ما الذى حدث فى إيبراشية الفيوم يجعل أسقفها- نيافة الأنبا إبرام - الذى خدمها اكثر من 30 عاما وحصل حول تاريخها على درجة الدكتوراه فى رسالة عميقة ترأس البابا شنودة الثالث بنفسه لجنة مناقشتها، يتركها بعد كل هذا العمران الروحى والمعمارى ويعود إلى ديره فى وادى النطرون ليتعبد؟ هذا هو السؤال الذى يأكل عقل الاقباط وقلوبهم طوال الأسبوع الماضى وحتى الساعة؟ وهذا هو الحدث الذى جعل أقباط الفيوم يتجاهلون التحذيرات الأمنية ويذهبون فى مظاهرات حب لدير الأنبا بيشوى يطالبون أسقفهم بالعودة، وهو ما نجيب عليه فى السطور التالية. فى البداية لابد أن نؤكد ان الأنبا إبرام وقع فى عشق الفيوم والقارئ المدقق فى رسالته «إيبراشية الفيوم بين الماضى والحاضر» يكتشف هذا العشق بسهولة فيقول حول الشعب المسيحى فى إيبراشية الفيوم، فإن الدراسة التحليلية للوثائق التى تذكر مواقف وتصرفات تبين طبيعة الشعب المسيحى الفيومى، وهذا يتبين من خلال الدراسة الآتية: أولاً: هناك خطاب عثر عليه ضمن برديات اكتشفت بالفيوم ترجع إلى عام 264 – 282م يتحدث عن أحد الأشخاص المسيحيين الذى أرسله من روما إلى مسيحى إقليم الفيوم. فهذا الخطاب يبين لنا حياة الشركة والوحدة والتعاون بين المؤمنين أعضاء الجسد الواحد بإقليم الفيوم. كما أن الخطاب يظهر أيضاً أن الكنيسة المحلية بإقليم الفيوم كانت على اتصال بالكنيسة الأم بالإسكندرية ممثلة فى البابا البطريرك. كما أنه من الواضح أن هناك إيبراشية تأسست بالفيوم لها أوقافها وتدبير شئونها المالية. ثانياً : هناك رسالة أرسلها البابا ديونسيوس ال14 بعد عودته من الفيوم يتحدث فيها عما دار فى إيبراشية الفيوم حول مناقشة بعض الآراء التى كانت للأسقف نيبوس وبعض الأتباع حول ملك الألف سنة. قال البابا ديونسيوس عن شعب الفيوم بعد اجتماعه معهم: «إنه ليسرنى جداً أن أعلن على رؤوس الأشهاد ماشاهدته فى هؤلاء الأخوة من الثبات والإخلاص والمحبة والذكاء عندما بدأنا بالبحث فى هذا المعضل وكيف أنهم تبادلوا الآراء وتناقشوا فى الأسئلة والأبحاث بروح الاعتدال والهدوء إذ تجنبنا بقدر الإمكان الإصرار على صحة الأفكار التى تتفق معنا ولو ثبتت صحتها قبل أن نفحصها جيداً ونمتحنها كثيراً. كما أننا لم نصرف جهدنا فى المصارعات والمماحكات بل سعينا جهد استطاعتنا فى ألاّ نشذ عن الموضوع الذى نتناقش فيه ولا أن نتركه إلى غيره قبل أن نبت فيه حكماً نهائياً». من خلال الرسالة السابقة يمكن أن نتفهم أهم الخصائص الفكرية والروحية لشعب الفيوم فى فكر البابا ديونسيوس الإسكندرى 1- إنه شعب مخلص محب للكهنوت ورئاسة الكنيسة، فيقول البابا ديونسيوس: «كما يسرنى مابدا من أبنائى أهل أرسينوى إذ نسبوا نقد للبدعة الألفية إلى الإخلاص الأبوى». 2- يتصف بالذكاء والحنكة فى تبادل الآراء ومناقشتها، كما يتبين من نص الرسالة السابق ذكرها. 3- البحث عن الحق بروح الاعتدال والهدوء، والبعد عن الإصرار قبل أن يفحص الفكر جيداً. 