في الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء عن مصير مدينة بني وليد احد آخر معاقل الزعيم الليبي الفار وذلك بعد ساعات قليلة من بدء هجوم الثوار عليها، قال جمال قورجي أحد الثوار البارزين في المدينة إن العقيد الليبي معمر القذافي غادر المدينة منذ ثلاثة أيام في حين غادرها نجله سيف الإسلام أمس الأول، مضيفاً إن القذافي قد يكون توجه لسبها أو إحدي دول جنوب الصحراء الغربية خاصة تشاد أو النيجر. وكان مسئول عسكري في المجلس الانتقالي قد ذكر في وقت سابق أن القذافي قد يكون فر إلي مدينة بني وليد الواقعة وسط الصحراء جنوب شرق طرابلس. ميدانياً، اعلن احمد ضراط مسئول الداخلية في المجلس الوطني الانتقالي الليبي انه يتوقع ان تتحرر مدينة بني وليد اليوم الاثنين، وشاهد مراسلو فرانس برس نحو عشر شاحنات مزودة برشاشات مدفعية ثقيلة وقاذفات صواريخ تتجه الي الجبهة. فيما، أكد مسئولون محليون في المدينة أمس ان اشتباكات وقعت أمس ليلاً قرب بني وليد لكن لا معارك حتي الآن داخل المدينة الموالية للعقيد معمر القذافي، مؤكدين ان العديد من المقاتلين الموالين للقذافي لاذوا بالفرار حاملين معهم الاسلحة الثقيلة. من جانبه، اعتبر موسي الكوني عضو المجلس الانتقالي المهلة الزمنية التي حددها الثوار في ليبيا لاستسلام بني وليد مضيعة للوقت، مشيراً إلي أنه لا يوجد أحد فيها حاليا من أتباع النظام"، موضحا أن العقيد معمر القذافي ونجله الساعدي والكتائب الموالية له اتجهوا إلي الجنوب نحو الحدود النيجيرية. يذكر أن مدن "بني وليد" و"سرت" و"سبها" لم تخضع حتي الان لسيطرة الثوار الليبيين. وفي كشف حساب لنظام القذافي، كشفت مستشارة العقيد الليبي معمر القذافي الأردنية دعد شرعب أنها كانت تؤثر علي قرارات القذافي لدرجة أنها كانت تشكل حكومات وتقيل أخري في نظامه وقالت شرعب في تصريح لصحيفة "الرأي" الأردنية إن مدير جهاز مخابرات القذافي السابق موسي كوسا أطلق عليها مسمي "القنبلة الموقوتة" وهو ما يعود لطبيعة المعلومات التي تحتفظ بها طيلة 22 عاما أمضتها كمستشارة للقذافي. ورجحت اختباء القذافي في الجنوب الليبي بالقرب من الحدود مع الجزائر وتشاد، حيث مخازن الأسلحة والذخيرة التي أنشأها النظام السابق ، وقالت"إن بحوزة القذافي 6 مليارات دولار سائلة. وأشارت إلي أنه يثق بشكل مطلق في ثلاث من الحارسات الشخصيات له، متوقعة أن يكون قد قام بتصفيتهن بالقتل، خصوصاً أنهن علي علم بأدق تفاصيل حياته، مضيفة أنه "كان يتناول طعامه من أيديهن". واعتبرت شرعب، والتي عادت إلي الأردن عبر مطار "جربة" في تونس احتجازها لدي النظام الليبي السابق منذ سنة و3 أشهر ضغطاً سياسياً علي الحكومة الأردنية. من ناحية أخري، قالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إنه تم العثور علي وثائق في طرابلس تظهر وجود تعاون وثيق بين أجهزة الاستخبارات الغربية وحكومة القذافي حول الإرهاب، عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وأضافت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها إن الوثائق السرية التي تم العثور عليها في مكتب رئيس المخابرات الليبي السابق ووزير الخارجية موسي كوسا تتضمن مراسلات بين الأجهزة الأمنية الليبية ووكالة المخابرات الأمريكية" سي آي إيه" وجهاز المخابرات الخارجي البريطاني" إم أي 6"، موضحة أن الوثائق تشير إلي أن السي آي إيه اختطفت العديد من المسلحين من عام 2002 إلي عام 2004 وقامت بتسليمهم إلي طرابلس. كما أن جهاز الاستخبارات الخارجي البريطاني قام بتزويد نظام القذافي بمعلومات حول منشقين. وقالت المنظمة انها عثرت علي مئات الرسائل المتبادلة بين المخابرات الامريكية والمخابرات البريطانية وبين كوسا الذي يعيش حاليا في المنفي في لندن، مضيفة إن عبد الحكيم بلحاج القائد العسكري الحالي لطرابلس والتابع للمجلس الانتقالي كان ضمن الاشخاص الذين اعتقلوا وأرسلتهم المخابرات المركزية الامريكية الي ليبيا.