خلال عامين فقط، سرعان ما نضجت الفكرة وتطورت، حتى باتت مؤتمرات الشباب أفضل آلية للحوار السياسى والاجتماعى خاصة بين شرائح الشباب المختلفة والقيادة السياسية وكبار المسئولين فى الدولة. وإيمانا من القيادة السياسية بأهمية التواصل مع الشباب وإشراكهم فى المسئولية كان اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه رئاسة الجمهورية فى يونيو 2014 بتدشين آلية الحوار مع الشباب، وبالفعل جاءت دعوة الرئيس لمؤتمر وطنى للشباب يعبر عن شواغلهم فى أكتوبر 2016. ونتيجة لثراء النتائج وفاعلية الحوار وإيجابياته كانت التوصية بتعميم فكرة مؤتمر دورى للشباب يلتقى فيه الرئيس الشباب بالمحافظات كمنصة للحوار تطرح فيها مختلف القضايا العامة.. وعلى مدى عامين تم تنظيم 6 مؤتمرات وطنية ودورية للشباب بجانب انعقاد النسخة الأولى لمنتدى شباب العالم فى نوفمبر الماضى بشرم الشيخ بمشاركة ثلاثة آلاف شاب من 86 دولة وعدد من رؤساء الدول والحكومات فى واحده من أكبر الملتقيات الدولية التى تنظمها مصر بسواعد شبابها، شعارهم الأساسى المشاركة والإبداع .. وفى هذه السطور سنرى قصة مؤتمرات الشباب ومكاسبها وأبرز ما قدمته خلال عامين. واحدة من أهم مكاسب المؤتمرات الوطنية للشباب منذ بداية تدشينها، أن القائمين على تنظيمها مجموعة من الشباب، وثقت القيادة السياسية فى قدراتهم لوضع آلية للتواصل والحوار مع شرائح الشباب المختلفة، حتى تحولت منصة المؤتمرات الوطنية واحدة من أهم منصات الحوار السياسية فى الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة. نجحت الفكرة بجهود شباب أبدع وابتكر وانطلق بهدف المشاركة الفعالة فى جهود الدولة التنموية المختلفة، لكن البداية كانت ببرنامج عمل طرحه الرئيس عبد الفتاح السيسى لتأهيل الشباب للقيادة، من خلال البرنامج الرئاسى لتأهيل وتدريب الشباب للرئاسة والذى تم فتح باب التقديم لتدريب الشباب على دفعات وتأهيلهم بمستوى معرفى ومعلوماتى للمسئولية. ومع ظهور ثمار البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب جاء تنظيم مؤتمرات الشباب اعتمادا على خريجى البرنامج الرئاسى PLP، ومع نجاح ثمار مؤتمرات الشباب، كان أن أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى فى توصيات المؤتمر الوطنى الأول للشباب بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب تتولى تدريب وتأهيل الكوادرالشبابية سياسياً واجتماعياً وأمنياً واقتصادياً. وبالفعل اتخذت الدولة خطواتها نحو إنشاء الأكاديمية ليصدر القرار الجمهورى بإنشائها وتشكيل مجلس أمناء الأكاديمية، وصولًا لقرار إدارة منتدى شباب العالم بإقامة نسخته الثانية تحت مظلة الأكاديمية. 1 الأكاديمية الوطنية تأهيل وطنى للشباب بنظم دولية فى نهاية أغسطس 2017 أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى، قرارًا بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب تنفيذاً لإحدى أهم التوصيات التى خرج بها المؤتمر الوطنى للشباب، والتى تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بجميع قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم. وجاء القرار فى ضوء حرص الدولة على الاهتمام بالشباب، واستكمالًا لمنظومة تأهيليهم، لتكون امتدادًا لاستثمار الدولة فى هذه الشريحة المهمة، حيث أطلق الرئيس السيسى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، الذى خرج دفعة أولى مكونة من 500 شاب وفتاة، ويستعد لتخريج الدفعة الثانية، بينما تجرى حاليا عمليات اختيار المشاركين فى الدفعة الثالثة