رغم أن محافظة الشرقية تحتل المركز الثالث بين المحافظات من حيث عدد السكان، الذى يصل إلى 9 ملايين نسمة، إلا أنها تفتقر وجود دور العرض «السينما»، التى تعتبر إحدى وسائل التنمية الفكرية والثقافية للشباب ولها تأثير كبير فى بناء العقل ورقى الفكر، فضلا عن اعتبارها مكانا للترفيه عن النفس، والخروج من الضغوط والمشاكل النفسية. يوجد بالشرقية عدد قليل من دور السينما، منها سينما «الأسرة» بمدينة الزقازيق، و«مجمع السينمات» بنادى أحمد عرابى المواجه لجامعة الزقازيق، و«مجمع السينمات» بالمصرية بلازا بمنطقة القومية، وسينما «أبوكبير» بمركز أبوكبير، وجميع هذه الدور ذات ملكية خاصة لبعض المستثمرين ولا تتبع أى منها للمحافظة، وفى الوقت نفسه لا يوجد مسارح بالمحافظة سوى مسرح قصر ثقافة الزقازيق. مضيعة للوقت يقول محمد صقر، طالب بالثانوية العامة: إن دور السينما تشهد إقبالا فى الأعياد والمناسبات فقط من الشباب دون سن ال26 عاما، تزامنا مع ظهور بعض الأفلام الجديدة، مشيرا إلى أنها لا تقدم محتوى فكرى جذابا. وأشار صقر، إلى أن دور السينما يعتبرها البعض مضيعة للوقت، خاصة الطلاب لأن لديهم أحلام وطموحات يسعون لتحقيقها، فضلا عن مذاكرة دروسهم، منوها إلى أن هناك الكثير من أصدقائه لم يحالفه الحظ فى التوافد إلى دور السينما، خاصة أن جميعها موجود ومتاح على الإنترنت، دون أن يكلفه ذلك أى مبالغ مالية، علاوة على أن هناك البعض يفضل الانتظار لحين عرضها على شاشات التليفزيون، ويكون حينها مستمتعًا أيضا بمشاهدتها لأول مرة. خيال وكوميديا ويوضح على صلاح، محام، أن دور السينما لم تعد تشهد إقبالا كما كان فى السابق، مؤكدا أن معظم الأفلام التى تعرض حاليا بمعظم هذه الدور لا تناقش ظاهرة تحدث بالمجتمع يجب التحذير منها، حيث تنوعت بين الخيال، أو الكوميديا، رغم أن هناك الكثير من الأحداث والقضايا المهمة التى يجب أن تتناولها وتحذر المشاهدين منها أو من الإقبال عليها، لكن لا نختلف أنها مكان ترفيهي. ويؤكد إبراهيم عبدالرسول، طبيب بإحدى المستشفيات، أن دور السينما كانت فى الماضى تعرض أفلاما الغرض منها بث روح الوطنية فى الشباب وأفكارا دينية للبعد عن التطرف والتشدد وتحذر من الإرهاب، مشيرا إلى أن سلوك الشباب هذه الأيام تحول تماما، فمنهم من اتجه للبلطجة واستخدام العنف، والآخر اتجه للجماعات الإرهابية التى تعمل على بث الرعب والدمار الشامل للمجتمعات. أفكار متطرفة ويرفض محمود بكرى، طالب جامعى: الأعمال الفنية التى أصبحت تقتصر على تناول أعمال العنف التحريض، واثارة الشغب والبلطجة، فضلا عن احتوائها مشاهد غير لائقة وعنفوانية، الأمر الذى يرفضه الكثير من المشاهدين، حرصا منهم على عقول ابنائهم من تلك الأفكار المتطرفة وغير السوية. من جانبه أكد بشير السيد، مستأجر دار السينما بأبوكبير، أن حفلات السينما أصبحت موسمية، والمواطنون يأتون لمشاهدة الأفلام الجديدة التى يتم عرضها فى إجازة عيدى الفطر والأضحى، مشيرا إلى أنه أحياناً يتم عرض الفيلم ل4 أشخاص فقط، مؤكدا أن تسرب بعض تسجيلات ومقاطع الفيديوهات لأهم الأفلام على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» عقب ساعات من عرضها لأول مرة تسبب فى خسائر مادية كبيرة.
