحمه الله ، بقرار من الرئيس "جمال عبدالناصر" عام 1959 بتعمير هذه الأرض العظيمة التي تمثل 48.6% من أرض هذه المنطقة والتي تمتد من واحة "الفرافرة" شمالاً علي بعد 375 كيلو متراً جنوب غرب محافظة "الجيزة" وإلي الجنوب حتي حدودها مع " أسوان" ويحدها غرباً "ليبيا" وشرقاً كل من محافظات الصعيد " المنيا، أسيوط ، سوهاج ، قنا، والأقصر وأسوان ". هذه المحافظة التي تشمل مدن " الفرافرة، والداخلة، والخارجة، وباريس، وشرق العوينات، ودوش، وأخيراً توشكي " وهي أكبر تجمع سكاني جغرافي تاريخي بشري! ليس بعدد السكان، فعددهم حسب تعداد أخير لم يتعد المائتين وخمسين ألف نسمة، تصوروا نصف أرض مصر يعيش عليها ربع مليون مصري ومع ذلك يوجد بها أكثر من تسعين موقعاً أثرياً من الحضارة الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية من أشهر آثار مصر ، ولعل معبد "هيبس" في الخارجة ومعبد "دوش" في جنوب "باريس" ومقبرة "المذوقة" في "الداخلة" ومقابر " البجوات" المسيحية في "الخارجة" منذ عام 100 ميلادية! هذه المحافظة الشاسعة التي تحمل في باطنها أكبر مخزون للمياه الجوفية في "مصر" بل وفي منطقة الحزام الأصفر في إفريقيا كلها. كما تزخر أرض هذا المسطح من الوطن بأكبر كمية نخيل في مصر ، وتصدر أكثر من 85% من البلح في مصر ، هذه المحافظة التي تضم من أهم معالم الحياة المعاصرة منجم "أبو طرطور" للفوسفات وكذلك المصانع التي تركها القطاع العام، لتجفيف البلح والطماطم والبصل ، وفيها أكبر تجمع لأحواض تربية البط والديوك الرومي ، كما أنها تشمل مراعي كثيرة للبقر والجمال ، ولكن لا أعلم بالضبط كم عددها إلا أن البنية الأساسية في الوادي الجديد للاستثمار تشمل خامات تصلح لإنتاج الزجاج المسطح والأسمنت ، والحديد ، وأكبر تجمع لخامات أكاسيد النحاس في جنوبالوادي ، وفي شمالها بين "الداخلة ، والفرافرة خاصة في منطقة "غرب الموهوب" "وأبي منقار" . ولعل المياه المتفجرة في منطقة "بلاط" في واحة الداخلة ، هذه المياه البنية اللون تخرج بدرجة حرارة تزيد علي 40 درجة مئوية، ويقصدها السائحون الأجانب خاصة "الألمان" حيث كتبوا عنها في مراجعهم أنها تشفي من 13 مرضاً منها أمراض "الحصوة ، والبهاء " وهذا شيء أيضاً غريب! كما أن في "غرب الموهوب " و"حطة الشيخ رمضان " تتفجر المياه الجوفية دون حفر . وتزرع الطماطم والخضروات، ولكن للأسف الشديد لا تجد من ينقلها إلي الوادي القديم، ولعل المركز الحرفي الذي ساهمت شخصياً في إنشائه عام 1979 بمنطقة واحة "الباشندي" أثناء إعدادي لرسالة الدكتوراه في الفلسفة عن واحات مصر الغربية، مازال هذا المركز ينتج السجاد اليدوي والكليم والحصير، والملابس النسائية الواحاتية، وعلمت أخيراً بقدرات أهل هذه الواحة علي التصدير لمنتجاتهم الحرفية إلي دول أوروبية وأهمها "كندا". اليوم عيد محافظة "الوادي الجديد" كل سنة وكل أهلها طيبون ، وكل سنة وحكومة مصر الانتقالية في العسل نائمة!! حيث أراهن علي أن أحدهم (أعضاء الحكومة) يعلم شيئاً عن نصف مصر ! المسماة حكومياً محافظة "الوادي الجديد" للأسف!