منذ اللحظة الأولي لاندلاع ثورة 25 يناير رفض الإخوان المسلمون والسلفيون المشاركة فيها.. وأعلنوا بعد الاستخارة وفتح المندل، أن الخروج علي الحاكم حرام شرعا، ويجوز للحاكم في هذه الحالة أن يجلدهم أو يشويهم هو حر، مع أنهم لما طخوا السادات، خرجوا زرافات ونعامات وأعلنوا أن قتل الحاكم يجوز شرعا، والخارجة علي حسابنا كمان، يعني الحلال هو ما يرونه حلالا، والحرام هو كل من يختلف معهم، لأنهم أولياء الله علي الأرض، ويملكون الحقيقة المطلقة التي لاتقبل الشك، ومن شك.. فقد خرج من الدين كله، كما تخرج المعزة من بطن أمها ورفض معهم المجاهد رفعت السعيد، لأنه لايجوز التظاهر في عيد الشرطة، التي تحتفل كل عام بوضع المواطنين علي الخوازيق، بالإضافة إلي أن مافيش واحد عند أهله دم، كلف خاطره وعزم المجاهد علي كوباية، وقاله إيه رأيك يا أبوالكباتن.. نتظاهر؟! ولانقعد علي القهوة نلعب طاولة، ونبعت نجيب الأمن المركزي لحد عندنا، نحدفه بكام طوبة، وكل واحد يروح لحاله؟! ولبد الإخوان والسلفيون في الدره، يراقبون الموقف كالثعالب الصغيرة، لحد ما يشوفوا الحكاية هاتفلح وساعتها يرقعوا فتوي جديدة، بأن الثورة حلال وبنت حلال كمان، والا العيال دي هايعبوهم في أشوله، ويشحنوهم علي أمن الدولة، يعملهم فسيخ ورنجة، بينما أنشق العيال الثورجية علي أبوالمجاهدين رفعت السعيد، وقالوله مع السلامة يا أبوعمه نايلون، ونزلوا علي الميدان، وعندما بدأت الثورة تشتعل في مصر كلها، وبدأ الراجل اللي بيلعب في مناخيره، ينزل بطيارة الوطن في الرملة ويغرز فيها طلع الإخوان والسلفيون علي الميدان كل واحد حط ديل الجلابية في سنانه وقالك حي علي الجهاد.. ظهر الحق يا جماعة وطلعت الثورة شريفة وعفيفة، ولازم نناسبها وهيلا هيلا.. صلي ع النبي.. يامؤمن.. صلي ع النبي.. وظهرت للمرة الأولي الجلاليب والدقون في ميدان التحرير وهم يهتفون.. أرفع رأسك فوق أنت مصري، بس ياريت يا مؤمن ماترفعهاش قوي عشان تشوف صدر أختك المؤمنة يعني ارفعها نص رفعة، بدل ما نرفعها لك من علي اكتافك خالص. وعندما نجحت الثورة وصعدت فوق دم الشهداء والمصابين، والغريبة يا أخي أننا ما شفناش شهيد ولا مصاب من الإخوان أو السلفيين.. جايز عشان دي ناس مبروكة وربنا حارسهم، وخرج الراجل اللي بيلعب في مناخيره من القصر الجمهوري، إلي مستشفي شرم الشيخ، ومنها إلي القفص زيه زي تجار المخدرات.. وفي الوقت الذي انشغل فيه الثوار بتكوين ائتلافات متعددة وكل ائتلاف منهم واخد الميكروباص وطالع لوحدة طب خد أخوك معاك يقولك يركب الميكروباص بتاعه عشان ما نتلخبطش مع بعض، ويقعدوا بقي ينقونا زي الرز، وطلعت واحدة شرشوحة أعلنت نفسها أم الثورة وأم المصريين كمان وأي لطخ ما يسمعش كلامها، بالجزمة القديمة علي دماغه.. انشغل الثوار