لقي بدويان من قبيلة الصوالحة بجنوبسيناء مصرعهما في ظروف غامضة بعد أن قام مجهولون بإطلاق أعيرة نارية كثيفة عليهم مما أثار حفيظة مجموعة كبيرة من البدو من قبائل عديدة وقاموا بقطع الطريق الدولي. أدي الحادث إلي قيام اعداد كبيرة من البدو بقطع الطريق الدولي أمام مدينة أبورديس التي تبعد 100 كيلو متر من مدينة طور سيناء عاصمة المحافظة، مما أدي إلي تكدس السيارات الملاكي والأجرة والأتوبيسات علي الطريق بطول 2 كيلو متر، وعودة أتوبيسات نقل الركاب الي محطاتها بطور سيناء وشرم الشيخ، كما قام عشرات المواطنين بإلغاء حجوزات سفرهم من جنوبسيناء الي خارجها بسبب تخوفهم من مخاطر الطريق وذلك لمدة 5 ساعات متواصلة، نجحت بعدها الجهات الأمنية المختلفة في فتح الطريق مرة أخري في ساعة مبكرة من صباح أمس، وقد التزمت الجهات الأمنية المختلفة بعدم اطلاق الاعيرة النارية لإخلاء الطريق وفضلوا التعاون مع مشايخ القبائل وعواقل البدو. علي صعيد الاحداث في شمال سيناء عثرت قوة من الشرطة والجيش علي حقيبة حديدية كبيرة يشتبه ان بها متفجرات وتبين بعد اطلاق المسدسات المائية بأنها خالية. يذكر أن الشرطة مدعومة بقوات كبيرة من الجيش واصلت حملتها الأمنية علي سيناء خاصة العريش وأسفرت الحملة خلال 48 ساعة فقط عن مقتل عنصرين من «المطلوبين» وكذلك ضبط واعتقال 24 آخرين في محاولة من الشرطة لضبط الأمن في سيناء. في السياق ذاته ضطت قوات الأمن سلاحًا آليا وعددًا من القنابل اليدوية وخزنتي سلاح وجراب مسدس ميري وعدد 22 طلقة وأدوات قتالية أخري، بحوزة مواطن في حي العبور جنوب مدينة العريش. وأكد مصدر أمني مسئول بشمال سيناء أنه تم ضبط 10 قنابل بدوية و15 قاذفة «آر بي جيه» وعدد من الاسلحة الآلية وسلاح قناص سبق استخدامه في الهجوم علي قوات الأمن وكميات كبيرة من مادة ال«T.N.T» شديدة الانفجار، وقال المصدر إنه تم ضبط أحد الاشخاص داخل المخزن والذي أرشد عن شخصين آخرين شركائه فيه. وفي سياق آخر اطلق مسلحون مجهولون النار علي الكمينين الامنيين بمنطقتي لحفن والمزرعة جنوبالعريش. في سياق متصل علقت وسائل الاعلام الامريكية والاسرائيلية علي دخول الجيش المصري الي سيناء بإعداد كبيرة نوعا وكمًا، ففي حين ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن الخطة كانت بالاتفاق مع تل أبيب أكدت مصادر إسرائيلية اعلامية عديدة أن الجيش المصري اصبح هو صاحب الكلمة العليا في موضوع سيناء وقللوا من مصداقية أن مصر انتظرت موافقة تل أبيب كما أعلنت الحكومة الاسرائيلية في تأكيد واضح علي أن إسرائيل حاولت حفظ ماء الوجه أمام القرارات العسكرية المصرية الجديدة. ويبرز في ذات السياق أن وسائل الاعلام الامريكية علقت هي الاخري بأن مصر كان من حقها دائما السيطرة علي سيناء غير أن نظام الرئيس مبارك لم يفعل الكثير للمطالبة بهذا الحق، وأكدت وسائل إعلام أمريكية عديدة أنه لا خوف علي إسرائيل من تواجد القوات المصرية المسالمة التي تحترم المعاهدات طبقا لتاريخها في سيناء مؤكدة أن الوضع في سيناء علي الارض طبقا لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل قد تغير للأبد وأن القوات المصرية الحامية لسيناء ستبقي. وسائل الاعلام الامريكية فجرت قضية مهمة للغاية حين ذكرت أن الجيش درس اسباب تدهور الاوضاع واكتشف انها كانت اسبابًا فردية تسبب فيها وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي المحبوس حاليا وعدد من مساعديه علي ذمة قضية قتل الثوار وقالت إن الجيش قرر التقدم بقوات علي قدر عال من التدريب والخبرة وأن القوات المصرية تشبه قوات حفظ السلام المصرية المعروفة للأمم المتحدة وأنها جاءت إلي سيناء لإقامة علاقات جيدة بينها وبين السكان المحليين من أجل القضاء علي ارث العادلي السيئ ومكافحة الجريمة وضبط الحدود بشكل عسكري منضبط لا تتحكم فيه أهواء حفنة من الضباط كانت تتربح من العمل علي الحدود. من ناحية أخري وفي متابعة لتحركات القوات المسلحة في سيناء بشكل موسع لاول مرة منذ اتفاقية «كامب ديفيد» زعم موقع «ديبكا» المقرب من الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية أن جيش التحرير الاسلامي قام باختطاف ثلاثة ضباط مصريين، وبحسب التقرير الاسرائيلي قد وقعت اشتباكات بين القوات المصرية وبين العناصر المنتمية لتنظيم القاعدة في سيناء وأسفرت عن سقوط قتيل وأفادت المصادر الاستخباراتية للموقع أنه لم يتضح بعد إذا ما كان الضباط المخطوفون محتجزين كرهائن أم تم قتلهم. وأضاف التقرير أن عملية السيطرة علي شمال سيناء هي الجزء الاسهل من العملية المصرية، لكن الجزء الاصعب سيكون خلال الاسابيع القادمة عند تقدم القوات المسلحة المصرية من الشمال لتحاصر تلك الجماعات في جبال وسط سيناء. وتوقع التقرير أن تكون القوات التي توغلت في سيناء ليست سوي الموجة الاولي للقوات التي ستدخل سيناء قريبا بهدف تطهير سيناء من رجال تنظيم القاعدة وأشار الموقع أن هناك تنسيقا أمنيا بين إسرائيل ومصر لادخال عدد كبير من القوات المسلحة لسيناء، وأضاف أن المصريين لا يمكنهم الاستيلاء علي المنطقة دون مساندة القوات الجوية فهي في حاجة لاستخدام المقاتلات والقاذفات لتطهير المنطقة وكذلك مروحيات لتأمين المدرعات المتحركة في الطرق المنعزلة علي محاور سيناء كذلك ستستخدم طائرات الاستطلاع بدون طيار لتنفيذ عمليات استطلاع جوي للادلاء بالمعلومات الاستخباراتية عن أماكن تمركز تلك الجامعات. وبحسب التقرير الاستخباراتي الاسرائيلي فإن قوات جيش التحرير الاسلامي تتألف من خمسة عناصر رئيسية وهي: سكان محليون من البدو يريدون تصفية حساباتهم الشخصية مع القبائل أو الجيش المصري وفلسطينيون من قطاع غزة منتمون لتيارات سلفية متطرفة والذين يتبعون القاعدة والمئات من رجال الجهاد الاسلامي والجماعة الاسلامية الذين هربوا من السجون المصرية خلال الاضطرابات الامنية التي شهدتها مصر في يناير الماضي ومحاربون من القاعدة حاربوا خلال سنوات التسعينيات مع القاعدة في أفغانستان وباكستان ومقاتلون منتمون للتيارات أخري من عناصر مصرية.