بعد أن وقع الفيل في المنديل في الترعة، وقلب فرخة عرجا عندها الجرب والصلع كمان، خرج علينا المناضل طلعت زكريا طباخ الرئيس سابقاً المتحدث باسم المخلوع حالياً، بالجزء الثاني للفيل وهو فيلم العرسة في الترسة، وهو أجدع من طرزان يجد ابناً، وأكثر مسخرة من شنبو في المصيدة، وفانتازيا صيني معتبرة، ولا الآنسة حنفي، وفي هذا الفيلم.. يكشف لنا أخطر أسرار الدولة، والتي عجزت السي آي إيه المكسحة عن اكتشافها، رغم أنها كانت متنكرة في شكل عرسة، ولابد في الكنبة اللي بيقعد عليها المخلوع، لكن الست أم جمال شافتها في يوم وخنقتها، ورمتها في قفا الحاج زكريا عزمي، ومن يومها يا ضنايا وهو ماشي تايه، وبيغني.. العرسة في قفايا.. والسلعوة بتجري ورايا. هذه الكوميديا المسخرة، تبدأ عندما استقبل المخلوع المناضل طلعت زكريا، وقعد يفضفض معاه، لأن قلبه مليان معبي من البلد المحروقة دي، وقال له: أنا مش هااترشح تاني يا طلعت.. كفاية علي كده.. بس كلملي الراجل اللي اسمه حسن شحاتة يعمل لي ماتش اعتزال، ويبقي يسيبني أجيب جون ولا حاجة.. عشان منظري ما يبقاش وحش قدام الشعب الصايع ده، وعاوز أقولك كمان.. إن جمال مش هيرشح نفسه لأنه جايله عقد عمل في مقديشيو، لكن المشكلة أن الست أم جمال محكمة رأيها، ومنشفة دماغها، ولازمن حتماً جمال يقعد مكاني، علي الأقل أتمرن عليه قبل كده، وعارف مكان المسمار اللي كل شويه يقطلعي البنطلون، وهي تبقي الملكة الأم، هي يعني الولية إليزابيث اللي عزرائيل ناسيها، أجدع منها؟! عشان كده يا طلعت يا خويا.. سايق عليك النبي تستر علي وما تفضحنيش، ربنا ما يفضحك، وأوعي تقول الكلام ده، أحسن أم جمال تاخد هدومها وتسيب البيت، وجايز تكبر في دماغها، وترفع قضية نفقة في محكمة زنانيري، وأنا علي فيض الكريم، طب دي حتي أنبوبة البوتاجاز فضيت بقالها أسبوع، ومش عارف أغيرها، وكمان الشعب البلطجي ده لو عرف أنني مش ها اترشح أنا ولا جمال، يقوموا يمسكوا في زي كل مرة، ويقعدوا يعيطوا.. بعيد عنك حياتي عذاب يا ريس.. ما تبعدنيش بعيد عنك يا ريس، وجايز أضعف وأقعد تاني، وده كله علي حساب صحتي وعافيتي، والمصاريف كتير يا طلعت يا خويا، وأهه الواحد يلحق يحوش قرشين ينفعوه في الأيام السودة اللي جايه. ثم نأتي إلي قمة الكوميديا والمسخرة عندما أعلن المناضل طلعت زكريا الصديق الأنتيم للمخلوع، أنه أي المخلوع كان عارف أن فيه فساد، بس مش قادر يعمل حاجة؟! تقولش المخلوع ده، كان مجرد درويش ماشي يبخر القصر الجمهوري، وهو يهتف البزازة في القزازة، وليس رئيس دولة، ولا كان أول ما يقول فيه فساد يا رجالة يكتفوه ويحطوا السيخ المحمدي في صرصور ودنه، والست أم جمال تفضل تنكد عليه طول الليل، وتقوله: يا تعمل زيهم يا تشوفلك شغلانة بعد الضهر، إحنا مش عارفين نعيش زي بقية الناس، ده الراجل بتاع التوك توك بيكسب أكثر منك، ولا هي الرياسة منظر علي الفاضي، فيسكت المخلوع، وتاني يوم يقول لحسين سالم.. ما تشفولي شغلانة معاك، أنا والعيال، أنت عارف المعايش صعبة، والست أم جمال بقالها سنتين ما اشترتش فستان جديد. المخلوع إذن.. وحسب اعتراف طلعت زكريا، لم يكن قادراً يا حبة عيني علي محاربة الفساد، مع أنه رئيس الدولة، ويملك كل السلطات في يده، ويعز من يشاء.. ويذل من يشاء، وياما الناس قالتله فيه فساد يا ريس، قلك ده حقد طبقي.. والشاطر يعمل زيهم. ويالا حالاً بالاً هنوا أبوالفساد، بل إنه منح كل أراضي جنوبسيناء لصديقه حسين سالم مقابل أنه ياخد أربع فيللات، من باب الهدية يعني ما يجراش حاجة، والنبي قبل الهدية. وبعدين.. خلينا معاك يا حاج طلعت، وهانفترض لا مؤاخذة يعني، إننا بنتفرج علي عماشة في الأدغال.. وأن المخلوع يا ولداه كان محاصراً بالوحوش المفترسة، وكل ما يقولهم كفاية فساد يا جماعة حرام عليكم، يقولوله: هاتسكت يا عم الحاج ولا نعبطك ونمدك علي رجلك، وبعدين نحبسك في أوضة الفيران، يقولهم: طب سوق علي مهلك يا فاسد سوق.. بكرة الدنيا تروق، يقولوله.. والله لو فضلت تزن كده.. هانلسعك بالكهربا لحد ما تنور في الضلمة، وبعدين تتحرق زي اللمبة البايظة.. فقرر أن يجلس في مكتبه مقهوراً وهو يغني.. أنا زعلان.. فترد عليه البطانة.. زعلان ليه؟! لحد الصبح.. لا هو بيقر ويعترف زعلان من إيه، خصوصاً الست أم جمال واقفة جنبه، ولا البطانة اتكومت من التعب، وما دام المخلوع قد فتحلك قلبه يا حاج طلعت.. سايق عليك النبي يا شيخ.. تقولنا.. المخلوع ما قالكش مخبي الفلوس فين ينوبك ثواب فينا.. وفي النهاية.. المخلوع بيسلم عليك وبيقولك.. الفلة في الفانلة يا طلعت!