هاجمت أحزاب وقوى سياسية ما أعلنه حزب تيار الكرامة المصرى من أنه جمَّد نشاطه فى مصر رسميًا؛ بسبب ما زعمه من غياب فكرة التعددية السياسية والحزبية. وأكدت الأحزاب أن بيان الكرامة الذى أعلنه أمس الأول يعنى سقوط أقنعة الحزب الذى يدعم جماعة الإخوان الإرهابية، موضحين أنهم تحالفوا معهم ليصلوا للحكم. استنكر حزب مستقبل وطن ما جاء ببيان حزب تيار الكرامة، والذى أعلن فيه تجميد نشاطه، وقال مستقبل وطن: « استمرارًا لمسلسل سقوط الأقنعة وظهور أعوان الجماعات الإرهابية بين الوقت والآخر.. يخرج علينا اليوم حزب تيار الكرامة ببيان هزلى مؤسف». وأضاف حزب مستقبل وطن فى بيانه:« وإن كان ما يحتويه بيان ذلك التيار لا يستحق عناء الرد علينا ولكن علينا جميعا بأن نذكرهم بمن أتى بالإرهاب يوما ليحكم مصر ونذكرهم أيضا بمن تحالف على الإرهاب على مصر». وتابع: « إن ما يفعلونه ما هو إلا حلقة من حلقات خيانتهم للوطن وتآمرهم عليه»، مؤكدا أن ما تعيشه مصر الآن من تعددية حزبية وتنوع سياسى حقيقى ظهر واضحًا فى جميع الاستحقاقات السياسية السابقة، ويعد دليلا على عدم صحة تلك الادعاءات التى تحاول جاهدة النيل من وطن بات قويا. وأكد حزب مستقبل وطن أن تلك الأصوات التى تخرج من المتآمرين خارج البلاد أو الخونة داخلها ما هى إلا محاولة فاشلة لتعطيل مرحلة الحصاد والعودة بالمصريين إلى لحظات كانوا يخشون فيها على أرواحهم وعائلاتهم وقبل ذلك وطنهم. أعرب الدكتور عصام خليل، رئيس حزب «المصريين الأحرار»، عن دهشته وآستيائه لما جاء فى بيانات صحفية ل«تيار الكرامة» وما تضمن من إيماءات تثير علامات الاستفهام وتعكس إعداده بصورة مسبقة دون سنّد أو دليل. وقال رئيس حزب المصريين الأحرار، إن السطور الواردة فى البيان تثير الشكوك فى الدوافع وتوقيت نشرها قبيل أيام من مشاركة مصر ممثلة فى رئيسها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك مطلع الأسبوع المقبل، وتزامنه أيضًا مع الحملة الممنهجة التى تعكف عليها منظمات وجهات تهدف النيل من ثبات واستقرار الوطن. وأضاف «خليل»، أن التلويح بتجميد أنشطة وما شابه للتيار ورفاقه يدعو للتساؤل عما قدموا للدولة المصرية من خدمات أو مقترحات وجهود للنهوض والوصول للريادة حتى يتم المغالاة على القيادة السياسية، بل والعزف على وتيرة الفرقة بين أبناء الوطن بتلك الصورة المقززة. وتابع:» يبدو أن التيار لا يرى جهود الدولة والقيادة السياسية وقواتنا المسلحة فى الحرب الطاحنة لمواجهة الإرهاب وتقدير العالم لتلك الخطوات الثابتة، ولم يسمعوا عن الإنجازات والمشروعات القومية محال إشادة كبرى القوى الاقتصادية العالمية وغيرها ليخرجوا بحديث الإفك ليكون خيطا تعمل عليه منظمات مدفوعة». وأكد رئيس حزب المصريين الأحرار، أن أول مبادئ العمل الحزبى مساهماته فى خدمة الوطن ورفع مستوى الوعى بقضايا الحاضر وطموحات المستقبل – وهو ما يسير عليه غالبية الأحزاب دون عائق - فما قدم ذاك التيار ورفاقه سوى الضجيج بلا طحين، وليس