للبرنامج، كما تم تنظيم 4 مؤتمرات للشباب، خرجت بتوصيات مهمة، وتم تنفيذ الكثير منها. وتتبع الأكاديمية رئيس الجمهورية مباشرة، ويكون للأكاديمية مجلس أمناء برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية ممثلين عن رئاسة الجمهورية، وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، وزارة المالية، والمجلس الأعلى للجامعات، وعدد من الشخصيات ذوى الخبرة. وتم الانتهاء من إنشاء مقر الأكاديمية بمدينة السادس من أكتوبر، والذى يتكون من ستة مبانٍ على مساحة 10 آلاف متر مربع، وتم تصميم نظام التعليم بالأكاديمية على غرار المدرسة الوطنية للإدارة الفرنسية، وبالتعاون مع عدد من الهيئات والمعاهد والمؤسسات العلمية الدولية. فى شهر يونيو الماضى بدأت الأكاديمية فى تقديم دوراتها المتخصصة للدفعة الثالثة من طلاب البرنامج الرئاسى وعددهم 500 طالب، كما أنها بدأت فى تقديم دورات لتنمية قدرات القيادات الحكومية وإعداد قيادات الدولة على جميع المستويات بما يحسن من أداء الجهاز الحكومى، كما أن الدراسة فى الأكاديمية مجانية بالكامل ولا تتطلب أى رسوم أو تكاليف سوى استيفاء الشروط وخوض الاختبارات والتصفيات، وتكون مدة البرنامج الواحد 8 شهور. وخلال أيام قليلة تكون الأكاديمية على موعد مع التاريخ حيث إنه للمرة الأولى يعقد منتدى شباب العالم بشرم الشيخ فى نسخته الثانية تحت مظلتها وتنظيمها الكامل، ليكون تحديًا جديدًا للأكاديمية وشبابها الذى استطاع خلال فترات وجيزة كسب ثقة القيادة السياسية وأن يتبوأ 6 منهم منصب نائبا للمحافظ. وأكدت الدكتورة رشا راغب، المدير التنفيذى للأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، أن الأكاديمية بدأت العمل ولكن الافتتاح الرسمى لها سيكون قبل نهاية العام الجارى بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى. كما شهدت الأكاديمية فى 20 أكتوبر الجارى انعقاد الاجتماع الأول لمجلس أمناء الأكاديمية فى مقرها، ويضم مجلس الأمناء فى تشكيله كلًا من؛ الدكتور المهندس مصطفى كمال مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، واللواء عباس مصطفى كامل رئيس جهاز المخابرات العامة، وأحمد أشرف كاجوك نائب وزير المالية ممثلاً عن وزارة المالية، والدكتور محمد عبد الكريم صالحين ممثلاً عن وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، والدكتور أحمد زايد ممثلاً عن المجلس الأعلى للجامعات. كما يضم المجلس خمسة أعضاء من ذوى الخبرة وهم الدكتور محمد طارق محمد عبد القادر، والدكتورة يوهانسن يحيى محمد عيد، و الدكتور وائل عبد الرازق أحمد قرطام، والمهندس محمد شريف دلاور، والدكتور محمد صالح هاشم حماد. وشهد الاجتماع استعراض توجيهات رئيس الجمهورية نحو تعظيم إمكانيات الأكاديمية الوطنية لإعداد قيادات شابة مؤهلة فى جميع المجالات، وكذا العمل على تنمية قدرات القيادات الحكومية وثيقة الصلة بخطة الإصلاح الإدارى التى تطبقها الدولة، وذلك فى إطار العمل على بناء الإنسان المصرى. كما قامت الدكتورة رشا راغب المدير التنفيذى للأكاديمية خلال الاجتماع بعرض الاستراتيجية العامة للأكاديمية وأهدافها وما تم من أعمال، كما تم استعراض اللوائح الخاصة الُمنظمة للأكاديمية وتم التصديق عليها من مجلس الأمناء.