بالاختلافات حول ما ينبغي هدمه وليس حول ما ينبغي بناؤه؟! وكانت تلك اللحظة والفرصة الذهبية لأن ينط الإخوان والسلفيون علي الثورة، ويسحبوها إلي دقة زار سوداني، عشان يطلعوا العفاريت اللي علي جتتها، وهم يتطوحون ويهتفون.. الدور الدور الدور.. موعودة ياللي عليكي الدور. في البداية.. ظهر الدكتور صفوت حجازي.. وأعلن أنه الأمين العام لمجلس أمناء الثورة تقولش الأمين العام للجامعة العربية يا أخي، وبعدين مين اللي عينه أمين؟! وفين المجلس ده من أصله؟! لما الثوار كل شوية يخبطوا في بعض؟! وخطف ميكروباص الثورة وبدل ما يطلع علي الدائري، طلع بيه علي القرافة بعون الله، وأحمد منصور يهتف وراه.. كفنها وادفنها يا مولانا.. اكرام الثورة دفنها، ثم بدأت الحركات الإسلامية والسلفية، وفي حركة مفاجئة بفقع الثورة شلوت جامد لحد ما اتكومت علي الأرض، وشالوها علي اكتافهم وطلعوا جري علي الخرابة، وقالك شوف يامؤمن منك له.. لا مدنية ولا ليبرالية ولا علمانية ولا أي حاجة من بتوع الكفرة الفجرة.. دي إسلامية إسلامية حتي بالأمارة اسمها الحاجة فاطمة وزارت الكعبة ثلاث مرات قبل كده، واللي مش عاجبه يروح في داهية، بدل ما نجيب مصارينه الأرض بالصلاة علي النبي ومالوش دية، واحنا بقي هانفضل نبخر الثورة ونرقيها لحد ما تتطهر من النجاسة والعياذ بالله بلا تطور لا نيله ماله ركوب الحمير وأكل الفته والثريد، وتربية الدقون، علي الأقل تدفي صدرك في الشتا، وممكن تخبي فيها الفلوس اللي مخنصرها من المدام. وبدل ما تدفعنا الثورة للأمام، ونحاول أن نلحق بالحضارة بدأ الإخوان والسلفيون الذين لطشوا الثورة يعلنون صراحة.. أن المدنية والعلمانية تعني أن الناس تمشي عريانة وتكشف العورات، وما تعرفش مين الحمار اللي قاله كده، ولا هو شاف الكلام المنحط ده فين؟! واحد بقي منهم ويبدو أنه ابنه وأذكي إخواته قاطبة قالك العلمانية يعي نعبد البقر ونبقي مجوس؟! ياحلاوتك ياجمال.. خليت لاخواتك إيه؟! ده أنت مش عارف يا بعيد الفرق بين المجوس والهندوس، هاتعرف يعني إيه علمانية؟! وبعدين لما أنت واعي ونور قوي كده ماتطلع علي المجوس بتوعك دول وتفضل قاعد عندهم جايز يعبدوك هناك ياأبو دقن بيضا معطرة، ولاتروح أنت واخواتك تشتغلوا مع بتوع الأمر بالمعروف والنهي عن المبكر، وتاخد قرشين حلوين، علي الاقل ترحمنا من الجهل والاستعباط بتعاكم.. وبعدين يا مولانا.. هي ما تبقاش إسلامية إسلامية، إلا لو أخدنا العهد علي أيديكم المبروكة ونلبس الجلابية ونطلع علي المرشد نبوس إيده؟! ثم نطلع زحفا نحو المساخيط الفرعونية، ونكسرها بدل ما الناس يعبدوها؟! ويا شباب الثورة.. اتحدوا.. اختاروا لجنة تمثل كل الائتلافات، وألحقوا الثورة اللي سرقها الإخوان والسلفيون جايز تلحقوا منها إيد ولا رجل ولا حتي فشة.