خفيّا أن ما جاء بالبيان يفيح منه رائحة العداء لا خدمة الوطن، وبمثابة إهانة للصورة الحزبية فى مصر. وشدد على ضرورة أن يراجع تيار الكرامة موقفه وليعمل وفق أدواته الحزبية ويقدم شيئا حقيقيا لخدمة الوطن بما يحقق الاستقرار ويعود بالخير والرخاء، ولا يكون كلماته خيوطا تلعب عليها منظمات تستهدف ضرب بلادنا؛ واختتم قائلا:» التاريخ لن ينسى من فاوض على ركام الوطن مع جماعة إرهابية مقابل مقاعد برلمانية وقتما كان الشعب والأحزاب الوطنية جنبا إلى جنب للحفاظ على الدولة والهوية المصرية من الاختطاف والإبادة على يد الإخوان وأتباعهم». أعلن الدكتور صلاح حسب الله رئيس حزب الحرية وعضو مجلس النواب رفضه وبشكل قاطع للبيانات الصادرة باسم كيانات ضعيفة لا وجود حقيقى لها فى الشارع السياسى وتوجه فيها انتقادات وسموم وأكاذيب ضد الدولة المصرية لا أساس لها على أرض الواقع. وقال «حسب الله» أن اتهامات هذه الكيانات للدولة بانها ضد العمل السياسى وانها تضيق على الحريات بدون سند قانون مجرد كلام مرسل مؤكدا أنه لا توجد أى اعتقالات سياسية فى مصر وان الدستور والقانون هو الحكم والسيد وقال الدكتور صلاح حسب الله إن مايدعيه مايسمى بحزب تيار الكرامة عن النظام المصرى كله كذب فى كذب، مؤكدا أن جميع الأحزاب السياسية تعمل لصالح الدولة المصرية وتبذل قصارى جهدها لمساندة الدولة فى مواجهة جميع التحديات والمخاطر والمؤامرات التى تواجهها داخليا وخارجيا. ووصف الدكتور صلاح حسب الله كل من أصدار البيان خرجوا عن الصف الوطنى، مؤكدا أن الدولة المصرية فى هذه المرحلة الحاسمة تحتاج إلى جهود كل المصريين بمختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية والشعبية للحفاظ عليها وعلى جميع مؤسساتها وفى مقدمتها المؤسسة العسكرية مطالبا الشعب المصرى العظيم، وجميع مؤسسات الدولة التنفيذية والبرلمانية والحزبية بالوقوف صفا واحدا خلف القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسى وخلف جميع مؤسسات الدولة المصرية وقال ان جميع الأحزاب والقوى السياسية تعمل بحرية كاملة وليس هناك اى تضييق على الأحزاب فى الشارع السياسى المصرى. وقال حزب الجيل:« تابعنا بمزيد من الاهتمام بيان حزب تيار الكرامة والذى لوح فيه بتجميد نشاطه السياسى.. واننا إذ نؤكد أن هذا حق أصيل للحزب وقياداته وكوادره إلا أننا نؤكد أن خيار الحزب خاطئ تاريخيا.. ويعبر عن موقف متشدد لا يصلح لاستمرار الممارسة السياسية أو للحفاظ على كيان الحزب وتياره السياسى. وقال الحزب« من حق تيار الكرامة أن يتخذ قراره بتجميد نشاطه.. لكن من غير المقبول أن يلقى اتهامات أقل ما يقال عنها أنها تصب فى مصالح أطراف خارجية ما زالت تكن العداء والتربص لمصر، وتدفع جزء من التيار القومى لأن يكون جزءا من المشكلة وليس الحل بل وأن يكون جزءا من الفوضى.. وكذلك فإن التوقيت يلقى بظلال من الشك حول الهدف من التلويح بالقرار فى هذا التوقيت. وقال الحزب نؤكد أن الظرف السياسى والتاريخى يحتم على كل