هدف الأكاديمية هدف الأكاديمية الوطنية فى مصر، هو إعداد الشباب للقيادة والمشاركة فى مسيرة التنمية خلال السنوات المقبلة، موضحاً أن القرار اليوم بتعديل مادة فى قانون إنشاء الأكاديمية، التى تمت الموافقة عليها فى أغسطس الماضى، كما سيكون للأكاديمية مجلس أمناء برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية ممثلين عن رئاسة الجمهورية، وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، وزارة المالية، والمجلس الأعلى للجامعات، وعدد من الشخصيات ذوى الخبرة. والفارق بين برنامج الرئاسى لتأهيل الشباب والأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب، فستكون الأكاديمية تطورًا وأكثر شمولًا من البرنامج الرئاسى، بحيث ستتاح الدراسة فى الأكاديمية لمختلف الأعمار والتخصصات بشكل مطول من خلال كورسات دراسية معتمدة للاستفادة من قدرات شباب مصر فى جميع المجالات. وفى هذا الإطار أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن المناصب العليا فى الدولة تحتاج إلى تأهيل وتدريب كثيف، لضمان الكفاءة المطلوبة للقيام بالمهام القيادية فى مثل تلك المناصب، وهذا ما تسعى الأكاديمية لتحقيقه فى المقام الأول، بدليل أن عددًا كبيرًا من نواب الوزراء ومستشاريهم هم من خريجى الأكاديمية. هيكل عمل الأكاديمية وتعد الأكاديمية هيئة اقتصادية عامة تتبع رئيس الجمهورية، أنشأت فى أغسطس الماضى طبقًا لقرار جمهورى، كإحدى توصيات المؤتمر الوطنى الأول للشباب بشرم الشيخ فى نوفمبر 2016. كما تعتبر الأكاديمية استكمالاً وتطويرًا للبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، الذى بدأ أولى دوراته فى سبتمبر 2015، والذى تخرج منه نحو 1000 شاب فى دورتيه الأولى والثانية، وبدأت الدفعة الثالثة ويبلغ عددها 500 طالب، الدراسة فى مقر الأكاديمية، ويُنتظر تخريجها فى أغسطس المقبل. وبحسب ما ورد فى قرار المكتب التنفيذى للأكاديمية، تقرر أن يتكون الهيكل الإدارى للأكاديمية من مدير تنفيذى وتشغله الدكتورة رشا راغب، وممثل لرئيس الجمهورية، و5 أعضاء آخرين متخصصين فى الشئون المالية والقانونية والدراسية وشئون البحث العلمى والشئون الفنية والإدارية. وفى مايو الماضى أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى قرارًا بتشكيل مجلس أمناء الأكاديمية، ويترأس المجلس رئيس الجمهورية، ويضم بين أعضائه رئيس الوزراء، ووزير التخطيط والمتابعة، وممثلين عن الوزارات المعنية، وآخرين من ذوى الخبرة. البرامج الدراسية تستهدف الأكاديمية تدريب الشباب من خلال خمسة برامج دراسية، وهى الدراسات الإدارية والدراسات الاقتصادية والدراسات السياسية والتنمية البشرية ونظم تكنولوجيا المعلومات، بحسبما أعلنته وزيرة التخطيط هالة السعيد فى أبريل الماضى. وتستهدف الأكاديمية تدريب الشباب من خريجى الجامعات وموظفى الحكومة على حد سواء، ويستهدف أن تكون الأكاديمية مظلة لإعادة تدريب وتأهيل موظفى الحكومة العاملين الراغبين فى تطوير مهاراتهم.
التقديم للأكاديمية يتم التسجيل والتقديم من خلال الموقع الإلكترونى الخاص ببرامج التأهيل الدراسى، وتقتصر شروط التقديم على أن يكون المتقدم مصرى الجنسية، وأن يكون حسن السير والسلوك (لم يسبق اتهامه فى جرائم شرف)، وأن يكون حاصلاً على مؤهل جامعى. والدراسة فى الأكاديمية مجانية بالكامل ولا تتطلب أى رسوم أو تكاليف سوى استيفاء الشروط وخوض الاختبارات والتصفيات، وتكون مدة البرنامج الواحد 8 شهور. المدرسة الوطنية الفرنسية وتقام الأكاديمية الوطنية على غرار نموذج المدرسة الوطنية للإدارة فى فرنسا أو École nationale dadministration، وهى واحدة من أعرق المدارس العليا الفرنسية، التى أنشأت عام 1945 من قبل ميشال دوبريه تسعى إلى ديموقراطية الوصول للمناصب المدنية العليا. وتتيح الدراسات بالمدرسة الوطنية