4- من الخصائص الفكرية لشعب الفيوم أنه يتصف بالمناقشة الموضوعية والبعد عن تشعب الأفكار بعيداً عن موضوع المناقشة والإخلاص. 5- الجرأة والإخلاص فى إعلان الحق وهذا مايبينه البابا ديونسيوس فى رسالته أيضاً حيث يقول: «ومما يسرنى أن أبنائى حين وقفوا على ماهم فيه من خطأ أعلنوا ذلك جهاراً فى غير حياء ولا تردد. وكان فى طليعة المعترفين بخطأهم كوراسيوس الكاهن الذى أقام المثل الحى الدال على إخلاصه للحق». وحول تاريخ الأديرة القبطية القديمة بإقليم الفيوم شهد إقليم الفيوم وكان يعرف باسم منطقة أرسينوى نهضة رهبانية كبيرة بداية من القرن الثالث الميلادى، وأوائل القرن الرابع. فكانت هذه المنطقة عامرة بالرهبان، ولاشك أنهم كانوا يستخدمون المخطوطات فى عبادتهم، ودراساتهم للعلوم الكنسية، ومما يؤكد ذلك المخطوطات التى اكتشفت فى برية الفيوم سنة 1910م، وتعرف بمجموعة مورجان الشهيرة، والتى تشمل على ستة وخمسين مجلداً ضخماً كتبت باللغة القبطية الصعيدية، وتحوى أقوالاً للآباء وعظات، وسير قديسين وتفسيرات للكتاب المقدس. وتوجد نسخة من هذه المجموعة فى مكتبة المتحف القبطى بالقاهرة. هذه مجرد لمحات صغيرة من رسالة الرجل الذى تغلغل فى ماضى وواقع الإيبراشية. لذلك لم يتخيل احد انه سوف يتركها ولكن كان اول من اشار لذلك صفحة «الارثوذكس الحقيقين « على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك حيث نشروا بوضوح غضب البابا تواضروس على الأنبا إبرام أسقف الفيوم والأنبا أغاثون أسقف مغاغة لرفضهم المعلن والجريء والصريح لاتفاقية توحيد المعمودية التى وقعا البابا تواضروس مع البابا فرنسيس أثناء زيارة الأخير للقاهرة ابريل الماضى حيث قال الأنبا إبرام عن الاتفاق وبوضوح «لم يتم عرضه على المجمع؛ وإنما عُرض على مجموعة من أعضاء المجمع المقدس، منهم مَن وافق ومنهم مَن اعترض. وكان يجب أن يتم عرضه على كل أعضاء المجمع، لأن كنيستنا لا تؤمن بعصمة الأب البطريرك، ويجب أن يوافق كل أعضاء المجمع على أى قرار». وطالب «ببيان من قداسة البابا. وتحديداً نريد البيان الذى يحمل توقيع الباباوين. ومنتظرين نشره - كما سبق وقلت بسرعة وباللغتين العربية والانجليزية - لإنهاء الأزمة. نشر هذا البيان أو الوثيقة من شأنه إما إسكات الجميع أو ثورة الجميع، فالأمر متوقف على مضمونه». ورغم نفى الكنيسة غضب البابا وتوعده للأسقفين إلا أن البابا قام فى أول يوليو بإعفائه من الإشراف على دير الأنبا متاوس السائح وهو الذى تولى الإشراف عليه بتكليف من البابا شنودة فى 2001 وكلف البابا تواضروس الراهب يوساب السريانى بالإشراف على الدير؟! دون سبب واضح لهذا القرار ولماذا اتخذ بعد مشكلة اتفاقية المعمودية. ثم توجهه الأنبا إبرام للاعتكاف بدير الأنبا بيشوى وعندما نشر خبر تركه للفيوم أسرعت الكنيسة بنفى ذلك وأكدت أن الأسقف يقضى فترة اعتكاف معتاد عليها سنويا ثم عادت وأعلنت أنه قدم خطاب كتبه بيده