من ضمن التغييرات التى شهدها المهرجان القومى للمسرح هذا العام فتح المجال للمشاركة العربية ضمن فعالياته واستضاف بالفعل عددًا من العروض منها عروض «إسكوريال» التابع لمسرح الشارقة الوطنى إخراج حميد سمبيج، «حلم» لنادى المسرح فى بابل العراق تأليف وإخراج نجاة نجم، و«ضياع»، تأليف وإخراج بشار عليوى قدم العرضين الأخيرين بقسم «نظرة ما» والذى يعتنى بعروض مسرح الشارع لهذا العام، لكن ليس معنى مسرح الشارع أن تجرد العروض من كل ألوان الفنون المسرحية حتى ولو كانت ترفيهية، ففى عرض «ضياع» الذى قدم بشارع المعز خلا العمل من كل شىء حتى من حالة التلاحم والإنسجام مع الجمهور بسبب شدة المباشرة والتسطيح فى طرح قضيته الخاصة بالإرهاب وبالطبع ما تعرضت له العراق والدول العربية. اعتمد العرض على حالة من الحنجورية والاسترسال فى ترديد شعارات سياسية وتوزيع أعلام على الجمهور لمناطق حدودية بالعراق ثم التوجه للجمهور وسؤاله «ما هو الإرهاب؟» و«كيف ترى الإرهاب»؟، بالطبع تطوع البعض بالإجابة وتحول الأمر إلى مظاهرة سياسية أو حصة تعليمية لتعريف الإرهاب، خلت من أى متعة فنية تذكر حتى على مستوى احتكاك العرض وتلاحمه مع الجمهور، فالمعروف عن عروض مسرح الشارع أنها تتمتع بالبساطة على المستوى الفنى أكثر من غيرها لكن هذه البساطة لا تمنع تحقيق المتعة بل على العكس يسرف صناع مسرح الشارع عادة فى تحقيق متعة الانسجام والتلاحم مع الجمهور، خاصة فى فن الارتجال بانتقال الكلام إلى الجمهور وتجاذب الحديث معه كنوع من المشاركة بالحالة المسرحية، لم يقدم الفريق شيئا من هذا القبيل مما دفع البعض لإلقاء الإفيهات أثناء هذه المحاضرة الساذجة عن الإرهاب، والتى ضاعت معها فكرة وفلسفة العرض بنزوله بين جماهير شارع المعز التى التفت حوله مصغية ومبتهجة لتواجد عمل مسرحى عربى بينهم!
