كان المختار احد الذين كتبوا الي الامام الحسين عليه السلام للقدوم الي الكوفة وقيادة الثورة ضد يزيد بن معاوية، وفي داره نزل مسلم بن عقيل - مبعوث الامام الحسين - فكان يختلف اليه زعماء المدينة ويبايعون مسلم، ولكن عبيد الله بن زياد قضي علي حركة مسلم والقي المختار في السجن. وبعد مدة جري اطلاق سراحه بوساطة عبد الله بن عمر زوج اخته. فالزمه عبيد الله بن زياد بالاقامة خارج الكوفة فرحل الي مكة، بانتظار ان تسنح الفرصة للعودة اليها ويعلن الثورة فيها. في اواخرعام 63 هجري او بداية عام 64 هلك يزيد بن معاوية وحدث فراغ في الحكم وازمة داخل البيت الاموي حول من يستلم الحكم بعد يزيد، فقرر عبيد الله بن زياد التوجه الي الشام ليكون بالقرب من مركز الخلافة ويبتعد عن الكوفة حيث كانت الاجواء القائمة فيها تشير الي احتمال اضطراب الاوضاع فيها والثورة عليه. فاسرع عبد الله بن الزبير الي تعيين عبد الله بن مطيع حاكماً علي الكوفة. في مثل هذه الظروف عاد المختار الثقفي الي الكوفة وجمع حوله نحو سبعة آلاف من الشيعة بينهم ابراهيم بن مالك الأشتر النخعي وأثار فيهم الحمية للثورة والانتقام من قتلة الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء، فاصطدم مع عبد الله بن مطيع وهزمه ثم استولي علي دار الامارة في الكوفة وارسل جنده لملاحقة قتلة الامام الحسين واهل بيته عليهم السلام، حتي انتقم من جميع الذين شاركوا في مذبحة كربلاء بينهم عمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن، كما قتل عبيد الله بن زياد علي يد ابراهيم الاشتر النخعي في معركة جرت بين الجيش الاموي وجيش المختار في اطراف مدينة الموصل بشمال العراق. غير ان جيش المختار لم يستطع ان يقاوم إمام الهجوم الواسع الذي شنه مصعب بن الزبير عليه قادما من البصرة، فقتل المختار في هذه المعركة يوم الرابع عشر من شهر رمضان في عام 67 للهجرة. وبعد اقل من عام جهز عبد الملك بن مروان جيشاً عظيماً وهاجم الكوفة حيث لقي مصعب مصرعه وتفرق جنده وعادت الكوفة الي سيطرة الدولة الاموية مرة اخري.