يقول تعالي: «يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك» «الانفطار: 6 -8». في هذه الآية الكريمة يقول الله تعالي معاتبا للإنسان المقصر في حق ربه، المتجرئ علي مساخطه: يا أيها الإنسان المنكر للبعث، ما الذي جعلك تغتر بربك الجواد كثير الخير الحقيق بالشكر والطاعة؟ أتهاونا منك في حقوقه، أم احتقارا منك لعذابه، أم عدم إيمان منك بجزائه؟ أليس هو الذي خلقك فسوي خلقك في أحسن تقويم وأجمل هيئة، فعدلك وركبك لأداء وظائفك تركيبا قويما معتدلا في أحسن الأشكال، في أي صورة شاءها الله خلقك عليها؟ فهل يليق بك أن تكفر نعمة المنعم، أو تجحد إحسان المحسن؟! إن هذا إلا من جهلك وظلمك وعنادك وغشمك، احمد الله أن لم يجعل صورتك صورة كلب أو حمار، أو نحوهما من الحيوانات.