القوى الوطنية الاصطفاف فى مواجهة الإرهاب، وفض أى تشابكات من شأنها المساس باستقلال الأحزاب والقوى السياسية عن سيطرة المنظمات الحقوقية، والتى اثرت بممارساتها على شكل الممارسات السياسية للأحزاب.. وتحولت معها الأحزاب إلى أشكال من الاحتجاج والمزايدة والاستسهال السياسى. وقال حزب الجيل أن خيار المقاطعة والتجميد لم ينجح تاريخيا.. وإنما عاد بالسلب على كل تيار اتخذه.. وأننا نطالب حزب الكرامة وكوادره وقيادات بمراجعة موقفهم السياسى.. والاتجاه لممارسة دورهم السياسى الطبيعى فى بناء الكوادر وتنشيط الهياكل الحزبية استعدادا للاستحقاقات السياسية المقبلة. أدان حزب المؤتمر بيان حزب تيار الكرامة قائلا: «استقبل حزب المؤتمر ادعاءات بعض من يحسبون على القوى الوطنية بمزيد من الاستنكار والاندهاش فى آنٍ واحد على قدراتهم الاستثنائية فى تزييف الحقائق والتلاعب والتدليس». وأصدر المؤتمر بيانا رد فيه على تلويح تيار الكرامة بالخروج على العمل السياسى قائلا: «من باع مصر بالأمس القريب لجماعة الإخوان الإرهابية وسلم نفسه ووطنه للشيطان ووقع على وثيقة «فيرمونت» المشبوهة متذرعين بأنهم لا يريدون رئيسًا مدنيًا ذا خلفية عسكرية كرهًا فى المؤسسة العسكرية الوطنية التى تعوق أهدافهم التآمرية غير عابئين بشعب أو وطن، يسبحون اليوم مع تيار يدعى دفاعه كذبًا عن كرامة المواطن ويتهم من أنقذ مصر من مؤامرتهم بتهمة الاستبداد». وأضاف: «يدعون أنهم يسعون لدولة القانون، ويستنكرون أعمال القانون عليهم عندما يخالفونه، يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم، يتشدقون بأنهم دعاة عدل وحرية وهم دعاة ظلم وتفتيت وفوضى، يحرفون الكلم عن مواضعه، مستغلين ما يعانيه المصريون من احتمال لتداعيات الإصلاح الاقتصادى بغية دغدغة مشاعر الجماهير من أبناء هذا الوطن الذين حاربوا وسيحاربون من أجل البناء والتقدم والاستقرار خلف رئيسهم الشريف عبدالفتاح السيسى محتمين بدرعهم جيش مصر العظيم». وتابع: «خمس سنوات مرت منذ وصول سيادة الرئيس السيسى للسلطة يتمتع فيها المصريون بنهضة على جميع محاور الإصلاح لم تحدث منذ عصر محمد على بعد أن تسلم سيادته المسئولية ومصر شبه دولة تعانى من أزمة اقتصادية طاحنة وفشل إدارى مريع وفساد دام لعقود حتى أصبح هو الطريق الطبيعى لإدارة البلاد، ثم أتت ثورة 25 يناير 2011 البريئة لتحمل فى رحمها المؤامرة الدولية بالشراكة مع هؤلاء وإخوانهم الإرهابيين مستغلين تطلعات الشعب المشروعة بالتغيير والتقدم ليجهزوا على البقية الباقية من تماسك البلاد ضمن سلسلة من الحركات المماثلة فى المنطقة فيما سمى تجاوزا الربيع العربى». وأشار الحزب إلى أنه «منذ ذلك الحين والسيد الرئيس لم يدخر جهدا فى أن يواصل الليل بالنهار ليسابق الزمن حتى يتدارك المحنة ويجابه التحديات بعزيمة لا تلين مصحوبة بدعم وثقة أبناء الشعب المصرى منذ التفويض وحتى ثورة 30 يونيو العظيمة التى حررت مصر من حكم الإرهاب وشبح تفتيت الأرض وشق الصف الوطنى».