أكد السفير سمير حسني مدير إدارة إفريقيا وحوض النيلفي الجامعة العربية أن دولة جنوب السودان تنطبق عليها شروط العضوية للجامعة العربية، وقال إن يبقي فقط أن تتقدم الدولة الجديدة بطلب عضوية للجامعة مشيرا الي انه نقاش داخلي حاليا في الجنوب. وكشف حسني في حواره ل«روزاليوسف» أن الجامعة العربية تدعو لمؤتمر عربي لتنمية السودان عموما سيعقد في الغالب بدولة الإمارات لدعم البنية التحتية والتقريب بين الشمال والجنوب. وقال إن مصر علي رأس الدول التي تقدم الدعم للسودان بشماله وجنوبه وأنه يجب أن تستكمل الدول العربية جهودها في دعم السودان عموما، ونفي أن يكون الغياب العربي أحد أسباب انفصال الجنوب، مشيرًا إلي أن شمال وجنوب السودان هما من يتحملان مسئولية الانفصال وأنه لو اتيحت الفرصة للدول العربية للقيام بدور من أجل الوحدة لقامت لكن شريكي اتفاق السلام قاما بتنفيذ الاتفاقية بطريقة صراعية. بداية.. ما موقف الجامعة العربية من دولة جنوب السودان الحديثة؟ - موقفنا واضح في هذه القضية، حيث كانت الجامعة شريكة في عملية السلام التي تجسدت في توقيع اتفاقية نيفاشا عام 2005 وكنا شهوداً علي تلك الاتفاقية، وبناء علي هذه العلاقة افتتحت الجامعة العربية بعثة خاصة في الجنوب عام 2007 لتنسيق العمل العربي المشترك. معني ذلك انكم كنتم تباركون مسار الانفصال من البداية؟ - ليس كذلك.. لأننا عقدنا عدداً من الاجتماعات الداعية للوحدة بين شريكي اتفاق السلام في الشمال والجنوب قبل الاستفتاء، وهذا لم يعد ممكنا الآن، والجامعة العربية كانت من المراقبين لعملية الاستفتاء واحترمنا قرار وإرادة شعب الجنوب في الاستقلال. وما دور ونهج الجامعة العربية بعد إعلان الدولة خاصة ان الجنوب ليس عضوا بها؟ - نحرص علي علاقة قوية مع دولة الجنوب.. علاقة تكاملية مشتركة، وعلي الدول العربية أن تقدم الدعم اللازم لاستكمال البنية الأساسية في هذه الدولة، والجامعة العربية حريصة علي استكمال جهودها في تنمية الجنوب بدليل أننا ندعو حاليا لمؤتمر لتنمية السودان عموما شمالا وجنوبا خلال هذا العام او في بداية العام المقبل، وفي الغالب سيعقد في دولة الإمارات. نعم ولكن الجنوب ليس عضوا في الجامعة. فهل ستكون هناك تفرقة بينه وبين الشمال؟ - الجامعة لديها سوابق في مسألة الانفصال مثلما حدث في اليمن.. ورغم ان الجنوب لم يقدم طلب عضوية في الجامعة العربية وان كان هذا محل نقاش داخلي هناك حاليا إلا أن دولة الجنوب ينطبق عليها شروط العضوية وفقا للمواثيق الدولية خاصة أنها تتحدث اللغة العربية، ويبقي فقط أن يقدم طلب للجامعة للموافقة عليه. ما تفاصيل إجراءات عقد مؤتمر تنمية السودان الذي تستعد له الجامعة العربية؟ - شارك وفد من دولة الإمارات خلال احتفالات اعلان دولة الجنوب في 9 يوليو، وطرحت فكرة المؤتمر بين الأطراف السودانية والوفد الإماراتي، وأشير في هذه الاجتماعات إلي أن المؤتمر سيعقد تحت مظلة الجامعة العربية، وهو ما نستعد له حاليا. كيف تري أولويات العمل المشترك مع السودان في الفترة المقبلة. وحجم الدعم العربي المقدم لها؟ - قدمنا دعماً بمختلف الأشكال لجنوب السودان، من مستشفيات متنقلة، بجانب المعونات التي تقدم من دول مثل مصر وقطر والكويت، هذا بجانب مؤتمر جوبا الذي عقد في فبراير 2010 بحضور الأمين العام وقتها عمرو موسي وسلفاكير رئيس حكومة الجنوب وكان له دور في جذب المستثمرين العرب نحو الجنوب. ونحن نحرص في الفترة المقبلة علي تقديم الدعم في مشروعات البنية الأساسية بين الشمال والجنوب حرصا علي علاقات حسن الجوار بينهما. لكن هناك عدة قضايا عالقة بين شمال وجنوب السودان تعوق تحقيق السلام في السودان بعد الانفصال كيف تري ذلك الامر وما هو الدور الذي يمكن ان تقوموا به لتقريب وجهات النظر؟ - كما ذكرت لك.. نحن شركاء في عملية السلام ونواصل دورنا للتقريب بين الطرفين في تلك القضايا خاصة ما يتعلق بالحدود والثروة وتوزيع النفط والديون والجنسية، ونري أنه لن يكون هناك حل حقيقي إلا إذا كانت حلولاً سياسية من الطرفين بعيدا عن الخيار العسكري، لذا نرجو من جميع الأطراف أن تتخذ الحوار سبيلا واحدا لحل هذه الخلافات. نعم الحوار قائم من قبل إجراء الاستفتاء ولم يتحقق شيء؟ - لجنة الوساطة الإفريقية التي يرأسها امبيكي رئيس جنوب افريقيا الاسبق تقوم بجهد كبير للحوار بين الطرفين.. صحيح أنها لم تنجز شيئا حتي الآن بسبب التعقيدات الموجودة إلا أنها هيأت الأجواء للحوار وأري أن الحل الوحيد يجب أن يكون عبر هذه الآلية. هناك انتقادات توجه للجامعة العربية والدول العربية بأن غيابها عن السودان أعطي فرصة لجهات أجنبية للتدخل من أجل انفصال الجنوب؟ - الذي يتحمل مسئولية الانفصال طرفي اتفاق نيفاشا سواء المؤتمر الوطني في الشمال او الحركة الشعبية في الجنوب، لأن تنفيذ الاتفاقية جاء بطريقة صراعية مما خلق توترات كثيرة بينهما وبالتالي أعاق ذلك أي فرصة نحو الوحدة. وإذا توفر المناخ السليم لتلعب الدول العربية دوراً حقيقياً لقمنا به وعلي رأس الدول مصر الي تقدم الدعم لتنمية الجنوب. ننتقل لقضية دارفور التي قدمت فيها الجامعة العربية مبادرات كثيرة لتسوية الوضع بها كيف تري تطورات الوضع بعد وثيقة السلام التي خرجت من منبر الدوحة؟ - ما تم انجازه في منبر الدوحة علي مدار عامين أمر شاق ومكلف علي الحكومة القطرية.. وشاركت الحركات الدارفورية والحكومة السودانية ومنظمات المجتمع المدني في وضع وثيقة السلام التي تحدد ابعاد الحل السياسي للأزمة في دارفور والجامعة العربية ستكون مراقبة لهذه الاتفاقية وتنفيذها لانها انجاز حقيقي نتمني ان يلحق به كل الحركات. لكن الحركات الرئيسية ترفضها؟ - الخلافات بين الحكومة وحركة العدل والمساواة أو حركة التحرير شكلية، لأنه حول بعض المناصب، لكن أن توافق الحكومة علي أن يكون هناك نائب للرئيس من دارفور فهذا إنجاز، لذا ندعو الحركتين المسلحتين لأن ترتفعا فوق المصالح الضيقة وأن توقعا علي الوثيقة وتدخلا في حوار مع الحكومة. لكن هناك دعوات من هذه الحركات لطلب استفتاء تقرير المصير مثلما حدث مع الجنوب؟ - لا أعتقد ذلك، ولكن هناك مطالب لإجراء استفتاء علي ان يكون اقليم دارفور إقليما واحدا بدلا من تقسيمه إلي ثلاثة أقاليم.