كشفت مصادر دبلوماسية أمريكية ل«روزاليوسف» أمس الدوافع والأسباب الحقيقية وراء إقالة ستيفن بانون أحد أهم مستشارى دونالد ترامب والملقب بكبير الكهنة فى البيت الأبيض والعقل المُحرك للرئيس الأمريكى. إذ وصلت معلومات لترامب جعلته يشك فى أن «ستيف بانون» هو السبب الرئيسى فى تسريبات البيت الأبيض التى أحرجته كثيرا أمام الأمريكان وموظفيه وحتى أمام حلفائه من الدول، فضلا عن وقوفه خلف قرار ترك اتفاق باريس للتغير المناخى، ومحاولات حظر سفر مواطنى سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى أمريكا، وحثه الدائم على الهجوم على وسائل الإعلام، ما تسبب لترامب فى فقد كثير من شعبيته ودخوله فى خصومة شوهته على شاشات كثير من المحطات التلفزيونية والصحف. السبب الثانى والذى جاء ليقضى على ما تبقى للرجل عند ترامب هو دعمه الكامل والعلنى بتصريحات أيديولوجية عنصرية «القوميين البيض» فيما وقع من أحداث بمدينة تشارلوتفيل بولاية فرجينيا أثرت على تصريحات ترامب التى حاول خلالها إدانة التفرقة بين الأمريكان البيض وأصحاب البشرة السمراء، واتهم ترامب بسببه بأنه لم يكن على قدر الحدث. السبب الثالث القوى بحسب المعلومات التى وصلتنا هو إجراء كبير مستشارى البيت الأبيض ستيفن بانون مقابلة إعلامية أظهر خلالها ترامب يسير على عكس التيار ما اعتبره الأخير تشويها متعمدا له، خاصة فيما يتعلق بالتصريحات ضد كوريا الشمالية وإصرارها على استكمال التجارب الصاروخية. كما فضح بانون أسرارا دقيقة تتعلق بحرب تجارية تقودها أمريكا فى الخفاء لوقف التمدد الصينى فى مناطق كثيرة ومحاولة إعاقتها اقتصاديا، وهى معلومات تسببت فى حرج بالغ للإدارة الأمريكية أحدثت فجوة مؤخرا فى العلاقات بين بكين وواشنطن رغم محاولة الرئيس الأمريكى استيعاب التنين الصينى ولو ظاهريا.
