بعد أن أعلنت وزارة الآثار فى بيان رسمى عن العثور على تمثال فرعونى لأحد كبار الكهنة فى وضع تعبدى، ووصفته بالتحفة النادرة.. قررت الوزارة تشكيل لجنة لإعادة فحص التمثال المضبوط بحوزة لص فى أسيوط، حسبماً أكدت المصادر. وكشفت المصادر أن قرار الوزارة جاء بعد ما قام عدد من الآثاريين بالتشكيك بالأدلة فى حقيقة التمثال الذى يرجع للعصر المتأخر، وعليه كتابات هيروغليفية لأسماء الكاهن. وقال الدكتور نزيه سليمان الباحث فى علم المصريات، إن هيئة التمثال المضبوط لا تنتمى لعصر الرعامسة، التى استمرت حتى عهد كليوباترا السابعة وهناك تماثيل لها بنفس الهيئة، لكنه يكون واقفا وليس جالسا، مشيرا إلى أنه لا يوجد تناسب فى التمثال الذى تم العثور عليه. وتابع: التمثال له فيديوهات منتشرة منذ فترة طويلة وهذا دليل قوي للتشكيك فى أثريته، وأتعامل مع الآثار منذ 15 عاما، ولم أسمع عن وجود تماثيل من حجر يسمى جرانيت أسود، فهناك فقط الجرانيت الوردى، كما توجد أخطاء فى اللغة المكتوبة على التمثال، وأن هذه الأخطاء لا يمكن أن تحدث من صانع وإن كان مبتدئا فى عصره. وأكد د.مدين حامد عبدالهادى، مدرس الترميم بجامعة الفيوم، أن التمثال مزيف ولا يوجد ما يسمى جرانيت اسود، وبعد تنظيفه جيدا قد يكون جرانوديوريت أو ديوريت أو بازلت، كما أن وضع التمثال التعبدى خاطئ ونهايات كتاباته خاطئة رغم عدم وضوحها جيدا. وأوضح د.عمر أبو زيد مدرس الآثار المصرية بجامعة أسوان أن التمثال من فصيلة حاملى الشعارات الإلهية، ولا يوجد تمثال حامل شعار إلا وقوفا، أو فى جلسة أو ركوع، والتمثال يتنافى تماما مع الوضع التقليدى للتماثيل حاملة الشعارات، كما أنه لا يوجد اى نص على ظهر اى تمثال يبدأ بصيغة «حم -نثر» لإنها ليست صيغة افتتاحية، والمؤكد أن تكون الصيغة «نثر- نفر». وردا على ذلك قال جمال أبوبكر السمسطاوى مدير عام آثار مصر الوسطى ل«روزاليوسف» أن اللجنة التى عاينت التمثال عقب ضبطه أقرت بأنه أثرى، وأنه فى حال طلبت منا النيابة تشكيل لجنة لمعاينة التمثال مرة أخرى سنفعل.
