مع إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس تقديم طلب لمجلس الامن للحصول علي العضوية الكاملة لدولة فلسطينية توالت ردود الافعال، اذ أعلن قادة حماس قبولهم لحقيقة أن هناك اجماعا واسعا علي مطلب إنشاء دولة فلسطينية داخل حدود عام 1967، كما أعلنت جامعة الدول العربية موافقتها وتأييدها الكاملين للخطوة الفلسطينية. وردا علي ذلك عزلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة القدس بكتل اسمنتية ضخمة تحسبا لتحركات شعبية بعد خطاب الرئيس الفلسطيني وقبل أيام من التوجه للأمم المتحدة وشرعت قوات الاحتلال في إجراءات مشددة للغاية علي حاجز" قلنديا" شمال القدس والذي يفصلها عن رام الله، ووضعت مكعبات إسمنتية كبيرة لمنع المواطنين من التوجه إليها مما تسبب في حدوث اختناقات وازدحامات شديدة، كما شهد معبر حزما شمال شرق القدس حركة تفتيش معقدة لمركبات آهالي القدس فيما شهدت المعابر والحواجز الأخري في محيط بيت لحم إجراءات مشددة جدا للمواطنين المتوجهين لمدينة القدس. من جانبه، اعتبر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو أن السلام لا يتحقق بما وصفه خطوات أحادية الجانب وذلك في اعتراضه علي خطاب الرئيس أبو مازن امس الاول والذي أكد فيه التوجه إلي مجلس الأمن الدولي لنيل اعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود العام 1967 وقبولها عضوا كاملا في الأممالمتحدة. واتهم داني ايالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي لصحيفة يدعوت احرونوت الإسرائيلية الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يغير فقط قواعد اللعبة ولكنه يغير اللعبة نفسها،مضيفا ان" إسرائيل تعرف كيف ترد، ومن الان فصاعدا سوف تكون قادرة علي تحقيق مصالحها بدون اي حدود او تنازلات تضمنتها الاتفاقيات السابقة من بينها اتفاقيات اوسلو" في سياق متصل اقر الوزير الإسرائيلي يوسي بيليد بان إسرائيل لا تستطيع منع الفلسطينيين من طلب عضوية دولتهم في الأممالمتحدة،معربا عن اسفه بان إسرائيل لا تمتلك وسائل منع الفلسطينيين من طلب الانضمام للامم المتحدة،طالبا التوجه الي المحادثات المباشرة بشأن عملية السلام. وطالبت تسيبي ليفني زعيمة المعارضة بإسرائيل بأن تبادر بإجراء محادثات مع الفلسطينيين. وفي حين كشفت مصادر دبلوماسية رفعية المستوي حضرت الاجتماع المغلق الذي جمع كاترين اشتون ووزراء الخارجية العرب الذي عقد مساء يوم الاثنين الماضي بالجامعة العربية تناول موقف الاتحاد الأوروبي من لجوء الفلسطينيين إلي الأممالمتحدة للحصول علي الاعتراف الكامل لدولة فلسطين وأشارت المصادر إلي أن أشتون قالت لوزراء الخارجية العرب إن الاتحاد الأوروبي منقسم حول تلك الخطوة وأكدت اشتون في لقائها أنه ليس من مصلحة الفلسطينيين حدوث انقسام في الموقف الأوروبي وعبرت أشتون عن مخاوفها من أن تقوم بعض دول الاتحاد الأوروبي بإجراءات من شأنها أن تعرقل قيام الدولة الفلسطينية. كما أشارت إلي أن المفاوضات لابد أن تتواصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين كما أن هناك قضايا لا يمكن حلها عبر الأممالمتحدة ومجلس الأمن بل لابد من التفاوض واستئناف عملية السلام بين الجانبين. في السياق ذاته أعلنت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد «اخذ علما» برغبة الفلسطينيين في الانضمام إلي الأممالمتحدة، لكنه يعتقد أن التوصل إلي «حل بناء» يؤدي إلي استئناف محادثات السلام هو الحل الوحيد. وقالت المتحدثة مايا كوسيانيش «ما زالنا نعتقد إن حلا قادرا علي حشد أكبر دعم ممكن ويسمح باستئناف المفاوضات هو السبيل الأفضل والوحيد للتوصل إلي السلام وحل الدولتين الذي ينشده الشعب الفلسطيني. وعلي غرار التحضير لاجتماع اللجنة الرباعية الدولية المختصة بتسوية الوضع في المنطقة أجرت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية اتصالا هاتفيا بنظيرها الروسيي سيرجي لافاروف تطرقا خلاله الي عدد من المواضيع المتعلقة بالشرق الوسط مختصين رغبة الفلسطينيين في التوجه إلي هيئة الأممالمتحدة لطلب الحصول علي العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية ومن المقرر أن يلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر الجاري. وعلي الجانب الفلسطيني استنكر صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لحركة فتح ما اعتبره البعض ان هذه الخطوة كانت مفاجأة من السلطة الفلسطينية، موضحا أن المجلس المركز الفلسطيني قد أقرها ووافق عليها، إضافة إلي اللجنة المركزية لحركة فتح ولجنة المبادرة العربية وافقت عليها وتم إعلان ذلك، مؤكدا أن خطوة الذهاب إلي الأممالمتحدة هي جزء من حقوق الشعب الفلسطيني، معربا عن تخوفه من استخدام الولاياتالمتحدة لحق الفيتو(الاعتراض)علي الطلب الفلسطيني.