للإدارة، المعترف بها دوليا، اكتساب رؤية شاملة بشأن عملية تنظيم الإدارة العامة الفرنسية والدولية وسبل تسييرها، إضافة إلى اكتساب خبرة حول مناهج العمل. وتؤهّل كبار الموظفين الفرنسيين والأجانب فى الوظائف العامة، وتعدهم لتحمل المسئوليات التى تنتظرهم على الصعيد الوطنى والأوروبى والدولى. ومنذ أكثر من 60 عامًا، تقوم المدرسة الوطنية للإدارة فى فرنسا باستقبال الطلاب الأجانب القادمين من مختلف القارات وقد قامت بتأهيل أكثر من 3400 طالب أجنبى من 128 دولة. 2 «PLP برنامج التأهيل الرئاسى».. أولى خطوات تمكين الشباب للقيادة وفى خطوة عملية تؤكد إرادة الدولة لتمكين الشباب والاستعانة بهم فى المناصب القيادية، أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى فى سبتمبر 2015 البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، خلال مشاركته فى فعاليات أسبوع شباب الجامعات بمدينة الإسماعيلية. ويستهدف البرنامج تأهيل وتدريب 2500 شاب فى مختلف المجالات وإخضاعهم لبرنامج تأهيل علمى يمكنهم من المشاركة فى القيادة، حيث تم وضع معايير البرنامج لاختيار الشباب من سن 20-30 سنة، عبر دورات تستمر 8 أشهر. وبالفعل تم الانتهاء من الدورة الأولى للبرنامج وضمت 500 شاب، وتمت الاستعانة بهم فى عدد من مؤسسات الدولة منها رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب والوزراء والمحافظات، كما تم الانتهاء من تدريب دفعة ثانية تضم 500 شاب، فى حين جارى التدريب للدفعة الثالثة بالأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب. وحرص الرئيس السيسى أن يلتقى شباب البرنامج أكثر من مرة، كما شارك فى نماذج محاكاة الدولة المصرية التى قام بتنظيمها شباب البرنامج من خلال طرحه لتساؤلات حول كيفية إدارة بعض الملفات الشائكة فى مصر، وأكد أن ما يطرحه الشباب من تأكيدات على وجود خلل فى المحليات إنما هو أمر واقع وأن دوركم يتمثل فى كشف ومحاربة هذا الفساد. وبعد نجاح تجربة البرنامج وعد الرئيس بإنشاء برنامج خاص للشباب من هم فوق سن الثلاثين ومن حملة الماجستير والدكتوراه لتأهيلهم وتدريبهم حتى يتم اختيارهم كوزراء ومحافظين. 3 الأحزاب فى مؤتمرات الشباب: مشاركة مستمرة.. وبرامج تنموية لم يغب دور الأحزاب السياسية وشبابها عن نقاش مؤتمرات الشباب التى عقدت على مدار العام الماضى، فقد شارك ممثلون للجان وأمانات الشباب بأحزاب سياسية مختلفة فى مختلف ملتقيات الشباب التى نظمت. وترجم هذا الحضور التوصية التى خرجت عن المؤتمر الوطنى الأول بدعوة شباب الأحزاب والقوى السياسية لإعداد برامج وسياسات تسهم فى نشر ثقافة العمل التطوعى تبنى مبادرة القضاء على الأمية بالمحافظات المصرية. وعلى الرغم من أن هذا الجهد لم تتضح معالمه على أرض الواقع طوال العام الماضى من الأحزاب، إلا أن مشاركاتهم لم تغب عن مختلف الفعاليات. وفى هذا الإطار أكد الرئيس السيسى فى مؤتمر الإسماعيلية احترامه للمعارضة ودعمه لجميع الأحزاب والقوى السياسية المصرية للمساهمة فى المسيرة السياسية والتنموية، مشدداً على أنه لا ولن يتم اتخاذ أية إجراءات إقصائية أو استثنائية ضد المعارضة، مؤكداً أن الجميع سواء كانوا مؤيدين أو معارضين مواطنين مصريين ويعملون من أجل الوطن. وفيما يتعلق بموقف الدولة من الانتخابات الرئاسية فى 2018، كان قد تحدث الرئيس عن الموقف منها وقال إنه سيحترم رغبة المصريين وإنه يدعوهم للمشاركة بكثافة فى الانتخابات والتعبير بحرية عن آرائهم أياً كانت، مؤكداً احترامه لقرار الشعب المصرى ونزوله على رغبته فى هذا الشأن.