الرئيس خلال لقائه ممثلى الإعلام الدولى: مطمئن على مصر ومستقبلها ليس لوجودى لكن بسبب شعبها الذى تزداد معدلات الوعى لديه كتب - أحمد قنديل وسط حضور متنوع من ممثلى الإعلام الدولى، وللعام الثالث على التوالي، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على عقد لقاء مع ممثلى الإعلام الأجنبى، على هامش فعاليات منتدى شباب العالم، حيث تناول اللقاء الموقف المصرى تجاه عدد من الملفات والقضايا المهمة. وأكد الرئيس السيسى خلال اللقاء، أن الدولة حريصة على التواصل مع الشباب وحركة المحافظين الأخيرة تعكس الاهتمام بتمكين الشباب وإعطائهم الفرصة لتولى المناصب فى المحافظات والوزارة، والشريحة العمرية التى تم اختيارها خلال السنوات الأخيرة يعكس إعطاء الفرصة لشبابنا، وذلك بعد أن انتهينا من إجراءات تأهيل الشباب للقيادة، مضيفاً أن هناك مزيدًا من التواصل مع الشباب ونقوم باختيار عناصر شبابية من الأحزاب حتى تستطيع هذه الأحزاب المنافسة والمشاركة، ونعمل أيضا فى دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة لإعطاء فرصة للشباب الذين يدخلون سوق العمل.
المصانع المتعثرة
وأضاف:»إننا نتعامل مع 5000 مصنع متعثر ونسقط مديونياتها ونسعى لمعالجة أسباب توقف هذه المصانع، وليست لدينا تحديات يمكن أن تعوق الدولة المصرية إلا الاستقرار، ونتحدث عن الذكاء الاصطناعى والثورة الصناعية الرابعة للتقدم للأمام، موضحًا أن العاملين فى 5000 مصنع يبلغ 500 ألف أسرة توقفت منذ 9 سنوات وزادت المديونية إلى أكثر من 30 مليار جنيه، لذلك نسعى للاستقرار والأمن والسلام لتحقيق تطور حقيقي، وعدم الاستقرار كانت له نتائج سلبية خلال السنوات العشر الماضية، ولدينا مليون شاب يدخل سوق العمل سنويًا، ويحتاج لأن يكون لديه عمل وسكن وزوجة وهو أمر يتطلب الكثير من المال، والنجاح لا يجب أن يكون على حساب دماء الشعوب وخراب البلاد. ودعا الرئيس إلى النظر إلى الدول التى خُربت تحت دعاوى أفكار ومبادئ وقيم لسنا مستعدين لها، متابعاً أنه لا يمكن مقارنتنا بالناتج الإجمالى المحلى لأوروبا بسكانها البالغ 300 مليون نسمة، وبالطبع دخلنا لا يبلغ ثلث الناتج فى أوروبا وكل اضطراب يحدث يؤخرنا سنين طويلة ونريد أن نحقق التقدم.
سد النهضة
وفيما يتعلق بقضية المياه وسد النهضة، قال الرئيس إن مصر لها خط ثابت فى التعامل مع قضاياها بما فيها المياه وهذه القضية لم تكن لتحدث إذا ما كانت الأمور مستقرة فى مصر فى 2011، ولم يكن ليحدث دون اتفاق، مستطردا:» هناك اتفاقا إطاريًا تم فى مارس 2015، ولما احتجنا أن نطور من مسار التفاوض قمنا بذلك وننتظر فى مارس المقبل إما التوصل إلى اتفاق أو دخول طرف رابع فى المفاوضات، خاصة إننا نسعى لنعمر ونبنى لا أن نخرب ونهدم ولم نتحدث أبدا بأى صيغة شائكة على الأقل خلال الفترة التى توليت فيها المسئولية ونسعى للحل وهذه هى خياراتنا كما أن مواردنا لا يجب إهدارها فى اقتتال إنما يجب أن توجه إلى البناء والتعمير». الحدود مع اليونان
وفيما يتعلق بترسيم الحدود مع اليونان، أكد الرئيس أن مصر حريصة على التوصل إلى اتفاق مع اليونان بشأن ترسيم الحدود البحرية المشتركة بينهما، وكانت الأمور تسير بشكل جيد ولكن حدث تغيير فى الحكومة اليونانية ونحرص على تفعيل الاتفاق مرة أخرى.
وحول توجه إسرائيل نحو زيادة الاستيطان وضم وادى الأردن، قال الرئيس إن كل ما حدث فى إسرائيل وعود انتخابية من جانب بنيامين نتنياهو وهناك فرق بين الوعود وتنفيذها، ومصر موقفها ثابت بشأن حل الدولتين والاستيطان والقضية الفلسطينية. وأوضح السيسى أن علاقاتنا مع الأردن طيبة جدًا فى التنسيق السياسى والاقتصادى وعلينا أن نضع فى الاعتبار ما مرت به مصر خلال السنوات الماضية، لكننا نسعى لتعزيز العلاقات العربية وتطويرها فى كافة المجالات، مشيرًا إلى أن مصر منفتحة فى علاقاتها مع أشقائها العرب دون محددات ومستعدون للتعاون مع الجميع.
الوضع فى اليمن
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن المشكلة اليمنية فى سبيلها للحل بشكل أو بآخر، لكنه يأخذ وقتا لتفكيك عناصر الأزمة، لكنه يسير فى مساره الصحيح.