ووقعه يطالب فيه بترك الإيبراشية أى كذبت نفيها الأول وهذه هى المرة الأول التى يقرر فيها أسقفا ترك كرسيه حيث إن هذا الأمر تمنعه قوانين الكنيسة الأمر الذى استفز الأقباط بصورة عامة واقباط الفيوم بصورة خاصة وتبلبلت الآراء وتداولت أسئلة من قبيل. ماهو موقف المصادر الكنسية التى أكدت لنا أن الأسقف يقضى فترة اعتكاف سنوية متكررة كعادته كل عام أليس هذا كذب يا آباء الكنيسة؟ - لماذا لم يذكر بيان الكنيسة عن تنحى الأسقف أن الأسقف طلب اعتكافه بعض سحب دير الأنبا متاؤس منه وأسنده للراهب يوساب السريانى؟ ولم يشير الى الدير من قريب أو بعيد؟ - هل هذا يؤكد ما ذكر عن تراشق لفظى حدث داخل المجمع المقدس بسبب ازمة اتفاقية المعمودية مع الكاثوليك والدور الآن على الأنبا اغاثون أسقف مغاغة؟ - هل هناك خلاف مع الأنبا إسحاق الأسقف العام المساعد بالفيوم؟ = هل تحتاج الكنيسة إلى عصر جديد يتيح استقالة الاساقفة؟ - أسئلة تجيب عنها الأيام القديمة. الأنبا إبرام
من مواليد قنا 11 / 2 / 1950م. تخرج من الكلية الإكليريكية 1975 م. درس بمعهد الدراسات القبطية قسم الدراسات الأفريقية تحت إشراف الأستاذ الدكتور/ زاهر رياض، وطلب منه السفر لإثيوبيا لمدة ستة أشهر كشرط لتحضير رسالة الماجستير بالقسم لكن لم يتمكن من ذلك. ذهب لدير الأنبا بيشوى كطالب رهبنة فى 02 / 08/ 1976 ثم تمت سيامته راهباً فى 21 / 03 / 1977م باسم أبونا الراهب تيموثاوس الأنبا بيشوى سيم قساً فى 29/01/1978، وخدم بدولة الإمارات العربية أبوظبى – دبى – الشارقة، سلطنة عمان ودولة البحرين، فى المدة 1/12/1978 - 22/4/1984م . تم سيامته قمصاً فى 01/08/1979. تمت سيامته أسقفاً بيد قداسة البابا شنودة الثالث فى عيد العنصرة 02/ 06/1985م. فى فبراير 1994م حصل على شهادة دبلوم معهد الدراسات القبطية قسم التاريخ بتقدير ممتاز. فى 27 يناير 2004م منح معهد الدراسات القبطية نيافة الأنبا ابرآم درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى فى التاريخ القبطى لرسالة عنوانها «الفيوم بين الماضى والحاضر». لنيافته أنشطة عديدة داخل المجمع المقدس، نيافته عضو فى: لجنة السكرتارية. لجنة الإيمان والتعليم والتشريع لجنة الأديرة والرهبنة. لجنة الرعاية والخدمة. لجنة العلاقات الكنسية. مشرفاً على نشاط الأرثوذكسية ومواجهة التحديات الطائفية المنبثقة من لجنة الرعاية والخدمة بالمجمع المقدس. عضو لجنة الحوار بين الكنائس الأرثوذكسية والبروتستانتية والكاثوليكية. عضو المجلس الأعلى للكليات الإكليريكية. مشرفاً مساعداً للجان الرجاء لخدمة المرضى للكرازة، التابعة للجنة الرعاية والخدمة. مشرفاً على دير الأنبا توماس السائح – العامر. مدرس اللاهوت المقارن بالكلية الأكليريكية منذ عام 1984م. مدرس بالكلية الإكليريكية بالإسكندرية لعام 1986، 1987م. مدرس بمعهد الكتاب المقدس بدمنهور لعام 2000/2001م. عضو لجنة الوحدة الوطنية بمحافظة الفيوم.