نددت العواصم العالمية والعربية والإسلامية بقرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك. وعبرت المملكة العربية السعودية أمس الخميس عن «أسفها الشديد» لقرار الرئيس الأمريكى، وأصدر الديوان الملكى بياناً أشار خلاله إلى أن المملكة حذرت مسبقا من العواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة وغير المسئولة، واستنكرت القرار الأمريكى لما يمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطينى التاريخية والثابتة فى القدس. ومن جهتها أبدت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى، معارضتها لقرار الرئيس الأمريكى، وقالت فى بيان لها: «نحن لا نتفق مع قرار الولاياتالمتحدة بنقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل استباقا لاتفاق الحل النهائى»، مضيفة: «نعتقد أن ذلك لا يخدم إحلال السلام فى المنطقة». وأكدت ماى فى بيانها عدم نية لندن الحذو حذو واشنطن، قائلة: «إن سفارة بريطانيا فى إسرائيل تقع فى تل أبيب ولا ننوى نقلها»، مشيرة إلى أن موقف بريطانيا من مسألة وضع القدس واضح وثابت، وهو أن تحديده يجب أن يتم عبر تسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على أن تصبح القدس فى النهاية عاصمة مشتركة بين الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية. الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، وصف قرار «ترامب» الأحادى بالمؤسف مشيرا إلى أن باريس لا تؤيده، داعيا جميع الأطراف إلى ضرورة تجنب العنف وأكد أن وضع القدس يحدده الإسرائيليون والفلسطينيون من خلال المفاوضات. كذلك قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إن حكومتها لا تدعم قرار ترامب لأن وضع القدس لا يمكن التفاوض بشأنه إلا فى إطار حل الدولتين. وأكدت الحكومة الفيدرالية الكندية أنها لن تنقل السفارة الكندية فى إسرائيل إلى القدس وستبقى على سفارتها فى تل أبيب، مشددة على أنها ما زالت لا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال المتحدث باسم الخارجية الكندية آدم أوستن إن بلاده تلتزم بالهدف من السلام الشامل والعادل والدائم فى الشرق الأوسط. كما أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى، فيديريكا موجيرينى عن قلقها البالغ إزاء القرار وما يمكن أن ينتج عنه من تداعيات على فرص السلام. ووصف وزير الخارجية الباكستانى خواجة آصف، قرار الرئيس الأمريكى بأنه يمثل «إهانة للفلسطينيين والعالم الإسلامى بأسره». وقال أصف إن هذا القرار يعتبر دليلا صارخا على وقوف الولاياتالمتحدة ضد المسلمين، مؤكدا أن حرمة القدس لدى المسلمين لا تخفى على أحد. ومن جهتها أكدت دولة الصين أن اعتراف الرئيس الأمريكى ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل سيصعد الموقف فى الشرق الأوسط وسيقوض مجهودات السلام. ويعقد مجلس الأمن الدولى اجتماعاً طارئاً، صباح اليوم الجمعة، لمناقشة الخطوة الآحادية الأمريكية، إذ طالبت كلا من بعثات مصر وبوليفيا وفرنسا وإيطاليا والسنغال والسويد وبريطانيا وأوروجواى الرئاسة اليابانية لمجلس الأمن عقد اجتماع طارئ للمجلس قبل نهاية الأسبوع». وطلبت هذه الدول افتتاح الاجتماع بعرض سيُقدّمه الأمين العام للأمم المتحدة الذى كان ذكّر بمعارضته «أىّ إجراء أحادى»، وذلك بعيد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