القضية الفلسطينية
وأوضح الرئيس السيسى أن القضية الفلسطينية هى قضية القضايا وليس هناك فى الأفق احتمالات لحل يُفكك هذه القضية المركبة التى عمرها 70 سنة وننتظر الانتخابات وتشكيل الحكومة فى إسرائيل قبل التحرك نحو الحل، موضحاً أن مصر تؤيد حلًا يؤدى إلى استقرار حقيقى يدخل المنطقة فى مرحلة جديدة مثل المرحلة التى أعقبت الاتفاق بين مصر وإسرائيل لتحقيق الاستقرار والسلام فى المنطقة ولكن لا توجد مؤشرات على ذلك حتى الآن. التدخل الخارجى
وتابع: «مشكلة منطقتنا خلال العشرة أعوام الماضية هى التدخل فى شئون الدول وهذا حدث بشكل واضح، وهو أمر يؤدى إلى خراب البلاد، ونحن ضده وعندما نتحدث عن ليبيا والسودان فنحن نتدخل لصالح الدول والشعوب وهو أمر فى صميم الأمن القومى المصرى كدول جوار ونحن دائما نقول نحن مع المؤسسات الوطنية، ونحن حريصون على ألا تتفتت دولنا مرة أخرى وهذه هى ثوابت السياسة الخارجية المصرية منذ أعوام، ولن نسمح لأحد أن يعتقد أنه يستطيع السيطرة على ليبيا والسودان ولن نسمح لأحد بالسيطرة عليهما».
الوضع فى ليبيا والسودان
وأضاف «السيسى» أن التدخل فى ليبيا من قبل دول خارجية تسبب فى تأخر الحل لأعوام، حيث إن اتفاق الصخيرات كان يضمن حلًا سياسيًا للخروج من الأزمة، لكن تدخل دول أخرى أدى لتأخر الحل السياسى لأربع أعوام السابقة على الأقل. وفيما يتعلق بالسودان قال: «أتصور أنها تسير فى الاتجاه الصحيح بعد أحداث كبيرة، وعندما نتحدث عن جنوب السودان فنحن نرحب بالعمل من أجل السلام ونتحرك بالفعل لجمع الأطراف من أجل تشكيل حكومة مشتركة لانطلاق المسار وتجاوز ما حدث بجنوب السودان خلال الأعوام الماضية، وكنا دائما حريصين على دعم الاستقرار بجنوب السودان، ونحن معنيون جميعا فى أفريقيا بإطفاء الأزمات وحل المشاكل وهو أمر تتبناه مصر تجاه أفريقيا والعرب، حتى بدون رئاسة الاتحاد الأفريقى ونلتزم بدعم دول الساحل والصحراء لمواجهة الإرهاب».
المصالحة العربية
وفيما يخص مصالحة الرباعى العربى مع قطر، أكد الرئيس أن الأخيرة لم تتغير وهناك 13 شرطا تم وضعها وحتى الآن لم يحدث شيئا، متمنيا نجاح أى جهود صادقة لنصل إلى التزامات دائمة. وأشار إلى أنه عندما ننظر إلى وسائل إعلام معينة نجد تناولا غير موضوعى بغرض الإضرار بمصر ويجب على إعلامنا أن ينتبه لذلك، ومصر إذا كان دخلها مثل الدول التى تهاجمنا فذلك يعنى 20 تريليونا فى العام وهو مبلغ ضخم، وخسارة على الدول التى تعمل لتخريب منطقتها وهذا ليس إعلام أو مهنية هذا تآمر، ونتمنى التوفيق والعمل على علاقة صحية».
الإعلام المصرى
وأردف الرئيس: «أنا مطمئن على مصر ومستقبلها ليس لوجودى فى المنصب، لكن بسبب شعبها الذى تزداد معدلات الوعى لديه بشكل مضطرد، ومصر تحتاج إلى إخلاص كل أهلها بما فيه الإعلام وأنتم مقاتلون مع مصر من أجل مصر تبقى مستقرة وتتطور ونحن نعمل بشكل جيد فى ظل قدراتنا والنتائج أفضل من الأول».
وهنأ الرئيس الشعب البريطانى بنجاح رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون فى الانتخابات التشريعية، معرباً عن تفاؤله بأن تشهد العلاقات دفعة كبيرة فى الاقتصاد والسياسية ومجالات أخرى.
المرأة والشباب
وأكد السيسى، اهتمامه بالمرأة لأبعد مدى وأنه يعمل بكل السبل لتمكين المرأة لدورها العظيم فى مصر على مدار التاريخ الحديث والقديم وتحركها للحفاظ على هوية مصر والدفاع عن مستقبلها ومستقبل أبنائها. وحول الاهتمام بالشباب، قال: «نبذل جهودًا كثيرة خلال الأعوام الماضية لاستيعاب الشباب والكفاءات داخل وخارج مصر، ومازالت غير كافية لاستيعاب الجميع لأن الأعداد تصل إلى ملايين ونحاول دائما العمل على زيادة مساحات التواصل مع أهالينا من المصريين فى الخارج، وفى الأكاديمية المصرية للتأهيل والتدريب نعمل بشكل متواصل لاستيعاب أعداد جديدة دائما، ومن الممكن أن ندرس مبادرة للشباب المصريين فى الخارج».