لا سحور ولا عيد بدون طبلة "عم عبد المجيد"، هذه هي الحقيقية فالرجل هو الوحيد الذي يحيي رمضاننا في تلك القرية النائية من محافظة كفر الشيخ، ويحيي العيدين الصغير والكبير بل ويحيي جميع المناسبات الدينية. في رمضان، يسهر "عم عبد المجيد المغربي" في "دكانته" بصحبة عدد من رجال القرية حتي الساعة الثانية صباحا، بعدها يحمل "طبلته" الكبيرة التي تشبه تلك التي يحملها العازفون في فرق الموسيقي العسكرية، وبها يدور علي "دور" القرية، وبصوت جهوري يغني ويقول "اصحي يا نايم وحّد الدايم..إصحي يا نعسان وحّد الرحمن"، وإذا "وصّيته" ستجده يتوقف أمام كل بيت لينادي بصوت عال علي كل ما فيه من رجال بأسمائهم ويدعوهم للنهوض للسحور، وفي آخر الشهر لا تحاول أن تمنحه أموالا، لأنه سيطلبها في شكل قمح أو أرز، كانت ابنته في ليالي الشتاء تدور معه وتحمل له "كشافا" ينير له الطريق وسط الوحل وليقيه هجوم كلاب القرية، لكنها الآن سافرت وصار هو يسحّر الناس بمفرده. وفي ليالي خسوف القمر القليلة، يحمل "عم عبد المجيد" ذو الملامح السمراء نفس الطبلة، ويدور بها والأطفال من حوله يغنون ويدعون بالخير للقرية ولمصر، وفي العيدين "ينصب" "عم عبد المجيد" طاولة يرص عليها مختلف اللعب والهدايا بجانب "مرجيحة" صغيرة الحجم، لا أحد في القرية كلها يفعل ذلك مثله، لهذا تجده طوال نهار اليوم الأول من العيد هو قبلة الأطفال، وإذا شعر أن "رجلهم خفّت" يسرع لحمل الطبلة "الخبط عليها" ويغني والأطفال يرددون من خلفه بصوت عال ليقبل غيرهم عليه، لهذا لا أحد يعرف حقا ما الذي يمكن أن يكون عليه شكل العيد أو شكل رمضان بدون "عم عبد المجيد".