ليس غريبا أن تجد فى قاهرة المعز، عدة مناطق تضم مجمعات أديان، يتجاور فيها «المسجد والكنيسة والمعبد»، على غرار مجمع الأديان الموجود فى منطقة مصر القديمة. فمنطقة «مجمع الأديان» تركت بصمتها على خريطة السياحة العالمية، بأول جامع فى إفريقيا «عمرو بن العاص»، تضم كنيسة أبى سرجة المشيدة داخل حصن بابليون المبنى بأحجار المعابد الفرعونية، فوق المغارة التى أقامت فيها العائلة المقدسة أثناء رحلة هروبهم لمصر. حصن بابليون أو قصر الشمع، لم يصمد من مبانيه سوى الباب القبلي، وبنى على أطلاله بخلاف كنيسة أبى سرجة، المتحف القبطي، والكنيسة المعلقة، وكنيسة مار جرجس ودير مار جرجس للراهبات وكنيسة العذراء قصرية الريحان، وكنيسة القديسة بربارة، والمعبد اليهودى بن عزرا. مثلث الديانات، يتكرر فى منطقة الجمالية التى تحوى لقاء بلا حواجز، بداية من حارة اليهود التى بها معبدا حاييم كابوس وموسى بن ميمون الأثريين، وحتى حارة زويلة وبها كنيسة العذراء، أول كنيسة شيدت داخل أسوار القاهرة الفاطمية، وذلك على بعد خطوات قليلة من شارع المعز الذى يمتلئ بالمساجد والآثار الإسلامية. محمد خليل مدير إدارة التنمية الثقافية والوعى الأثرى بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار، يؤكد أن حى الجمالية الذى يحتضن أروقته طقوسا مختلفة لثلاث ديانات، يمتلك مقومات لا تختلف أو تقل أهمية عن مجمع الأديان فى مصر القديمة، إذ إن الديانات السماوية الثلاث حاضرون بقوة بالمساجد والكنائس والمعابد. وفى المطرية، أقصى شمال القاهرة، بالقرب من مسلة سنوسرت الأول الفرعونية، من شارع يطل على مسجد المطراوي، توجد مغارة تحصنت بها العائلة المقدسة، فى جزء داخل حدود كنيسة العائلة المقدسة، بالإضافة لشجرة مريم العذراء والبئر. أحمد سيد مدير آثار شجرة مريم، اعتبر أن المنطقة تستحق وصفها بمجمع أديان، إذ سيكون لها تأثير سياحى عالمى هائل، كاشفاً عن سعى الوزارة للربط بين الآثار الموجودة كمسار يضم آثارا من عدة عصور وحضارات مختلفة، حيث سيتم تسجيل المسجد والكنيسة ضمن الآثار، بجانب تنفيذ مشروع لتطوير شارع المطراوى على غرار شارع المعز.