«مصر لم تتلق أى رد من أثيوبيا أو السودان حول مقترح القاهرة بشأن إدخال البنك الدولى إلى ملف سد النهضة وإشراكه فى المفاوضات القائمة بين دول المصب الثلاث»، هذا ما أكده وزير الخارجية سامح شكرى فى مؤتمر مع نظيره الإيرلندى سيمون كوفنى. «شكرى» أوضح أن العلاقات المصرية السودانية لها خصوصيتها ومصر حريصة عليها، حيث تحتاج منحى العلاقات لتصويب حتى لا يكون هناك تأثيرات سلبية على شعبى البلدين، خاصة بعد قرار الخرطوم باستدعاء سفيرها للتشاور، إذ ستقوم القاهرة بعملية تقييم كاملة لاتخاذ الإجراءات تجاه ذلك الموقف. وزير الخارجية استهل المباحثات بتقديم التهنئة لنظيره الإيرلندى، بمناسبة اختياره نائبا أوحد لرئيس الوزراء وبحث تعزيز العلاقات الثنائية وعودة خط الطيران المباشر فضلا عن مباحثات مركزة حول القضية الفلسطينية وملف الهجرة غير الشرعية والقضاء على الإرهاب. كما استعرض جهود مصر فى الإصلاح الاقتصادى ومجالات الاستثمار وأهمية عودة السياحة الأيرلندية إلى مصر، إذ تم الاتفاق على انعقاد المشاورات السياسية بصفة دورية مع أيرلندا على المستوى الوزارى بهدف تعزيز العلاقات فى شتى المجالات. الوزير شكرى استعرض أيضا الدور المصرى فى محاربة الإرهاب باعتباره تهديدا متزايدا للأمن والسلم الدوليين، وكذلك كيفية دفع التنسيق والتعاون بين مصر وأيرلندا فى مجال مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية التى تمثل تحديا مشتركا للبلدين، مع التأكيد على الموقف المصرى بأهمية دعم عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى الدول المصدرة للهجرة وعدم الاقتصار على الحلول الأمنية، وإبراز الدور المصرى فى هذا الصدد. وقد أعقب مباحثات الوزيرين مؤتمر صحفى مشترك. المباحثات بين شكرى وسيمون تطرقت إلى القضايا الإقليمية والدولية وعلاقات مصر بالاتحاد الأوروبى التى يأتى على رأسها التعاون المشترك للقضاء على الإرهاب وتأثيره على القارة الأوروبية، حيث كانت أيرلندا من الدول الداعمة لمصر فى الفترة الماضية، مع تطابق وجهتى نظر كلا البلدين فى كثير من الملفات. «كوفنى» أكد أن مصر بلد مهم يلعب دورا كبيرا فى دعم السلام بالمنطقة ولديه خبرة كبيرة فى مجال مكافحة الإرهاب ترغب بلاده فى الاستفادة والتعلم منها . الوزير الإيرلندى شدد على أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب كان مخطئا فى قراره المثير بشأن القدس إذ إن حل الدولتين أصبح أكثر صعوبة بعد هذا القرار. وأشار سيمون إلى أن هناك تعاونا مشتركا منتظرا على الصعيد الاقتصادى تتطلع أيرلندا لتعزيزه لا سيما فى قطاعى الزراعة والدواء، مشددا على وجود العديد من الفرص الاقتصادية الواسعة والمهمة فى مصر. وتناول الوزيران سبل تطوير العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجارى، والتعاون فى مجال الطيران المدنى، والتباحث حول الفرص الاستثمارية المتاحة للجانب الأيرلندى فى مجالات عديدة على رأسها صناعة الأدوية والصناعات الغذائية والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات.